الأمن نعمة عظيمة يُنعم الله سبحانه وتعالى بها على من يشاء من عباده، إذ الإنسان بطبعه ينشد الأمن وما يبعده عن المخاطر والمخاوف، ولأهميته فقد امتن الله عز وجل على قريش بهذه النعمة، فقال عز من قائل: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آَمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ} [العنكبوت: 67]، ولأهميته ك
مقالات ناصر العمر
إذا دعوت يا عبد الله! ودعوت ولم يستجب لك، وتحققت أنك لم تتلبس بموانع إجابة الدعاء، بل أخذت بأسباب الإجابة، فاعلم أنه لن تخلو من حالات: إما أن يستجاب لك ما دعوت به ولو بعد حين، أو يصرف عنك من السوء أعظم مما طلب، ويحصل لك من الخير أكثر مما رجوت، أو تدخر دعوتك لك يوم القيامة وأنت أحوج ما تكون إليها
هذه الأعمال التي يُقال إنها أعمال قاصرة على صاحبها، كالصلاة والاعتكاف والصيام والذكر، هي قاصرة من وجه، متعدية من وجه آخر، بل هي أساس في الدعوة إلى الله – جل وعلا -، في القيادة، وفي إصلاح المجتمع، وفي التربية، وفي التغيير المرجو؛ سواء على مستوى الفرد، أو المجتمع، أو الدولة، أو الأمة
ومن أوجب ما يكون من الاستعداد، الاستعداد بترك ما أُلف من الحرام، فليس الصيام هو الإمساك عن الطعام والشراب والشهوات المباحة فقط ولكن الإمساك عما حرّم الله عموماً، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ في أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ»، وهل فرض رمضان إلاّ لأجل التقوى! وكيف يتقي من يعصي الله في رمضان!
من أهم ما يجمع كلمة العلماء والدعاة والجماعات الدعوية هو إقامة العدل بينهم وإزالة الجور والتباغض وفساد القلوب التي أكبرها البغي والظلم، ولن يتحقق العدل والقلوب تتنازعها الأهواء والحزبيات والعصبية الجاهلية، وعلى القادة والأئمة أن يكونوا قدوة لمن خلفهم وأسوة لاتباعهم، وبهذا بتحقق النصر والفلاح
لابد من التفطن إلى أن القصد إلى حفظ الضروريات بالأمر والنهي قد يراعى فيه تحقق المصلحة الخاصة بزيد أو عبيد المأمور أو المنهي، وقد تراعى فيه المصلحة العامة للمجتمع، من القيام بواجب إظهار الدين وكبت المنكر وأهله، ومنع الإعلان بالمعصية، وهذا المقصود الثاني أولى بالرعاية من المقصود الخاص متى تعارضا
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر -على أهميته- ليس ركناً سادساً من أركان الإسلام كما ذهب إليه بعض أهل العلم، لأن هذه الأركان واجبة وجوباً عينياً على كل مسلم مع القدرة، بخلاف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويكفي للدلالة على ذلك أن الحديث الصحيح بين أركان الإسلام وأنها خمسة وليس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منها
"الموصل" اليوم تتعرض لحملة إبادة وتهجير من حشود طائفية صفوية، تعاونهم على ذلك مللٌ أخرى عرفت بعدائها للمسلمين وكشأن عامة حملات الطغاة على مَرِّ التاريخ لابد أن تصحبها حملات تسويغ إعلامية تتذرع بذرائع شتى..
الواجب على المسلم أنى كان موقعه سياسيًّا أو إعلاميًّا أو دعويًّا، أن يعي ذلك، وأن لا تستخفه الدعاية المضللة، وألا يسبب له الإرهاب الغربي أو ضغطه متعدد الجهات اختلالًا في الوعي، وغبشًا في المفاهيم، فيفرق بين الباغي المعتدي من المسلمين وغيرهم، وبين المطالب بحق مشروع، فيكون عونًا للثاني، حربًا للأول، لينصلح الحال وتستقيم الأمور
إن فضل هذه الليلة وعموم خيرها ورفعة منزلتها لا تدرك بالعقول، وإلا كيف تكون ليلة واحدة؛ لا تتعدى -أحياناً- بضع ساعات أفضل من ثلاث وثمانين سنة، بل تزيد، ولا نعلم مقدار هذه الزيادة، ولا مجال للعقل في مثل هذه الحقائق التي جاءت بها النصوص القطعية، سوى خضوعه لها، وإيمانه بها، دون شك أو ريبة، وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل
إن تفسير القرآن بالرأي لا ينبغي أخذُه إلا إذا قامت عليه بينات لا تعارض المأثور الذي جاء عن الله تعالى، والأخذ بالمأثور متى خالف الرأي هو الواجب، فالقرآن يفسّر بعضه بعضاً ويبيّن بعضه بعضاً
فالتصرفات غير المسؤولة غلواً وجفاء سببٌ في إيجاد فرصة للأعداء يتكالبون من خلالها على الأمة ويمررون المؤامرات ضدها
إنَّ هذه الآية القرآنية، تتضمّن آيةً من آيات الله الكونيّة، وهي أنّ الله تعالى قد جعل الزَّواج سكناً، وجعل بين الزَّوجين مهما تباعدا في النَّسب مودةً ورحمة؛ وبالتالي فإنّ التّنازع والشِّقاق بين الزَّوجين، هو خلافُ الأصل، يحتمل ما دام أمراً عارضاً.. ولابد أن يعالج خلله إن تجاوز ذلك
فالمتأمِّل في الواقع الاجتماعيِّ الذي تعيشُه كثيرٌ من الأسر، من الاختلاف والتَّفرُّق والتَّشتُّت، وما يترتَّب على ذلك من آثارٍ سلبيَّة كبيرة- يدرك أنَّ هناك أسباباً كثيرة لمثل هذه الحالة؛ لأنَّ الأصل في الأسرة والعلاقات الزَّوجيَّة، هو الاستقرار والمودَّة والمحبَّة والرِّضا
فتش قلبك، وانظر حالك، وحذارِ حذارِ من أن تنطوي نفسك على الحِقد والغِل والحسد وأمراض القلب وأدوائها، فإنها قد تقضي على صاحبها في الدنيا، فما بالك في الآخرة؟ ولن ينجو في الآخرة إلّا من أتى الله بقلبٍ سليم، أسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم
فأمتنا تنتظر منا أن نكون من المبادرين في أمور الدين والدنيا لنحميها من عدوها، ونجعل لها المهابة والقوة كما كان سلفنا الصالح، وأن نستغني عن أعدائنا
دخل اليمن في دوامة المبادرات السياسية، والتحالفات البينية التي لم تزد البلد إلا ضياعا ، ولم تجلب له الاستقرار، وتركته مسرحا مفتوحا لنزاعات إقليمية وتجاذبات دولية ، سياسية وعسكرية
الفتنة التي أوقدت في مصر فتنةٌ في أمرٍ غير مشتبه، عمادها فئة باغية من علمانيين ونصارى ومتمردين, لا يريدون حاكماً فيه صبغةٌ إسلامية, وقد أعدوا لعدوانهم منذ عدة أشهر, كما اتضح الآن
معلوم خلاف الإسلاميين بل خلاف الناس في وجود ديمقراطية إسلامية، وهذه قضية كبيرة لا بد أن تحرر قبل الحكم على الديمقراطية، وقبل تحريرها يظل كثير من الخلاف الحادث في الساحة فرعاً عن تباين التصورات
المقصود كذلك الشأن مع فرص رمضان! هناك من ستغفر له ذنوبه؛ لأنه صام إيمانا واحتسابا، وتغفر له ذنوبه؛ لأنه قام إيمانا واحتسابا، وتغفر له ذنوبه لأنه وافق ليلة القدر، وبعد ذلك هؤلاء مراتب في البعد عن النيران والرقي في درجات الجنان، أسأل الله أن نكون وإياكم من خير الفائزين
ومما ينبغي أن يعلم:
اشتهر عند كثير من الناس أن ليلة النصف من شعبان يقدر فيها ما يكون في سائر العام،
وهذا باطل، فإن الليلة التي يقدر فيها ما يكون في العام هي ليلة القدر، فمن زعم أن ليلة النصف من شعبان يقدر فيها ما يكون في العام، فقد خالف ما دل عليه القرآن
"ما فَضَلَ أبو بكر النَّاسَ بكثرة صلاةٍ ولا بكثرة صيامٍ، ولكن بشيءٍ وقر في قلبه"، فذلك هو الإيمان، ولذلك كان وصفُه بل وتسميته بالصديق، فالعبرة ليست بكثرة العمل، ما دام أن الإنسان قد نهض بالواجبات، واجتهد في المندوبات، بل العبرة تكمن في هذا القلب وسلامته وطهارته
فالمنهج الإسلامي في التّعامل مع النّفس الإنسانيّة، وسطٌ لا ميلَ فيه إلى أحد طرفي قصد الأمور: الإفراط أو التفريط، فلا يُسيء الظنّ بالنّفس الإنسانيّة، حتى يعتبرَها أصل الشّرور، كما أنّه لا يُسرفُ في إحسان الظّنّ بها، حتّى يعتبرها مقياساً للخير والصّلاح
من الظواهر السّيّئة التي نجدها في مجتمعاتنا الإسلامية، ظاهرةُ لعن الأفراد بعضهم بعضاً، على سبيل الجدّ، وتعبيراً عن الغضب، أحياناً، أو على سبيل المُزاح واستثارةً للمرح، أحياناً أخرى، بدون انتباه لخطورة الفعل الّذي يقومون به، مقارنةً مع السّبب أو الأسباب التي كانت دافعاً لإيقاع هذا اللَّعن
من أعظم ما يُعين المرءَ، على تحقيق هذه المعاني القدريّة، ويُهوِّنُ عليه المصائب: تعظيمُ الله عز وجلّ في قلب المؤمن، فإنّه يُيسّرُ له حسن التّعامل مع أقدار الله الكونيّة، والاستعانةِ عليها بأقداره الشرعيّة، الأمر الّذي يوفّق صاحبه بإذن الله إلى الحكمة والصواب، وقطع دابر كلّ الوساوس
ممّا يؤسف له، أنّ الممسكين بزمام هذه القضية، والمستثيرين للأسئلة وعلامات الاستفهام بصددها، هم تلك الفئة التي يعرفها مجتمعنا جيّداً، فئةٌ لا ترقُب في عقيدته ولا في شريعته إلاً ولا ذمّة، فئةً سقطت للأسف في مستنقع التّبعية لكلّ ما هو أوربيّ، فلذا تجدهم يُعيدون النَّظر في كلِّ شيءٍ، يقولون: "استناداً إلى العقل"، والعقل بريءٌ، وإنما هي مرجعيّتهم الليبرالية، يختارونها بوعيٍ