في حواره مع شبكة المشكاة الإسلامية.. د. العمر يدعو لتصفية القضية الفلسطينية من الشوائب التي علقت بها وأن تكون إسلامية صرفة خالصة
2 رمضان 1431

حاوره: حسن عبد الحميد

 

تميز مؤتمر (رحمة للعالمين) الذي انعقدت فعالياته بالعاصمة السودانية الخرطوم في الفترة من الثالث عشر إلى الخامس عشر من نوفمبر 2007م بحضور كثيف من أصحاب الفضيلة العلماء والدعاة من حوالي عشرين دولة مسلمة، ووسط هذا الحضور النوعي الكثيف، تمكنّا من الجلوس إلى فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور ناصر العمر الداعية السعودي المعروف، وعلى كثرة مشاغله وأعماله أثناء المؤتمر؛ أتاح لنا الشيخ مشكورا هذه الفرصة القيمة لإجراء هذا الحوار معه مشكورا. والشيخ الأستاذ الدكتور ناصر العمر يتميز بمظهر وقور صارم، لكن إذا اقتربت منه أكثر رأيت أكثر من مجرد الصرامة، فهو رجل ودود بشوش، أعلن لنا أنه يحب السودان والسودانيين، وهذا من جميل أدبه ونفاسة عنصره، وهو رجل مهموم بهموم العالم الإسلامي مشغول بشؤون الدعوة والدعاة إلى الله تعالى، أسدى لنا في نهاية الحوار نصائح غالية في شأن الدعوة إلى الله تعالى وضرورة العمل المتواصل لنصرة دين الله تعالى، فجزاه الله عنا خير الجزاء.

 

فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور ناصر العمر.. قمتم بزيارات عديدة إلى السودان في مناسبات سابقة حيث شاركتم في مؤتمرات وأنشطة دعوية في هذا البلد المسلم.. وتزورن السودان هذه المرة للمشاركة في مؤتمر (رحمة للعالمين) الذي ينعقد برعاية كريمة من رئاسة الجمهورية. نرجو أن تحدثنا عن المؤتمر.. غاياته وأهميته.

ـــ المؤتمر حلقة من حلقات الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم، والموضوعات المطروحة بالمؤتمر تكملة لتلك المؤتمرات، فلا نكتفي بمؤتمر واحد، خاصة أن الأعداء لم يتوقفوا عن الإساءة والتهجم، فجاء هذا المؤتمر للمزيد من آليات الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويعقد لأول مرة بالسودان، والحضور من أكثر من عشرين بلدا إسلاميا، وأتمنى أن تكون التوصيات في مستوى الحدث والأهمية، وأوراق المؤتمر موجودة بموقع المؤتمر، وهذا المؤتمر أول مؤتمر يحضره رئيس الجمهورية وهذا يعطيه دلالة وقوة.

 

نرجو أن تلقوا الضوء على الورقة التي شاركتم بها في هذا المؤتمر.

ـــ ورقتي التي قدمتها في المؤتمر كانت بعنوان: ( مظاهر التطاول على النبي صلى الله عليه وسلم ودوافعها ) ، ومظاهر التطاول على الأنبياء قديمة بدأت منذ آدم عليه السلام واستمرت حتى النبي صلى الله عليه وسلم، وفي زمنه كان التطاول من المشركين واليهود كأمثال كعب بن الأشرف وتواصلت مظاهر الإساءة في مختلف العهود ( أتواصوا به بل هم قوم طاغون )، وفي عصرنا هذا تم التطاول من الغربيين المعاصرين، والمنافقين، والعلمانيين، وبعضهم لا يجرؤ على التطاول المباشر، ولكنهم يغطونه بطريقة أو بأخرى، مثل اللمز والاستهزاء بالصالحين، ومن مظاهر التطاول على النبي صلى الله عليه وسلم إقصاء شريعته خاصة الحكم بما أنزل الله تعالى،وهو في الحقيقة طعن في المنهج الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما )، والاستهزاء بالصالحين نوع من الكفر كما قال الله تعالى في شأن المنافقين الذين طعنوا في الصحابة ( لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم .. ) فكفرهم لم يكن بسبب طعنهم في النبي صلى الله عليه وسلم أو القرآن، وإنما الاستهزاء بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

السودان البلد المسلم الذي يستضيف هذا المؤتمر يمر بمنعطف تاريخي خطير، ويواجه استهدافا غربيا كبيرا تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، ما سبب هذا الاستهداف في رأيكم؟؟ وبم تنصحون الشعب السوداني حكاما ومحكومين؟؟

ـــ ذكرت في مناسبات كثيرة أن المؤامرات تحيط بالسودان لأهميته، فهناك دول كثيرة لا قيمة لها لذلك لا يستهدفونها، والاستهداف والمؤامرات تعني أن لك شأنا، فاللصوص لا يبحثون عن بيوت الفقراء ليسرقونها وإنما يستهدفون بيوت الأغنياء، ومن هنا كان المؤامرات الغربية على السودان، وهذا الهجوم الشرس، وأنصح إخواننا في السودان حكاما ومحكومين بالالتزام بالمنهج الحق، وألا يتنازلوا مطلقا، وأن تكون كلمتهم واحدة، ولا يقبلوا المساومة على منهجهم.

 

القضية الفلسطينية تواجه أيضا هذه الأيام حملات متواصلة لتصفية القضية، ويجتهد اليهود وعملاؤهم في التضييق على الدعاة والمصلحين في فلسطين ومواجهة حركة حماس والحركات المجاهدة هناك، ما هي رؤيتكم للقضية الفلسطينية؟

ـــ أنا في الحقيقة مع تصفية القضية الفلسطينية.. من الشوائب التي علقت بها وأدعو أن تكون إسلامية صرفة خالصة، وإذا صُفيت من حلفاء اليهود وأعوانهم فهي ستنتصر حتما، وهم يريدون تصفيتها بمعنى القضاء عليها، وإذا تميز الخبيث من الطيب فسينتصر الفلسطينيون الصادقون في نهاية المطاف. وقد كتبت رسالة بعنوان ( رؤية استراتيجية للقضية الفلسطينية ) بينت فيها هذا المنهج.