الشيخ ناصر العمر في لقاء مطول مع شبكة (أنا المسلم).. يجيب عن عديد من القضايا التي تهم الأمة الإسلامية والشباب المسلم
2 رمضان 1431

مقدمة من شبكة (أنا المسلم) :

الحمد لله الذي يسر اللقاء مع شيخنا وأستاذنا، الشيخ الأستاذ الدكتور/ ناصر بن سليمان العمر.

فجزاه الله خيراً على ما جاد به من وقت، ونسأل الله أن يجعل حرصه على نشر الخير والإرشاد والتوجيه في موازين حسناته.

وبعد فقد قام إخوانكم في الشبكة بعرض جميع الأسئلة على فضيلة الشيخ، مع أن بعضها كان بعيد التعلق بالمحاور الموضوعة للنقاش.

وقد تفضل الشيخ –حفظه الله- بالتعليق على كثير منها، فجزاه الله خيراً. وبقيت مجموعة خارجة عن الموضوع عرضت على الشيخ وعلق عليها تعليقات مجملة في مقدمة الأجوبة، لعلها شافية كافية، مع أن مجرد خروجها عن محاور اللقاء كفيل باطراحها واستبعادها.

أما الأسئلة المكررة والمتشابهة فتم إجمالها مع بعضها في أجوبة الشيخ –حفظه الله- مرة واحدة حتى لا يكثر التكرار.

وسوف تقوم الشبكة بنشر الأجوبة متتابعةً _بإذن الله_ فنرجو من أعضائنا الكرام المتابعة.

ولن يكون سبيل التعقيب على الأجوبة متاحاً فاللقاء مع الشيخ –حفظه الله- والسائل يريد معرفة قول الشيخ لا من عداه.

وفي الختام لا يسعنا إلاّ أن نشكر فضيلته على فتحه الباب لجمهور عريض، ولقائه لهم برحابة صدر وصبر، في وقت الأمة فيه من أحوج ما تكون إلى لقاء علمائها ودعاتها الناصحين، ولاسيما عبر هذه المنابر الحرة الجامعة، فجزاه الله خيراً، وبارك في جهوده، وعظَّم النفع بها.
والحمد لله أولاً وآخراً، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

مقدمة الشيخ الأستاذ الدكتور ناصر العمر

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين:
أولاً أشكر موقع (أنا المسلم) الذي أتاح لي هذه الفرصة للقاء بمتصفحي الموقع ورواده، وأسأل الله أن يبارك في هذا اللقاء, وبعد :

هناك أسئلة كثيرة متكررة ومتشابهة حاولت أن أجمع ما يتشابه من الأسئلة في جواب واحد.
و بعض الإخوة يسأل في سؤاله أكثر من عشرة أسئلة، وعدد الأسئلة التي وردتني هائل جداً، ولو جلست أجيب على هذه المسائل وبخاصة ما يحتاج إلى تفصيلات لاستغرق ذلك مني وقتاً طويلاً ولا أملك الوقت الكافي لذلك, ولذلك فليعذرني الإخوة مع أن بعض تلك الأسئلة كان مهما ومفيدا.

وقد جاءت إجاباتي مختصرة؛ لأن في مثل هذه المواقع ليس المطلوب هو التفصيل والتفريع الفقهي فهذا له مكانه ولي كتبي وكتابتي وربما كان فيها شيء من ذلك بالإضافة إلى موقع المسلم فبه ينشر ما يتعلق بكتبي ومحاضراتي ومنهجي وبإمكان الأخوة الرجوع إليه .

النقطة الأخيرة: لفت نظري أن كثيراً من الإخوة يطالبني بالصراحة والوضوح وقول الحق، ولي على هذا تعليقات:

الأول: أعدكم ألا أقول إلا الحق في اعتقادي، ولن أقول الباطل _بإذن الله_ ولكن (لا يفهم) من هذا أنني أجبت على كل سؤال كما بينت سابقاً فرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو أسوتنا ، كانت توجه إليه بعض الأسئلة فلا يجيب عنها لحكمة يراها _صلى الله عليه وسلم_, كما في حديث سهل بن سعد الساعدي في قصة عويمر العجلاني وعاصم بن عدي، وقد كره صلى الله عليه وسلم مسألة الذي سأله عن الحج: أفي كل عام، وكره مسائل غيرها حتى استعتبه عمر كما في الصحيحين. والشيء الذي أعدكم به هو أنني لم ولن أقول الباطل بإذن الله، وكما قلت مراراً على لسان أحد الدعاة: (قد تمنعني من قول بعض الحق، ولكنك لن تجبرني على قول الباطل) فأسأل الله أن أوفق لذلك.

الثاني: لاحظت أن الأخوة الذين يطالبونني بالوضوح والصراحة وقول الحق هم يكتبون بأسماء مستعارة فتعجبت! نعم تعجبت!! ولعل في هذا التنبيه ما يكفي لأولئك السائلين، أين شجاعتهم؟ أين صراحتهم؟ أين وضوحهم؟ لعل الإنصاف مطلوب، أسأل الله أن يوفقني وإياكم له وللحكمة.

ومع هذا فلم ولن أقول بإذن الله إلا الحق الذي أعتقد ولم ولن أقول الباطل وإن لم أقدر على قول الحق فسيسعني السكوت ولي عذري في ذلك, وأسأل الله الإعانة والتوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

السؤال الأول: ماذا تعرفون عن المحاكم الشرعية في الصومال وعن رئيسها الشيخ شيخ شريف أحمد ؛ لأن البعض يشكك فيهم بسبب المفاوضات التي جرت في الخرطوم ولغير ذلك ؟

إجابة السؤال الأول: المعلومات عن القائمين في المحاكم الشرعية محدودة ولكن حسب سؤال الموثوقين من الإخوة الصوماليين الموجودين في المملكة أفادوا بأن هؤلاء مجموعة من المشايخ والعلماء الذين أغلبهم تخرج من الجامعات الخليجية وبالذات السعودية وهم بالجملة على المنهج السلفي ويثنى عليهم كثيراً وعلى كل فنسأل الله أن يكتب على أيديهم الخير لهذا البلد الممزق الذي عصفت به الفتن والمحن، وإنني بهذه المناسبة أدعو طلاب العلم والدعاة والشباب والمربين إلى دراسة حال الصومال وماذا حدث له من تفرق وتمزق وتشتت وتناحر خلال العقود الماضية، حتى يُنظر في مآلات الأمور قبل الإقدام على أعمال لا تعرف عواقبها؛ لأن الواجب اليوم النظر إلى المصالح والمفاسد, وخير الخيرين, وشرّ الشرين, لمعرفة ما يجب القيام به والله المستعان.

•السؤال الثاني: كيف نعامل التلاميذ المتعصبين للدعاة العقلانيين.. ؟ مع العلم أن هؤلاء الدعاة قد ضللهم كثير من أهل العلم .. و للأسف ما زال هؤلاء التلاميذ يأخذون منهم و ينافحون عنهم.. و لا يخفى على فضيلتكم .. أن استخدام الجانب العقلاني و لوي عنق الأدلة و النصوص .. بلاء و شر .. فأرشدونا حفظكم الله .. كيف نعامل هؤلاء المقلدين .. و جزاكم الله خيرا ً.

إجابة السؤال الثاني: يتعامل مع التلاميذ المتعصبين للدعاة العقلانيين بالحكمة وبأسلوب مناسب، وهذا يختلف باختلاف الأشخاص، والمهم أن يكون الأسلوب مقنعاً، لا بالشد والخصومة وإنما جادلهم بالتي هي أحسن, على أن يصاحب ذلك شيء من الوعظ والتخويف لبيان خطورة هذا المنهج المسمى بالمنهج العقلاني وهو أبعد ما يكون عن العقل؛ لأن العقل الصريح يوافق النقل الصحيح كما بين ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه العظيم، والمهم هو أن يتخذ الأسلوب الإقناعي وطول النفس بعيداً عن التعصب للأشخاص أو للجماعات بعيداً عن الخصومات وذلك بالرجوع إلى الكتاب والسنة وإلى المنطلقات والمسلَّمات التي جاءت بها الشريعة وكان عليها منهج السلف الصالح.

السؤال الثالث: ما نصيحتكم لإخوانكم بالسودان بما يخص تدخل القوات الأممية.. و بما تنصح إذا قدر الله أن تدخل، هل يجب التعاون مع الحكومة بما فيها من تقصير و أن من قادتها من غير المسلمين .

إجابة السؤال الثالث:- بالنسبة لإخواننا في السودان فأسأل الله أن يعينهم، فهذا البلد العظيم بوابة أفريقيا تعصف به الفتن والمؤامرات من سنوات طويلة، وكلما انتهى من قضية أدخله العدو في قضية أخرى، فبعد ما تصور بعض الطيبين أن مشكلة الجنوب قد انتهت، فإذا هي تنشئ مشكلة أخرى في دارفور، وهناك محاولات أخرى لإنشاء وإحداث فتن في الشرق ومناطق أخرى، فالسودان بلد مترام الأطراف، قارة كبرى وإدارتها ليست بالمهمة اليسيرة. وما يتعلق بقضية دارفور فقد قرر الرئيس السوداني عدم السماح بتدخل القوى الدولية، وقال: إنه يفضّل القتال والجهاد على الاستعمار، فإذاً الأمر قد حسم، ونسأل الله أن يوفقهم ويسددهم و يثبتهم، وما التعاون مع الحكومة في هذا الشأن فأرى أن يكون إذا التزم الرئيس بهذا المنهج وهو الوقوف أمام هذه الدول، فيُتعاون وإن كان في بعض الحكومة أشخاص غير مرضيين وبالله التوفيق.

 

السؤال الرابع: كلنا نسمع اليوم سب وزجر وشتم للمجاهدين في العراق ويجعلون مناقبهم مساوئ ....شيخنا فهلا تكرمت بإرشادنا لطريق الأقوم والسبيل الأحسن في التعامل مع أخطاء المجاهدين(على ندرتها)هل نشهر بهم ونجعل بدل الخطأ أخطاء كما يفعل إعلامنا والمتعالمين وبعض العلماء الذين ساروا في ركابهم أم أننا نلتمس لهم الأعذار. ثانيا نرى ونسمع أن الكثير من شباب أهل السنة اشتغلوا برمي العلماء بالتبديع والتفسيق باسم الجرح والتعديل حتى أنه لم يسلم منهم إلا القلة القليلة فهل منهجهم هذا مطابق لمنهج ابن معين فيكونون مصيبين للحق بذلك أم هو مجرد غيبة وبهتان باسم الدفاع عن السنة والذب عنها وجزاكم الله خير الجزاء.

إجابة السؤال الرابع: كثير من الأسئلة جاءت للسؤال عن المجاهدين وعن العراق بالذات، فأقول مختصراً:

تحدثت بالتفصيل عن الجهاد وشروطه وآدابه وقرنت ذلك بالواقع الذي يجري في بلاد المسلمين في العراق وفلسطين والشيشان وأفغانستان والفلبين وغيرها, وهو كله موجود في دروس منار السبيل، شرح كتاب الجهاد، وتوجد نسخة منه مسجلاً في موقع المسلم فبالرجوع إليه يتضح المنهج الذي أراه وحرصت أن أبينه بكل وضوح وجلاء وقد مكثت في هذا الباب قرابة ثلاثة أشهر استفرغت فيه طاقتي ووسعي فأي أمر يريد الإخوة من أحكام الجهاد أو ما يتعلق بمواقع الجهاد المعاصرة، فعليهم بالرجوع إلى موقع المسلم وسيجدون الجواب _بإذن الله_ ولكن لا مانع أن أشير إشارات سريعة، فأقول:
لا شك أن ما يجري في العراق هو من الجهاد في سبيل الله وهو من جهاد الدفع مثلما يحدث في أفغانستان أو الشيشان أو غيرهما، وقبل ذلك في فلسطين، ومادام من الجهاد فإن تسميته فتنة هي الفتنة بعينها، ولهذا فإنني أنصح أؤلئك الذين يقعون في المجاهدين أن يكفوا ألسنتهم، وإذا لم يستطيعوا أن يجاهدوا مع إخوانهم أو يساهموا مع إخوانهم فليكفوا شرهم، وقد أوصى النبي _صلى الله عليه وسلم_ أبا ذر _رضي الله عنه_ عندما طلب منه أن يوصيه، فقال: «وأن تكف شرك عن الناس صدقة منك على نفسك» رواه مسلم فكيف بكف الشر عن المجاهدين, فأحذر أولئك الذين يقعون في أعراض المجاهدين من العقوبة العاجلة قبل الآجلة فهم يخدمون أعداء الله _جل وعلا_، من أميركا وحلفائها، والرافضة وأعوانهم، فليتقوا الله _جل وعلا_ وليقولوا قولاً سديداً "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد" ومن أعظم الأعراض هي أعراض العلماء وأعراض الدعاة وأعراض المجاهدين وأعراض المسؤولين فنسأل الله التوفيق والسداد.

أما حكم الجهاد في العراق فإنه فرض كفاية ولا زلت على هذا الرأي وليس بفرض عين في حق من هم خارج العراق، أما أهل العراق فلهم حكمهم ولهم علماؤهم وهم الذين يفتونهم فيما يتعلق بالجهاد في داخل بلدهم.

وبالنسبة لأخطاء المجاهدين فالناس بين إفراط وتفريط في هذه المسألة, فهناك من يرى أن لا يجوز أن يذكر أي خطأ للمجاهدين ويتعصبون لهم بالحق والباطل, وهذا في الحقيقة غلو وقد بين الله أخطاء المجاهدين في أزهى العصور في عهد محمد _صلى الله عليه وسلم_ ونزل بذلك القرآن وهم خير مجاهدين وهم الصحابة _رضوان الله عليهم_.

وفريق آخر وهم الأكثرون جعلوا من أخطاء الجهاد وسيلة للطعن في الجهاد والمجاهدين بالحق والباطل, وهؤلاء فرطوا وأساءوا للجهاد وشوهوا صورته أمام القريب والبعيد وأقول للطرفين اتقوا الله جل وعلا فالمجاهدون بشر يخطئون ويصيبون، والمنهج الوسط هو أن يتناول أخطاء المجاهدين العلماء والمجاهدون، فهم الذين يقومون بذلك بالحكمة وبالأسلوب المناسب وفي الوقت المناسب بغرض النصيحة والتسديد والبيان, ولا ينبغي أن يُفتح الباب على مصراعيه لكل من هب ودب يتكلم في أعراض المجاهدين وهو أبعد الناس عن الجهاد بل إن بعضهم يحتاج إلى جهاد, وكذلك لا نقول بأن كل من تحدث عن المجاهدين أو أخطائهم قد ارتكب جرماً كبيراً أو أنه قد نافق ومالأ الكفار، أو نحو ذلك كلا وحاشا فالحق وسط بين طرفين: الغالي والجافي فاتقوا الله _جل وعلا_ واعتدلوا ودعوا الأمور لأهلها وحسبنا الله ونعم الوكيل.

السؤال الخامس: لا يخفى على فضيلتكم أن وجود المنتديات قد أعطى الكثير فرصة للكتابة والنقد فأصبحت الكتابة في متناول العالم وغيره فما هي الآداب العامة التي يلتزمها الكاتب في النقد العلمي؟ سؤال آخر: "الدين المعاملة".

الإجابة على السؤال السادس: جاءت عدد من الأسئلة تسأل عن المنتديات والمشاركة فيها، فأقول: المنتديات سلاح ذو حدين فيها الخير والشر وبعض المنتديات يغلب فيها الخير كهذا المنتدى –أحسبه كذلك والله أعلم- وبعضها يغلب فيه الشر وهي كثيرة جداً ولذلك فإن الدخول فيها والتعامل معها يحتاج إلى الحكمة، وإلى القدرة على التعامل مع الأحداث، وإلى سلامة اللسان والكلمة، وإلى حسن القصد. ولاينبغي أن يكون الأمر متاحاً لكل من شاء أن ينعق بما يشاء، وقد رأينا في بعض هذه المنتديات من الفتن ما الله به عليم، رأينا التجريح في العلماء والمسئولين، رأينا الوقوع في أعراض المجاهدين، رأينا الاستهزاء بالدين، رأينا إعلان الإلحاد ومخالفة رب العالمين، رأينا المهاترات والتعليقات التي لاتليق، رأينا بعضهم يفتري الكذب ولايبالي وأخشى على هؤلاء من أن يدخلوا فيمن رآهم النبي _صلى الله عليه وسلم_ لما عرج به إلى السماء يعذبون فذكر أن من أسباب ذلك: (أن أحدهم يقول الكلمة يكذب فيها فتبلغ الآفاق) واليوم نجد من يدخل إلى المنتديات فيكذب فتصل كذبته لأطراف الأرض في لحظات، وهذا باب خطير، بل أقول أيضاً ليس كل من سمع خبراً فله أن يقوم بنشره، فقد نهى الله عن ذلك كما في سورة النساء: "وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمة لاتبعتم الشيطان إلا قليلاً"، ويقول _صلى الله عليه وسلم_: "كفى بالمرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع" فالأمر يحتاج إلى تثبت وتحري ودقة في العبارة, أما الذي يحدث الآن حتى من بعض المحسوبين على الخير فأمر يندى له الجبين من الاستفزاز ومن الكذب ومن التجريح ومن تفريق الأمة.

ولذا فإني أنصح كل من يريد أن يدخل في هذه المنتديات أن يتق الله جل وعلا وأن يعلم أن كل كلمة يكتبها محسوبة عليه، وأنه سوف يسأل عن تلك الكلمة يوم القيامة وسيجدها في صفحاته إما خيراً وإما شراً «ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحداً».

أما السؤال عن الدين المعاملة فنعم الدين المعاملة, المعاملة هي الأخلاق، هي الأمانة، هي الصدق، هي الوفاء، هي الكرم، منظومة متكاملة، يجمعها (الدين).. (الدين المعاملة), وهذا كقوله _صلى الله عليه وسلم_: (الحج عرفه) مع أن هناك من الأركان ما ليس في عرفه، ولكن المراد التنبيه على أهمية ركن بعينه، إذا فات فات الحج, وكذلك دين الإنسان يعرف بمعاملته وخلقه ووفاءه وكرمه وتعامله مع الأخيرين وقضاء حقوقهم وعدم الإساءة إلى من ينبغي أن يحسن إليهم, ولهذا أفراد كثيرة يصعب أن تحصر، ولهذا كانت هذه الكلمة بليغة جامعة شاملة وافية، وما أحوجنا إلى استحضارها وعرض أنفسنا عليها والله المستعان وهو الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

السؤال السادس: لا شك أنك ترى وتسمع تغلغل الشيعة الروافض تقريباً في كل محفل ومجتمع من بلاد الحرمين وحتى المغرب والجزائر, مروراً ببلاد الشام ومصر فضلاً عن العرق ولبنان... الخ والله المستعان وهذا يضاعف المسؤولية الملقاة على عاتق الدعاة وطلاب العلم ومن تبصر بهؤلاء القوم بأن يحذر الناس والبرية من ضلالهم وغيهم فالمتشيعين والناكصين على أعقابهم –غير مأسوف عليهم-بدأت أعناقهم تشرئب نحو الأعلى وأصواتهم تعلو قليلاً قليلاً .. فالجهل بحقيقة هؤلاء القوم قد فشى وانتشر بين عوام المسلمين والله المستعان لا سيما بعد أن انتشر دعاة "الوحدة المزعومة" على الفضائيات من كل حدب وصوب, فنرجو من فضيلتكم:

- كلمة في هذا المجال.

-    برنامج لطالب العلم المتوسط –يعني ليس مبتدأ-يتخصص فيه في الرد على هؤلاء القوم, ويستطيع به –بإذن الله-مناظرتهم وإلقامهم حجراً. لكن أرجو أن تراعي في ذلك قصر المدة الزمنية المطلوبة لذلك.. فالموضوع خطير يا شيخنا ... والناس يُفتنون عن دينهم مقابل دراهم معدودة وبسبب جهلهم .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إجابة السؤال السادس: موضوع الروافض من أخطر المواضيع في هذا الزمان, والذي أراه أن الروافض [ولاسيما المدركين لحقيقة المذهب القائلين بها قد يكونون] أخطر من اليهود والنصارى, وقد قال من قبلي: (إن الروافض شر من وطأ الحصى) ولهذا فإن الخطورة في عدم فهم الرافضة, وقد بينت رأيي في الرافضة وخطورتهم قبل قرابة أربعة عشر عاماً في المذكرة التي قدمتها إلى هيئة كبار العلماء بعنوان (الرافضة في بلاد التوحيد) وأشرت إلى هذا في عدد من دروسي ومحاضراتي والذي يرى الواقع الآن وما يحدث في العراق يتبين له حقيقة الرافضة وأنهم أخطر من أمريكا ومن اليهود ومن غيرهم وواجب العلماء والدعاة أن يبينوا للأمة خطورة هؤلاء الرافضة (قاتلهم الله أنى يؤفكون) أما محاولات التقريب والدعوة للتقريب فهذه كلها تخدم العدو ولا يصح إلا الصحيح، فالله الله في بيان هذا الأمر بالأسلوب المناسب وبالحكمة وتراعى في بيان هذا الأمر المصالح والمفاسد بعيداً عن قصد الاستفزاز أو إثارة الفتن أو المعارك الجانبية وإنما بيان الحق ولا تعارض بين الأمرين، والقرآن مليء بالشواهد على مثل هذا الأمر، فالنبي _صلى الله عليه وسلم_ جاء ليحطم الأصنام، جاء ليوحد الله جل وعلا، ومع ذلك في بعض الأوقات ينزل قوله _تعالى_: "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم" ، فمراعاة الحكمة مطلب مهم، والحكمة فعل ما ينبغي كما ينبغي في الوقت الذي ينبغي. أما التساهل في أمر الرافضة أو الدعوة إلى التقارب معهم أو القول بأنهم إخواننا، أو التقليل من شأن الخلاف معهم وإظهار مذهبهم كأنه مجرد مذهب من المذاهب الإسلامية فهذا والله تلبيس على الأمة, وكذب وباطل وفي الوقت نفسه، ومع ذلك فإنا لا ندعو إلى إثارة المسائل وافتعال المعارك في غير وقتها وموضعها إذ لا بد من مراعاة المصالح والمفاسد والعلماء هم الذين يقدرون مثل هذا الأمر وبالله التوفيق.

أما وضع برنامج لطالب العلم المتوسط كما يقول الأخ للرد عليهم فيصعب في هذا المقام وضع ذلك، ويرجع إلى المختصين فالأمر يحتاج إلى تحرير وبيان، وبناء علمي متكامل، فليس شأن الجدل والمناظرة يصلح له من ألم بأطراف، ولا ينبغي أن يتصدر له غير من هو جدير به.

السؤال السابع: شيخنا الكريم ما حكم من يدخل المنتديات باسم امرأة وهو رجل والعكس؟ وهل يدخلون في حديث التشبيه؟ والسؤال الآخر ما هي محاور النقاش الأصلية مع المخالف في العقيدة ونتمنى ذكر بعض آداب النقاش؟

إجابة السؤال السابع: أرى عدم جواز أن يكتب الرجل باسم المرأة أو امرأة باسم رجل فأولاً: هو كذب، وثانياً: فيه تدليس وتلبيس. وعلى الرجل أن يكون رجلاً ويكتب باسمه، وعلى المرأة أن تتق الله فإن استطاعت أن تكتب باسمها أو صفتها وإلا فهي معذورة, وأجاز البعض الكتابة بالأسماء المشتركة إذا وجدت مصلحة ولعلها من قبيل التورية وليست كذباً، [أما الكتابة بالألقاب فالأصل إباحتها إذا لم يكن في اللقب المختار محظور، ولاشك أن بعضها أحسن من بعض].

أما محاور النقاش مع من يحاور في العقيدة فعليك أن تبدأ من الأصل من الكتاب والسنة وأن تتفق أنت وإياه على الالتزام بما ثبت عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ وهذه مسألة مهمة، فإذا أردت أن تناقش أحداً فلا بد أن تنطلق أنت وإياه من أرضية مشتركة، وإلا فيصعب أن تصل إلى نتيجة محددة, فالمخالف في العقيدة قل له هل تعد القرآن هو المرجع؟ هل تعد السنة هي المرجع؟ هل تعد أن كلام الصحابة وتفسيرهم وفهمهم للنصوص هو الفيصل بيننا؟ فإذا قال لك: نعم فابدأ بالنقاش معه, وإذا قال: لك (لا) فأرح نفسك فهذا مجادل مماري وليس بطالب حق.

السؤال الثامن:

1.  هل التكفير فتنة وجريمة أم أنه دين ندين الله به,, مع الأخذ بالاعتبار أني لا أقصد تكفير المعين –حيث فيه تفصيل- وإنما تكفير الأنظمة والمناهج.
2. هل الحكم بشرع الله يقتصر على الحدود والمعاملات بين الناس... أم أنه شامل لكل أنظمة الدولة المسلمة وسياستها الخارجية وعلاقتها بالدول الكافرة والمحاربة وجميع الشئون السياسية والاقتصادية والعسكرية وغيرها؟
3. إذا تبين لي كفر نظام أو منهج أو حتى معين فهل يجوز لي أن أتوقف عن تكفيره ..

 ثم إذا عاملته معاملة الكافر فهل أنا آثم, وهل ما يراه غيري من المصلحة ملزم لي خصوصاً وإن كان هناك غيرهم من أهل العلم من يرى المصلحة بالضد من رأي الأولون؟

4. هل يجوز لنا أن نعطل حد من حدود الله أو أصل من أصول هذا الدين بدعوى (المصلحة) .. ومن الذي يحدد المصلحة خصوصاً وقت الفتن واختلاط الأمر وعدم معرفة أهل العلم الربانيين من العلماء المتخاذلين الناكصين عن الحق؟
5. هل يمكن أن يكون الجهاد في يوم من الأيام أو في مكان من الأماكن إذا وجدت الراية الصحيحة وأمكن الدخول تحتها, غير جائز؟ (لأني سمعت من بعض الدعاة من يقول أن الذهاب إلى العراق لا يجوز)...وأتأسف على الإطالة ولكنها فرصة قد لا تتكرر وجزى الله الشيخ عنا خير الجزاء... واعذرونا على الإطالة.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إجابة السؤال الثامن: هل التكفير فتنة وجريمة؟ هذا فيه تفصيل فإن كان التكفير وفق الأصول الشرعية، وقد صدر من العلماء المشهود لهم بالعلم والمرجعية فليس بفتنة بل حكم شرعي, دلت عليه أدلت الكتاب والسنة، ولا بد من الحكم به على من يستحقه كاليهود والنصارى والمشركين والمرتدين. خلافاً لما يطرح في بعض وسائل الإعلام المطالبة بإلغاء هذا الحكم الشرعي والتشنيع على من يقول به.

ولعل تكفير الكافر الأصلي أمر ظاهر وجوبه، بل نص علماؤنا على أن من المكفرات عدم تكفير مثل هذا.

وأما من كان أصله الإسلام، فهو الذي يرجع إلى حكم أهل العلم الراسخين فيه، الذين يعلمون الأصول الشرعية، وضوابط التكفير، وموانعه، فهؤلاء هم أهل تحقيق مناطه لا العامة وطلاب العلم في الغالب، فليس هذا شأنهم ولا ينبغي أن يتفرغوا له. ولما خاض في هذا الشأن طلاب العلم وتصدر له غير الراسخين حدث ما حدث في واقعنا من تفريط وإنكار لكل التكفير أو إفراط وغلو بتكفير من لا يستحق التكفير، بل تجد بعضهم يطلق التكفير جزافاً على أنظمة، وعلى أفراد أو جماعات، وهو ليس أهلاً للنظر في ذلك، ثم يقلده غيره بغير ضابط أو رادع سوى نتف عرفها فاغتر بها وتمسك بها دون تحقيق أو تحرير، فلا شك أن هذا التكفير بهذا الاعتبار فتنة بل من أعظم الفتن.
وكلام الأخ السائل مجمل والتفصيل كما أشرت وأنصح في الرجوع إلى كتاب أخي الدكتور/ ناصر العقل، وله كذلك محاضرة عن التكفير فهو جيد ومؤصل في بابه والشيخ مشهود له في هذا الجانب، وهو رئيس قسم العقيدة في فترة من الفترات في جامعة الإمام، وقد بين ووضح وفيما كتبه إجابة شافية لمن طلب الحق.
وأما سؤاله عن الحكم بشرع الله هل هو شامل فجوابه: نعم هو شامل لكل أمور الحياة, صغيرها وكبيرها, وليس خاصاً بالأحوال الشخصية, أو المعاملات الفردية, وأدلة الكتاب والسنة متظافرة على ذلك ولا يغرنك واقع كثير من الدول التي تحكم شريعة الطاغوت في أغلب شؤونها, وبخاصة السياسية والمالية والعسكرية والقانونية, ما عدا الأحوال الشخصية, «أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا» الآية ولكن أنبه هنا إلى أن موضوع تكفير الدول والأفراد ليس مجالاً متاحاً لكل إنسان بل هو للعلماء الربانيين الذين لا يخشون في الله لومة لائم, فقد يعمل الإنسان كفراً ولا يكفر لموانع الأهلية (فاسألوا أهل العلم إن كنتم لا تعلمون).

أما بخصوص ما إذا تبين لك كفر إنسان أو نظام فلا يجوز التوقف في تكفيره, ويجوز لك ألا تعلن ذلك للناس وأن تكتمه مراعاة للمصالح والمفاسد, أما التوقف فهو منهج بدعي, فالناس إما مسلم أو كافر, والمنزلة بين المنزلتين منهج المعتزلة.

ولكن السؤال المهم: كيف ثبت لك أنه كافر, هذا لا يستطيعه إلا أولوا العلم الصادقين الراسخين وليس للأحداث والمتعجلين وأنصاف المتعلمين لأن الإنسان أو النظام قد يرتكب مكفراً ولا يكفر لموانع الأهلية التي نص عليها العلماء ودلت عليها أدلة الكتاب والسنة كـ(الجهل, والإكراه’ والخطأ, والتأول), فتحقيق المناط، وتطبيق الأمر على محله يرجع فيه لأهله, حتى لا يخرج المسلم من دينه بلا بينة قطعية, كما هو واقع اليوم من لدن كثير من الشباب هداهم الله.

وهذا لا يعني تمييع الأحكام, أو اتخاذ منهج الإرجاء الذي سلكه بعض طلاب العلم, بل بعض المنتسبين إلى منهج السلف ومنهج السلف منهم براء, فلا إفراط ولا تفريط, فلا منهج الإرجاء ديننا ولا مذهب الخوارج منهجنا, بل منهج السلف الصالح والأئمة المتبوعين «حتى تروا كفراً بواحاً عندكم فيه من الله برهان»، واليقين لا يزول بالشك, فحذار «حتى لا تزل قدم بعد ثبوتها وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله».
أما المعاملة فبابها واسع وتختلف من مسألة لأخرى, وتراعى في ذلك قاعدة المصلحة والمفسدة ويرجع في كل مسألة لأهلها.

وأما المسألة التالية وهي تعطيل الحدود فيا أخي هذه المسألة من المسائل العويصة التي يصعب تفصيلها في هذا الرد المختصر, والأصل التزام الأمر والنهي والدوران معهما حيث دارا فالمصلحة في شرع الله في أمره ونهيه وإن بدت للناظر في خلافها، ولكن أحياناً يكون الأمر والنهي في حال وواقع ليس هو نفس الأمر والنهي في حال مغاير، وأشير هنا إلى أن عمر –رضي الله عنه-روي أهل العلم عنه دون نكير إيقاف حدّ السرقة في عام الرمادة, وبين العلماء أن الحدود لا تقام بأرض العدو, وعثمان –رضي الله عنه-حكم في ضالة الغنم بأن تؤخذ لما توسع الناس في ذلك, والمهم أن هذا يرجع فيه للخليفة الراشد إن وجد, وإلى العلماء الربانيين الراسخين في العلم, المشهود لهم بالكفاءة والعلم والصدق وأنهم لا تأخذهم في الله لومة لائم.

لأن معرفة تفاصيل ذلك مناطة بمن سبر الشريعة، وخاض في لجتها العظمى، وعرف دقائقها ومقاصدها، وهؤلاء بحمد الله موجودن في كل زمان ومكان, ولم تخل منهم الأرض يوماً والحمد لله, وقولك أنه لا يعرف هؤلاء ويصعب التفريق بينهم وبين المتخاذلين الناكصين عن الحق قول غير صحيح. بل هم معروفون متميزون يعرفهم عامة الناس فضلاً عن غيرهم من العلماء والدعاة وطلاب العلم مصداقاً لقوله سبحانه: "ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب" وقال سبحانه: "يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً" فألح على الله بهذا الدعاء العظيم الذي وصى به النبي _صلى الله عليه وسلم_ علياً –رضي الله عنه-: «اللهم اهدني وسددني» هدانا الله وسددنا.

وأما بخصوص ما إذا وجدت الراية الصحيحة, وتوافرت أسباب الجهاد وزالت الموانع, فهو جهاد صحيح مشروع, والضوابط والشروط تختلف من جهاد الدفاع إلى جهاد الطلب, والعلماء الربانيون وأهل الثغور هم الذين يقررون ذلك ويبينونه, وكثير ممن وصف الجهاد بالفتنة هم الذين وقعوا في الفتنة, كمن وصف الجهاد في فلسطين أو في العراق بذلك "ألا في الفتنة سقطوا" والجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة كما دلت على ذلك الأدلة الصحيحة, ولو كره الكافرون والمنافقون.

السؤال التاسع:

1-   هل المطالبة بالحقوق العامة للمسلم يعتبر حق من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟

2-  كما تعلمون جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عند مسلم أنه _صلى الله عليه وسلم_ قال : " لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه ".السؤال :
- هل هذا الرجل من الصالحين ؟
- وهل هناك أدلة تبين الجهة التي سيخرج منها ؟
- وهل هذا الرجل خروجه قبل أو بعد المهدي ؟
- ام هو المهدي ؟
- وهل خروجه يعد من أشراط الساعة الكبرى ؟

إجابة السؤال التاسع: المطالبة بالحقوق العامة للمسلمين لا شك في أنها من باب الحسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا حسنت النية, أما حديث أبي هريرة الذي أشرت (لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه) فهو كما ذكرت في مسلم فهو حديث صحيح وأنصحك بالرجوع إلى كلام الإمام النووي فستجد الإجابة على بعض ما ذكرت والله الموفق.

السؤال العاشر: تعلم ما يدور بين الدعاة من خلاف وأنا أحد أعضاء المنتدى، وعندما أرى داعية ينتقد الدعاة أرد عليه بعنف بنفس منهجه، هل أنا على صواب وما نصيحتكم لي ولغيري؟

إجابة السؤال العاشر: ما يتعلق فيما يدور الآن بين العلماء وطلاب العلم من خلاف ونقد, فالنقد على أنواع, فإذا كان النقد بأصول وضوابط -ومن أهله- فهو محمود أما إذا كان تجريحاً وتبديعاً وتفسيقاً وتصنيفاً فهذا بلاء أصيبت به الأمة والله حسبنا ونعم الوكيل, والخلاف بين طلاب العلم اختلاف تنوع واختلاف تضاد, وهو قديم أيضاً وخطورته تنبني على آثاره والأسلوب المتبع فيه، ونوع الخلاف، وأما موضوع الخلاف فقد يكون معتبراً وقد يكون الخلاف غير معتبر وهذا أيضاً له بابه فيرجع إليه في مظانه, ومن أفضل ما كتب فيه (رفع الملام عن الأئمة الأعلام) لشيخ الإسلام.
وعلى كل حال إذا لم يكن لابد من الاختلاف فلابد من التزام الأدب فيه، وجهل الجاهل ليس مسوغاً لجهلنا وخروجنا عن الأدب والإنصاف، وكثيراً ما أقول: عامل الناس بأخلاقك لا بأخلاقهم، وإلاّ كنت خليطاً من الأخلاق المتناقضة، والله المستعان.

السؤال الحادي عشر: أنا عندما أسمع أحد العلماء يتحدث عن ما يدور في بلادي أشمئز من حديثه لأنه لم يبين الحق في نظري فهو ينتقد الأعمال التخريبية وهو محق لكنه لا يبين الأسباب التي أدت إلى هذه الأعمال وأشعر أنه مخادع ومداهن لماذا لا يبين أن السلطة يجب أن تراسل هذه الفئة وتزيل ما ينقمونه عليها وهذا معروف في باب فقهي لا يجهله أحد هو باب قتل البغاة وأنا لم أسمع عالماً واحداً بين هذا فهناك فرق بين الخوارج والبغاة وهذا لم يبين لنا أرجو الإجابة من فضيلتكم؟

إجابة السؤال الحادي عشر: أقول يا أخي الكريم إذا سمعت أحداً يتكلم في موضوع معين وإن لم يقل الحقيقة كاملة فخذ مالديه من الخير ودع الأذى ودع الخطأ وقد قال النبي _صلى الله عليه وسلم_ لأبي هريرة في قصة الشيطان (صدقك وهو كذوب) كيف إذا كان المتحدث من العلماء ومن طلاب العلم ولعلك تلتمس له عذراً في عدم قول الحقيقة كاملة. وأما ما يتعلق بالقضية التي أشرت إليها في السؤال فقد تحدثت عنها في أكثر من مناسبة في قناة المجد وفي دروسي وبينت المنهج الذي أراه في هذا الجانب, وبينت ما هي الأسباب الدافعة له، وهذا كله موجود في موقع المسلم بتفصيله وقد تحدثت عن جميع الأطراف ولم أقصر حديثي عن طرف دون آخر وإذا رجعت إليه كما قلت في الموقع وجدت ذلك واضحاً.

وهذا ما أحسبه قد قامت به مجموعات من الدعاة وأهل العلم، وقد تحدث بعض أهل العلم المعروفين عن قتال البغاة وذكر بعض ضوابطه وشغب عليه بعض أغيلمة الصحافة، وخرجت بيانات فيها الإشارة إلى أسباب المشكلة من عدد مقدر من أهل العلم، والله أعلم.

السؤال الثاني عشر: قد ذكر الشيخ حفظه الله وسدده في إحدى دروسه أنه قابل علماء من العراق لا يرون حاجة المجاهدين هناك للرجال ولكن ما ينقله الإخوة من ميدان الجهاد غير ذلك وهي مصادر موثوقة فهم يقولون إن هذا الكلام غير صحيح في هذا الوقت, وإن المجاهدين هناك محتاجين لكل شيء، فالأعداء مازالوا يزيدون والمدد الصليبي من أمريكا مازال يتدفق آخرهم وكما تعلمون الـ 1500 الذين خرجوا من الكويت تمركزوا في الأنبار ونقل ذلك جميع وسائل الأنباء هذا ناهيك عن الدول المتحالفة والمقاتلة التي قابعة في أرض الرافدين تتلقى الأوامر من سيدتهم أمريكا , أيضا المدد الفارسي الرافضي مازال مستمر والدليل كما تعلمون سيطرة استخباراتهم وأذنابهم من فيلق الغدر على مدينه البصرة الحيوية ولاستراتيجيه ومحاولة فرض ذلك على بغداد الرشيد. لذا شيخنا الفاضل نتمنى من فضيلتكم مواصلة أخبارهم بين الفينة والأخرى وتحري علماء المجاهدين أهل الثغور اللذين علموا أن جهاد الدفع اوجب من الحج وأعظم أجرا وعملوا بذلك العلم . ووالله ما علمناك يا شيخنا الفاضل إلا محبا صادقا مخلصا لا تخشى في الله لومة لائم ثابتا على مبادئك الحق ضالتك من القلائل الذين ما بدلوا تبديلا بارك الله فيك يا شيخنا الحبيب ونفع الله بعلمك الإسلام والمسلمين وجعلك شوكة في حلوق أعداء الدين من الكافرين والمنافقين .

إجابة السؤال الثاني عشر: عدد من الإخوة يسأل عما أقوله في أن الإخوة المجاهدين في العراق لا يحتاجون إلى رجال ويقول إن هناك من يخالفني ويقول إنهم بحاجة إلى رجال فأقول لك يا أخي الكريم الخلاف في النقل قديم وليس بجديد لاختلاف المنقول عنهم وأنا لا زلت أنقل عن العلماء وقادة الجهاد في العراق إنهم يقولون لسنا بحاجة إلى رجال، وآخر من التقيت معهم في أول الشهر السادس من عام سبعة وعشرين في مكة المكرمة من علماء العراق وقادة الجهاد وقد جاؤوا لمكة للعمرة فالتقيت معهم أكثر من مرة، وذكروا بأنهم ليسوا بحاجة إلى رجال إلا للمختصين كما كنت أقول مرارا،ً أما الشباب فقالوا: لا نحتاج إليهم, نعم نحتاج إلى مساعدات بالمال نحتاج إلى الدعاء نحتاج إلى الذب عن أعراضنا، نحتاج إلى الكتب والأشرطة والمصاحف، نحتاج إلى أمور كثيرة جداً أما أن يأتينا الشباب من أجل المشاركة في الجهاد فقالوا لسنا بحاجة إليهم بل قبل ذلك بأسبوع التقيت مع بعض المعنيين أيضاً بالجهاد في العراق في الرياض وذكروا لي الكلام نفسه فإذن لا زلت على موقفي أما أنك تقول يا أخي الكريم أنك تنقل عن آخرين فلست مسؤولاً عما يقوله الآخرون، ولا أستغرب أن يحدث مثل ذلك، وقد تختلف الاجتهادات في هذا المجال وقد تكون هناك أسباب شخصية أو موضوعية وراء الاختلاف، ولكن هذا الجواب لمن سألني أما غيري فيتحمل مسؤولية جوابه, وموثقية مصادره ومدى إلمامها واعتدالها، كما أتحمل مسؤولية جوابي والله المستعان .. وأشكر الأخ على ما ذكره وعلى دعائه وأسأل الله أن يرزقنا الصدق والإخلاص فليس لي يا أخي الكريم والله مصلحة في أن أقول غير الحقيقة وقد قلت لكم في أول إجاباتي أنني سأقول الحق ولن أقول الباطل فإن وجدت أني لا أستطيع أن أقول الحق فسأسكت أما أن أقول الباطل فأعوذ بالله من ذلك بارك الله فيكم وحفظكم وجعلنا وإياكم والقراء من المجاهدين في سبيله.

السؤال الثالث عشر: ما حكم من يتكلم في المجاهدين في العراق وأفغانستان وفلسطين والشيشان ويسب فيهم وينشر أخطاءهم ويقول إنهم خوارج وإنهم سفاكو دماء (والمجاهدون بريئون من هذه الأفعال) والذي يشتم المجاهدين لا هو قام لنصرة الدين الإسلام ولا هو مناصر فقط يقول خوارج خوارج أو متطرفين، نحن نعلم أن المجاهدين خرجوا لنصرة هذا الدين و تركوا الأولاد و الديار و تركوا كل ما يملكوا و ذهبوا لنصرة المسلمين المستضعفين في كل مكان و يقوم المخابرات الأمريكية أو غيره بشراء أشخاص لكي يفعلوا سيارات مفخخة في الأسواق و غيرها حتى الناس تكره المجاهدين (والإعلام العربي و الغربي يقوم بتصوير هذه الجرائم في قتل الأبرياء، والمجاهدون بريؤون من هذه الأفعال.. نرجو من شخنا الفاضل أن يوضح لنا الأمر وجزاك الله خيراً، ونسال الله أن يحفظك)

إجابة السؤال الثالث عشر: نعم أشرت إلى خطورة الكلام في المجاهدين وفي أعراضهم وأكثر من يتكلم في هذا هم المنافقون من الإعلاميين وأمثالهم وبعض أعداء هذا الدين وهناك بعض المغفلين يتكلمون من حيث لا يشعرون في أعراض المجاهدين أما العلماء فإذا تكلموا ببينة وبوضوح وبدليل فلا حرج فإن العلماء هم المرجع الذي يجب الرد إليه "وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولو لا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلاّ قليلا"، والمجاهدون ليسوا بمعصومين، والمهم أن ينظر إلى الكلام الذي يقال هل هو حق أو باطل وهل أريد به حق أم باطل، وهل هو مناسب لأن يقال أو ينبغي أن لا يقال، ثم من الذي قال به وما هو دليله فإذا كان من العلماء أو من المجاهدين وبين بالدليل هذا الخطأ فلا بد من بيانه للأمة حتى لا تضل، وحتى يصحح المجاهدون أخطاءهم, والمجاهدون ليسوا بمعصومين، والله _سبحانه وتعالى_ ذكر في القرآن في مواضع عدة أخطاء المجاهدين فلينتبه لهذا حفظكم الله، المهم ألا يتكلم بذلك إلا من هو أهل للكلام كما ذكرت في إجابة سؤال سابق، أما إذا تكلم المغرضون وأصحاب التوجهات المشبوهة المعاونة للمحتل، فمثل هؤلاء ليسوا أهلاً للكلام والنظر في شأن الجهاد، وغالباً ما يتكلمون بكلام يعود بالنفع على أعداء الأمة والملة والمجاهدين، وربما زخرفوه بما يروج على الناس.

السؤال الرابع عشر: ما معنى الحديث الشريف وهل هو منطبق على حالنا (حب الدنيا وكراهية الموت)؟

إجابة السؤال الرابع عشر: هذا الحديث واضح يا أخي الكريم نعم حب الدنيا وكراهية الموت وترك الجهاد وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ترك الصدع بالحق كله من أجل حب الدنيا وكراهة الموت فنعوذ بالله أن تكون هذه حالنا، وأنبه إلى أنه ينبغي لكل منا أن يعرض هذا الحديث على نفسه، "بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره".

السؤال الخامس عشر: السلام عليكم يا شيخ ناصر
1-إلى متى والتعقل والهدوء ديدنكم دون أن نرى منكم طريقة لإخراج الأمة من النكبات المتتالية؟

3-  بعد أن أيدتم حماس رفع الله عنها الضر في دخولها بالمجالس الشركية وتركها جهاد اليهود (((بالفعل والسنان))) هل أنتم إلى الآن مصرون على مواقفكم ؟؟

3_ لماذا يا شيخ انتهى زمن أن يقول من لا يعلم لا أعلم حتى صار الداعية أو العالم يتكلم عن الوقائع دون مراعاة المنهجية العلمية في الفتوى، وذلك بالجمع بين الدليل والواقع ؟؟

3_ لماذا يا شيخ ناصر قل من يقول مقولة كعب بن مالك رضي الله عنه بعد غزوة تبوك عندما سأله النبي صلى الله عليه وسلم (((ما أقعدك))) فقال: يا رسول الله ((لا أجمع بين القعود والكذب)))؟

4_ يا شيخ لماذا صرفنا الجهاد من كونه أمر شرعي إلى أنه حالة نفسية ((الاستغراق في اللحظة الحاضرة))؟؟

اتقوا الله يا شيخ بالمجاهدين وبالعلم الذي هو محض فضل الله عليكم ولا تحسبوه يا شيخ فتوى تقال وتنسى، بل هي فتوى تسجل ولا يدرى أيكتبها ملك اليمين أم ملك الشمال....

إجابة السؤال الخامس عشر: تعجبت من هذا السؤال وحسبي أن أوضح نقاطاً فإن الدعاوى المجردة –والأسئلة تضمنت كماً منها- لا تقابل بأكثر من المنع.
بيد أنه تبقى أمور يحسن أن ينبه عليها، يقول الأخ (إلى متى والتعقل والهدوء ديدنكم) سبحان الله! أقول: أسأل الله أن يستمر هو ديدننا إلى أن نلقاه _سبحانه_، هل تريدنا أن نخرج عن التعقل؟ هل تريدنا أن نخرج عن الهدوء؟ سبحان الله! عجيب والله هذا السؤال، وهل يكون إخراج الأمة من نكباتها إلاّ بالهدوء والتعقل والعمل بما يقضيان به؟
ثم أقول يا أخي الكريم نعم يجب أن يكون الواحد منا إذا كان لا يعلم أن يقول لا أعلم, وإذا كان يعلم أن يقول الحق، وأن يبين للناس وبالأخص إذا سئل عن علم يعلمه، وما قاله كعب رضي الله عنه: (لا أجمع بين القعود والكذب) أيضاً أنا أقوله يا أخي الكريم لك: والله لن نجمع بين القعود والكذب, وهذا اجتهادي، وأسأل الله أن يعفو عنا وعن تقصيرنا وعن خطئنا وزللنا, وكل ذلك عندي.

أما قولك حفظك الله أنني صرفت الجهاد عن معناه الحقيقي إلى أنه حالة نفسية كما في (الاستغراق) فأقول: سامحك الله ولن أناقش هذا الموضوع, ولكن فقط أطلب منك أن ترجع إلى كتاب الجهاد في شرح منار السبيل في موقع المسلم وتسمع ما قلت وعفا الله عنا وعنك, وأعيذك بالله أن تكون ممن يترك المحكم ويتبع المتشابه.

السؤال السادس عشر: ما قولكم في الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر؟ وهل هناك جهاد قائم في أرض الجزائر؟ وما هي نصيحتكم للشباب في الجزائر الملتزم؟

إجابة السؤال السادس عشر: ليس لدي معلومات يا أخي الكريم كافية تؤهلني للحكم على الجماعة التي سألت عنها، مع أنني قلت لن أجيب عن الجماعات, وأما نصيحتي للشباب في الجزائر فسبق أن بينتها في رسالة وجهتها إليهم هي موجودة في موقع المسلم فأنصحك بالرجوع إليها ففيها وجهة نظري فيما يحدث في الجزائر بينته بوضوح وبجلاء وما أوصيت به طلاب العلم فأشكرك يا أخي الكريم وأدعو لك ولإخوانك في أرض الجزائر المجاهدة.

السؤال السابع عشر: هناك أقوام سلمت منهم اليهود والنصارى ولم يسلم منهم المجاهدون وأصبح جل همهم في هذه الدنيا هو نشر أخطاء المجاهدين والتشهير بهم, بل ووصل الأمر إلى أن البعض منهم يتمنى نصرة أعداء الله –الصليبيين واليهود-عليهم... وهم يقولون إن مجاهدي تنظيم القاعدة وطالبان والعراق من الخوارج وإنهم وبال وشر على الأمة, كما يقولون إن الإنكار على ولاة الأمر في العلن من فعل الخوارج, أفيدونا أفادكم الله, فإنا والله زادت همومنا وأحزاننا لما يحدث من خذلان وتقاعس عن نصرة المجاهدين والله المستعان.

إجابة السؤال السابع عشر: يقول الأخ إن هناك من سلم منهم اليهود والنصارى ولم يسلم منهم المسلمون أو المجاهدون أو العلماء صدق أخي الكريم والله المستعان وأعتقد أن الأمر واضح وجلي وبيّن, ويا ويلهم إذا لقوا رب العالمين، فقد أحصيت الكلمات وعدت عداً، "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد"، "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً"، "فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديداً"، وتلك إحدى الفتن والبلايا جنبنا الله وإياكم إياها. ونصيحتي لهؤلاء ولغيرهم أن يتقوا الله جل وعلا وأن يحذوا من عاقبة ما يقولون ويفعلون عاجلاً أو آجلاً فأعراض العلماء والدعاة وأعراض جميع الأمة مصونة، أما التجريح والتضليل والتبديع بدون ضوابط، ومن غير أهله الأئمة، فهذا بلاء ابتليت به الأمة، فنصيحتي لهؤلاء الشباب أن لا يقعوا فيما وقع فيه هؤلاء وندعو لهؤلاء بالهداية والصلاح وأن يكف الله عنا وعن المسلمين شرهم وحسبنا الله ونعم الوكيل.

السؤال الثامن عشر: أليس من الواجب على حكام المسلمين فتح باب الجهاد في العراق لماذا كان واجباً على الروس وحراماً على الأمريكان، ألم يجتمعوا الكفرة بعشرات الدول لضرب إخواننا المسلمين في العراق الكفرة ناصروا بعضهم وأعانوا بعضهم على ضرب إخواننا في العراق، أليس من باب أولى أننا نحن المسلمين نناصر بعضنا ونساعد بعضنا لنخرج المحتلين الكفرة وجزاك الله خيراً؟

إجابة السؤال الثامن عشر: : أخي الكريم أسئلتك تحمل الجواب بين طياتها، فهي ليست في الحقيقة أسئلة ولكنها أجوبة ولعلها توجه إلى من يعنيهم الأمر في هذا الجانب، وأذكر بقوله تعالى: "إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون".

السؤال التاسع عشر: محنة أمة أم أزمة قيادة؟
الحال الذي تعيشه الأمة أرق الدعاة والمصلحين.. ومع اتفاقهم على أهمية النهوض بالأمة، واتفاقهم على مظاهر مرضها؛ إلا أنهم اختلفوا في توصيف المرض، وطرق العلاج..
فمنهم من رأى أن مشكلة الأمة في قياداتها .. وعليه فلابد من تغيير هذه القيادة أو التأثير على قرارها..وهم يسلكون في هذا مسلكين رئيسين (السلم، والعنف).
ومنهم من وصّف المشكلة على أنها انحراف كبير على مستوى الأمة.. ويقولون صحيح أن الأمة رزئت بقيادات خائنة لكن المشكلة الحقيقية أننا نعيش محنة أمةٍ (كغثاء السيل) استشربت الذل وتملكها الوهن.. وعليه فلابد من تربية أفراد الأمة ليكوّنوا قاعدة صلبة وأساسا متينا لبناء صرح شامخ ينهض بالأمة.. وهذا لا ينافي الاحتساب على القيادة ومناصحتها لتسديدها وتقويمها.
نأمل من فضيلة الشيخ ناصر أن يلقي الضوء على هذا الموضوع ، والله الموفق.

إجابة السؤال التاسع عشر: الاختلاف أخي الكريم في توصيف الواقع على نوعين إما اختلاف تنوع أو اختلاف تضاد أما اختلاف التنوع فلا حرج, أي أن نقول للبعض أنه لا بدأن نعنى بالجانب الدعوي وآخر بالجانب التربوي والثالث بالجانب الاجتماعي والرابع بالجانب الجهادي هذا اختلاف تنوع كل منا ينشغل بما يستطيع وتتكامل الصورة بإذن الله, أما الخطورة ففي وجود اختلاف التضاد, كأن يأتي قوم فينكرون الجهاد وآخرون يتصورون أن حل مشكلة الأمة فقط في الجزئية الفلانية، مع ترك غيرها تماماً، وهكذا فهذا من اختلاف التضاد الذي يفرق الأمة إلى شيع وأحزاب، وقد وقع بعضه والله المستعان. أما اختلاف التنوع فإذا وجد كان هناك من يعنى بالجانب الدعوي والآخر التعليمي والرابع الوعظي والخامس السياسي والسادس الاقتصادي وهلم جرا فهذا لا حرج فيه هذا يعطي تكاملاً في الأمة وقد أشار إلى ذلك النبي _صلى الله عليه وسلم_ في اختلاف التخصصات والاهتمامات وقد كان الصحابة كذلك رضوان الله عليهم أما أن تحصر الأمة في قضية واحدة ونفي ما عداها فهذا خلل وخطأ ولا ينبغي.

السؤال العشرون:-:

-    متى تنتهون من التفسير للقران كاملا؟ هل لديكم خطة لإنهائه ؟
- وكذلك شرحكم لمنار السبيل ؟
-كتاب الشيخ الطريفي التحجيل على منار السبيل هل هو مستوفي وما هو منهجه وطريقته؟

إجابة السؤال العشرون : ليس عندي مشروع لتفسير القرآن كاملاً وأتمنى أن تكون لي بذلك طاقة أخي الكريم , وأسأل الله أن يبارك في العمر وأن يعين وأن يوفق ولكنني أختار سوراً معينة وأقف معها كما حدث مع سور الحجرات , ويوسف والقصص والعنكبوت فقد انتهيت كما تعلمون من سورة الحجرات ويوسف والقصص والآن نحن في سورة العنكبوت ولم تكتمل بعد وكلما انتهى شيء خرج، وقد خرجت سورة الحجرات، ونحن الآن نعمل في سورة يوسف وآمل أن تخرج خلال أشهر قريبة، فهي الآن في مرحلة الإخراج، أما القصص فتحتاج إلى جهد مضاعف وكذلك العنكبوت وأسأل الله التوفيق والسداد.

أما السؤال عن كتاب التحجيل فلم أطلع عليه فلا أحكم عليه.

السؤال الحادي والعشرين: الدكتور عبدالله النفيسي - حفظه الله - طالب السعودية ودول الخليج بدعم أهل السنة في العراق حتى لا تفتك بهم جماعات إيران وحتى لا تغزو إيران دولهم بعد أن ينهار حائط أهل السنة في العراق _لا سمح الله_.
ما تعليقكم على هذا القول؟
-ماذا تنصحون المحاكم الإسلامية التي سيطرت بعض أقاليم الصومالية، وذكروا أنهم سوف يطبقون الشريعة الإسلامية ؟
-إذا انهارت أمريكا ما مستقبل الدول العربية ودولة إسرائيل ؟

إجابة السؤال الحادي والعشرين: دعوة الدكتور النفيسي لدول الخليج لدعم السنة في العراق هذا هو الصحيح وأنا أؤيده وبقوة، والمشكلة هي التخاذل والتساهل وترك إخواننا للرافضة وللأمريكان يفتكون بهم على مرأى ومسمع من العالم كله وأخشى أن نعاقب بسبب ذلك فلا بد مع الوقوف مع إخواننا السنة في العراق ودعمهم مادياً ومعنوياً وحسياً والدفاع عن أعراضهم وإلا فأنا أخشى العقوبة العاجلة غير الآجلة وإيران تخطط لذلك بل تصرح به كفانا الله شرها وشر أعوانها.

أنصح المحاكم الشرعية في الصومال أن يكونوا على اسمهم فيحكمون شرع الله جل وعلا، وأن ينبذوا الخلاف والفرقة، وأن يتعاملوا بواقعيه مع الأحداث, وأن لا يكثّروا الخصوم وأن يراعوا الأساليب المناسبة في تهدئة الأوضاع, وعدم مواجهة الجميع في مدة واحدة, وهذا يحتاج إلى بعد نظر وعقل وحكمة وسياسة.

أما سؤال إذا انهارت أمريكا فما مستقبل الدول العربية فأقول: إذا انهارت يا أخي الكريم فأبشر بالخير وهي منهارة بإذن الله, والأدلة تؤكد ذلك ولكنكم تستعجلون.

السؤال الثاني والعشرين:

-السؤال الأول:

أعتقد أنكم لا تختلفون معي في أن العلماء والدعاة والمشايخ والمفكرين الإسلاميين في عالمنا العربي يعانون من ضغوطات حقيقة من قبل الأنظمة التي يعيشون في ظلها وأن أنفاسهم محسوبة عليهم بل طال هذا الضغط والإرهاب حتى المنتديات الحوارية فلا تكاد تكتب ما تريد وتعتقد ما تشاء ولا أدل على ذلك من الأسماء المستعارة والكنى ومنع الخوض في بعض المواضيع الحساسة وحذفها .. وسؤالي:
ما السبيل لحل هذه المعضلة، حيث إن هناك كثير من النوازل والأزمات والمستجدات التي تترتب عليها,مسائل وأحكام هامة وملحة يحتاجها كل مسلم ولا يستطيع أحد الاقتراب منها والبت فيها بما أوتي من علم للأسباب الآنفة وإذا وجد بعض الأفراد صوتا مستقلا ويملك الحرية الكاملة فهناك الكثير من المسلمين لا يجيدونه وبالتالي يصبحون ضحية التورية والتقيّة ؟

- السؤال الثاني : هناك شكوى من الخطاب الديني والدعوي الحديث من قبل شريحة كبيرة من الشباب الملتزم المحافظ حيث يقولون أصبحت الخطابات الدينية لدى كثير من الدعاة ذات صبغة فلسفية إنشائية يكتنفها الغموض والإبهام ولا تكاد تفهم ما يريده المتحدث رغم إنصاتك وخشوعك لساعات خاصة ما كان منها في القنوات الفضائية أو حتى في البيانات والمقالات في حين أنك لو قرأت كلاما كتب من أكثر من 700عام لابن القيم أو شيخه شيخ الإسلام لوجدته سلسا واضحا بسيط العبارة لا يكلف جهدا لفهمه .. فما سبب ذلك في نظركم ؟ وهل المشكلة في ضعف التحصيل العلمي لدى الشباب أم أن الخطاب أعلى وأرقى من الدرجة والمستوى المطلوب ؟ أم أن الداعية يضطر لهذا إذا أقحم في موضوع ماء لا يملكك الصلاحية في الحديث عنه كما في سؤالنا الأول؟

إجابة السؤال الثاني والعشرين: أخي الكريم سؤالك وعرضك جميل جداً و أنت تعلم أن هذه معضلة الأمة وأوافقك على كثير من النقاط التي ذكرتها وأنت في الحقيقة لست تسأل وإنما تصف وتشخّص فكم أتمنى من مثلك أن يعنى بهذا الأمر وأن يتحمّل هذا المشروع لما رأيت من قدرتك على الكتابة والبيان والإيضاح وفهم المشكلة فاجعل هذا مشروعك في حياتك والتق بالعلماء والمصلحين والمفكرين وحدد الداء وسبل العلاج ولا مانع يا أخي الكريم إن رغبت أن ألتقي معك فهذا يشرفني ويسرني لأقول لك ما عندي بالتفصيل وليس بإيجاز فسر على بركة الله موفقاً مسدداً.

السؤال الرابع والعشرين: ما رأيكم فيمن يقول: لا بأس أن يقيم الرجل علاقة بريئة مع المرأة الأجنبية لقوله تعالى: "وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا"؟

إجابة السؤال الرابع والعشرين: هذا كلام باطل ووضع للآيات في غير موضعها بل هو في الحقيقة تحريف للآيات فليس هناك علاقة بريئة فيما منعه الشرع وسد ذرائعه، بل كل ما منعه الشرع فهو عمل مدان مريب، والنبي _صلى الله عليه وسلم_ -وهو الصادق المصدوق- قال: «ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما»، وقال: "ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء، وإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء" أبعد ذلك نقول مثل هذا الكلام؟ فكيف تكون العلاقة بين الرجل والمرأة بريئة بل هذا مناقض للبراءة والله المستعان.

السؤال الخامس والعشرين: شيخنا الفاضل بارك الله فيه لقد عظمت مصيبة أهل السنة في العراق، فقوات الشرطة هناك والأمن والجيش العراقي من الروافض يعتقلون إخواننا من أهل السنة باعتبارهم الحكومة ، ثم يقومون بتعذيبهم بطريقة بشعة بشعة ، كتخريم أجسادهم بالدريلات وحرقهم بالمواد الحارقة والتشويه والتمثيل بهم ، ولقد صار هذا الأمر مشهورا عنهم جدا، ناهيك عن انتهاك الأعراض والجرائم الأخرى التي صرنا نسمع أخبارها يوميا والله المستعان .

أقول يا شيخ - وعفوا على الإطالة - إلى متى صمت العلماء والمصلحين أمثالكم ؟؟ جماهير الأمة تحترق على إخوة الدين والعقيدة ، ولا زال العلماء يهدئون الوضع ويقللون من حجم المشكلة. لماذا لماذا هذا الخوف والجبن ؟ فقه المرحلة وفقه المقاصد مصطلحات لم تعد مجدية أين النتيجة؟؟ قتلى أهل السنة بالمئات يوميا بالعراق ولا زلنا نتحدث عن فقه المقاصد ..أنا أتحدث بهذه الصورة لأن باستطاعتك يا شيخ أن تفعل الكثير فكن إيجابيا وأصدع بها والله لن يخذلك الله أبدا بارك الله فيك شيخنا الفاضل ورزقني وإياك الشهادة في سبيله.

إجابة السؤال الخامس والعشرين: أخي الكريم ارفق بإخوانك اتق الله عندما تقول إلى متى صمت العلماء والمصلحين؟ فهل صمت العلماء والمصلحون؟ ألا تخشى الله وأنت تطلق هذا الكلام على عواهنه ألا ترى البيانات التي صدرت خلال ثلاث سنوات فقط، ألا ترى الإجابة على الأسئلة والفتاوى، ألم تسمع الخطب والمحاضرات والدروس فأقول لك: اتق الله، واتهامك للعلماء والمصلحين بأنهم صامتون أقسم بالله أنه كذب وافتراء وبهتان فإن كنت لا تعلم فلا عذر لك وراجع موقع المسلم مثلاً وموقع الإسلام اليوم أو غيرها من المواقع لترى هل العلماء صامتون أو لا أسأل الله لي ولك الهداية.
وأخيراً أعلق على كلمة: (لماذا هذا الخوف والجبن)، فهل اسمك فعلاً كما سماك أبوك (جبل 22) لماذا لم تصرح باسمك! وكفى, والحرّ تكفيه الإشارة.

السؤال السادس والعشرين: في نظركم الكريم هل نقد العلماء يعد خطّاً أحمرا لا يجوز لطاب العلم أن يتعداه خصوصاً إذا كانت في أمور تهم الأمة ويكون فيه خذلانهم واضحا ظاهرا لقضايا أمتهم أفلا يجوز لأي مسلم أن يقول أخطأ فلان والحق كذا وفلان قد مللنا من كشفه هو لعواره وسوئه طعن في المسلمات ودعوة لما ينقض الإجماع وغيرها ولي عودة.

إجابة السؤال السادس والعشرين: يقول الأخ هل نقد العلماء يعد خطاً أحمر لا يجوز لطالب العلم أن يتعداه؟ فصلت ذلك في رسالة من أهم رسائلي وهي بعنوان: (لحوم العلماء مسمومة) قدمها فضيلة الإمام العلامة الشيخ/ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- فارجع إليها تجد التفصيل والبيان والإيضاح بتوثيق إمام من أئمة هذا العصر رحمه الله، وتعرف ما أخاله المنهج الأسد المناسب في هذا الجانب، والرسالة موجودة على الإنترنت ونسخة منها في موقع المسلم، وفقك الله وسددك.

السؤال السابع والعشرين:

نشهد كثير من الاعتقالات بين صفوف الشباب في بلاد الحرمين ولا أقصد هنا من ينتمون إلى تنظيم القاعدة أو الجماعات الأخرى المسلحة , ولكن أنا أقصد أنه تحدث هناك اعتقالات للشباب بالجملة كالاعتقالات الأخيرة لأكثر من 40 شخصا وغيرها من الاعتقالات بالجملة , ودائما تبرر هذه الاعتقالات وغيرها بأنهم مما يسمى "الفئة الضالة عن طريق واشنطن" وتجد أن الصحافة تطبل لهذا وحتى بعض أقلام مما يحسب على التيار الإسلامي ينجرف وراء هذه الدعاية والتي لا نعرف حقيقتها ويصفهم بنفس الوصف " فئة ضالة " ويوهم الرأي العام وهو لا يعرف حقيقة الأمر. وحقيقة يا شيخ ولا أخفيك أني أرى أن هذه الحملات المنظمة على شباب بلاد الحرمين المقصود بها الشباب وكأن يراد لبلاد الحرمين أن تخلوا من الشباب لتنفيذ مخططات خبيثة إما عدم مشاركة الشباب الصالح في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو التحضير لغزو بلاد الحرمين ولكن قبل هذا يجب التمهيد باستهداف الشباب وخاصة أن أمريكا الآن أصبح لها حدود مع بلاد الحرمين بوجودها في العراق هذا إن لم تكن ... , فيا شيخ لماذا لا تقفون موقف حازم تجاه حملات الاعتقال ضد الشباب , أو على الأقل الاستفسار عن حقيقة هذه الاعتقالات ومقابلة الشباب المعتقلين وجها لوجه لمعرفة الأمر وأرى أن يتم التنسيق بين المشايخ لمعرفة حقيقة هذه الاعتقالات التي تقلقني جدا , أما القول بأنهم وجدوا أسلحه معهم ويتم عرضها على شاشات التلفاز , فهذه نكته يا شيخ, فأي دولة تملك مخزونات من الأسلحة وتستطيع أن تعرضها وتنسبها لأي جهة والإعلام كما هي العادة يطبل, وحسبنا الله ونعم الوكيل. يا شيخ أرجوكم أن تفقوا في وجهة من يستهدف الشباب فالعدو يعلم أن العائق الوحيد أمامه لتنفيذ مخططاته هم الشباب, يا شيخ اتقوا الله في الأمة بحفظ شبابها.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إجابة السؤال السابع والعشرين: نعم من يستهدف الشباب من دون حق فهو آثم ولكن هذا الموضوع يحتاج إلى تفصيل فالشباب منهم المتعجل منهم المتهور ومنهم المتعقل ومنهم العالم منهم الحكيم ... ليسوا كلهم على درجة واحدة ولا نستطيع أن نعمم الحكم، فمؤاخذة البريء ظلم وعدوان، معاقبة البريء ظلم وعدوان، أما معاقبة من يستحق العقاب فهو حق ولا بد من معاقبته، وإلا فكم من الشباب أحدثوا فتناً لا يعلمها إلا الله، وما هذه التفجيرات التي مرت ببلادنا إلا من هذه الفتن التي قام بها الشباب، انظر إلى أسنانهم يا أخي الكريم هل تجد فيهم عالماً أو شيخاً رشيداً؟ أم جلهم من فئة الشباب؟ نعم هناك من الشباب من هو عاقل عالم وإن كان في سن الثلاثين بل قبل ذلك وهم الكثير والحمد لله، فالذي يعتدي على هؤلاء الشباب كشباب الحلقات أو المراكز الصيفية أو الدعوة إلى الله هؤلاء الذين يعتدون عليهم آثمون مغرضون ظالمون كفانا الله شرهم، "ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار", والله يمهل ولا يهمل, فالشاهد يا أخي الكريم المسألة فيها تفصيل ولا يطلق الحكم هكذا ولا السؤال هكذا.
والواجب أن يعّد الشباب لمواجهة هذه الأخطار التي تحيط بالأمة وأن توحد قلوبهم وصفوفهم على المنهج الحق، على منهج أهل السنة والجماعة، على منهج الوسطية، وأن يلتحموا مع علمائهم ويتفقوا على كلمة سواء، وألا يذهبوا إلى فلان وفلان من المصادر المجهولة وغير المتبوعين لأن هذا العلم دين, فانظروا عمن تأخذون دينكم، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

السؤال التاسع والعشرين: العلماء و المشايخ متهمون عند الكثير بأنهم يعيشون في كوب أخر؟ يسمعون غير ما نسمع ويرون غير ما نرى؟ آسف لطرح السؤال بهذه الطريقة لكنها أمانه مكلف بها لتصل للشيخ بهذه الصيغة .. الشيخ الفاضل الكريم حفظه الله /
1ــ لماذا هذه الفجوة الكبيرة بين الشباب المسلم والعلماء ؟؟
2ــ ما هو موقفنا لو قررت الإدارة الأمريكية (لا قدر الله ) دخول بلاد الحرمين والعيش فيها ؟؟؟

3 ــ متى نرى العلماء أصحاب القواعد العريضة من الشباب والجماهريه الكبيرة والكلمة المسموعة في ساحات القتال للدافع عن أراضي المسلمين وأعراضهم ..
بارك الله فيكم وفي من ألقى على مسامعكم الكريمة الأسئلة وجعلها في ميزان حسناتكم وحسناتهم، وشكر الله لهم سعيهم لنفع إخوانهم.

إجابة السؤال التاسع والعشرين: إطلاق الكلام في العلماء هكذا ظلم وعدوان، فليس كل العلماء يجوز أن يطلق عليهم هذا الإطلاق، وكثير من علمائنا والحمد لله فيهم الخير، وقد فتحوا أبوابهم وقلوبهم للناس، أتريد مثالاً عملياً؟ يا أخي الكريم انظر إلى الدورات المقامة في المملكة هذا الصيف الآن؟ الدورات المقامة من الذي يقوم بها يقوم بها العلماء وطلاب العلم. ومع من يلتقون؟ يلتقون مع الشباب في المساجد والمنتديات وغيرها. وهي بالمئات والحمد لله إن لم تكن بالآلاف، وهذا في الصيف فقط، فكيف يطلق هذا الحكم على العلماء؟
ووجود بعض الأفراد من طلبة العلم قد حدث منهم التقصير لا يجوز تعميم الحكم، ولعل لهذا العالم عذر وأنت تلومه.

أما السؤال الثاني: فهل الأمر بهذه البساطة؟ هداك الله أمريكا أذل وأحقر وأجبن من أن تفعل ذلك ولن تفعل _بإذن الله_، فلا هجرة بعد الفتح، إيذان منه _صلى الله عليه وسلم_ بأن بلاد الحرمين لن تعود بلاد كفر، ولكن يجب أن تعد الأمة لمواجهة أعدائها، وأن تسلح بالإيمان وبالعلم وبالتقوى. وإن وقع شيء من تسلط أعدائها فيعالج في حينه بحكمة وموعظة ويعالج مع من يعنيهم الأمر، فهم المسؤولون عن ذلك وليس ذلك لي ولا لك، وحسبي وحسبك أن نبذل ما نطيق وما يتوجب علينا، وإذا بذلنا ما في قدرتنا فقد قمنا بما يجب علينا.

السؤال الحادي والثلاثين: بالنسبة إليكم كعلماء ودعاة.. هل يوجد تصور معيّن كحلّ للوضع القائم اليوم؟ -بالتفصيل-هل هناك أي تصوّر لتجميع الدعاة والعلماء أو جهد يُبذل في هذا الجانب؟ كإنشاء منظمة أو جمعية تنسّق بين العلماء والدعاة تتفق على حدّ أدنى من العمل الجماعي؟ وبارك الله تعالى فيكم وفي جهودكم..والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

إجابة السؤال الحادي والثلاثين: ما سألتم عنه من الهموم، بل من الأولويات نسأل الله التوفيق والسداد، وأبشرك العلماء يلتقون ويجتمعون، وينسق بعضهم مع بعض، ينسقون مع هيئة كبار العلماء، وينسقون مع اللجنة الدائمة، وينسقون مع القضاة، ويجتمعون ويلتقون ويتشاورون، ونسأل الله التوفيق والسداد، وأن يجمع شمل الأمة وأن يؤلف بين قلوبها وأن يذل أعداءها.

السؤال الرابع والثلاثين: سؤالي عن العلماء وحدود الكلام عنهم فقد كشفت مجازر الروافض في أهلنا أهل السنة في العراق ثم مجازر اليهود في أهلنا في غزة وفلسطين كشفت عن موت جماعي لعلماء المسلمين .أريد تعليقك عليه.

إجابة السؤال الرابع والثلاثين: لا أجيب على مثل هذه الأسئلة؛ لأن الأخ يقول موت جماعي لعلماء المسلمين فحسبنا الله ونعم الوكيل، ألا يتق الله من يكتب مثل ذلك؟ هل مات علماؤنا؟ ألست ترى صدعهم بالحق؟ ألست ترى بياناتهم؟ ألست تسمع دروسهم؟ ألست ترى مواقفهم؟ ألست ترى سجن بعضهم؟ ومع ذلك فتكتب أنت باسمك المستعار (ابن سبيل) تنعى فيه على العالمين العاملين! عجيب والله أمركم! سبحان الله! أتنهى عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذ فعلت عظيم.

السؤال الخامس والثلاثين:

أولاً / ما الطريقة الصحيحة التي يجب اتباعها في التعامل مع طلاب الحلقات المستجدين؟ وهل قضية ((حرمان بعض الطلاب من بعض الأنشطة أو الرحلات هو من أساليب العلاج النافعة للذين لديهم بعض السلوكيات السيئة أو الغياب وعدم الحفظ )). ثالثاً / أرجو من القائمين على اللقاء عرض جميع الأسئلة بدون حذف .

إجابة السؤال الخامس والثلاثين: أرى التعامل مع طلاب الحلقات يكون بالصدق معهم، وتمثيل القدوة لهم، وحسن المعاملة، وترغيبهم، والدفاع عن أعراضهم، وإنشاء المحاضن المناسبة لهم، وعدم سماع ما يقال فيهم، وتحصينهم ضد الكلمات التي تقال في الحلقات في بعض وسائل الإعلام، ويختلف الأمر من حلقة إلى حلقة ومن مكان إلى مكان، والمهم هو وجود قدر من الحكمة في التعامل، ومراعاة المصلحة، والتعامل مع آبائهم بأسلوب طيب مناسب, مع أهمية معالجة ما يقع من أخطاء منهم حتى لا نعطي الخصوم فرصة للنيل منهم هذا باختصار شديد.

وأما حرمان بعض الطلاب من بعض الأنشطة فهذا يختلف من بلد إلى بلد, ومن مجتمع إلى مجتمع, ومن فرد إلى فرد, فقد يكون الحرمان علاجاً لبعض الأفراد وسبب لانحراف لآخرين. وقد يكون في بعض المجتمعات مساعداً على الاستقامة والصلاح, ويكون في أخرى باباً للولوج إلى الشرّ والانحراف. لذا لا بد من دراسة كل حالة على حدة, مع مراعاة الأفراد في ذلك, ومدى فاعليته, والأسلوب المناسب في تطبيقه. وخلاصة الأمر أن العقاب لا بد منه, وهو سنة كونية وشريعة إلهية, فإذا ترك سادت الفوضى وعمّ الاضطراب على مستوى الأشخاص والأسر والمجتمعات والدول. والمهم هو الحكمة في استعماله حتى لا يأتي بخلاف ما أريد منه, فالحكمة (فعل ما ينبغي, كما ينبغي, في الوقت الذي ينبغي) (ومن يؤت الحكمة فقد أؤتي خيراً كثيراً)، وفقك الله وسددك.

السؤال السابع والثلاثين: هل صحيح أنكم قلتم عن الشيخ الشهيد أبي مصعب الزرقاوي -رحمه الله- أنه قاتل من أجل الإمارة فقد قالها لي أحد الإخوة ولم أصدقه .. فأحببت أن أجدها منك والسلام عليكم.

إجابة السؤال السابع والثلاثين: الجواب يا أخي الكريم لقد سئلت عن ذلك مراراً فقلت: "قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين"، "فإن لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون"، قد كذب من نسب إليّ هذا الكلام، وما آفة الأخبار إلا رواتها، وعليه أن يثبت ذلك في الدنيا فإن لم يثبته فسيسأل عنه في الآخرة، وأقول مرة أخرى حسبنا الله ونعم الوكيل, وأشكرك على حرصك على التثبت, فألزمه ففيه النجاة في الدنيا والآخرة.

السؤال الثامن والثلاثين: لقد قرأت ورأيت حيرة الإخوة جميعاً لما يحصل للمسلمين في كل بلاد المسلمين، أما الصليبين فينعمون بالحياة الهانئة ..لقد أضناني حقا ما يصيب أمتنا الإسلامية والقلب لم يعد يحتمل ما يحصل..وفوضنا أمرنا لله سبحانه لكن شيخي..هناك أخوات يشكون اغتصاب الصليبين لهن..وإخوة يشكون الذل والإهانة من الصليبين بينما المسلمون غارقون في بحار الملذات يا شيخ ناصر ...هل سيسألنا الله عن أخواتنا اللواتي لم نستطع مساعدتهن ورضينا بالهوان؟ هل سنسأل عن كل قطرة دم سالت لمسلم ولم نتحرك من أجلها؟ هل سنسأل عن إخواننا المسجونين ظلما في غوانتانامو؟ وهل تكفينا مقاطعة المنتجات الدنماركية؟ وهل هذا كاف امام الله لنبرئ ذمتنا ممن سب رسول الله هو بأمي وأبي...هل هذا يكفي؟؟ الله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله إلى الله المشتكى.. جزيت الجنة شيخنا الكريم واسأل الله أن يحفظك ويرعاك ويسدد خطاك.

إجابة السؤال الأربعين: نعم سنسأل –إن لم يعف الله عنا- عما يحدث لإخواننا، كل سيسأل على حسب طاقته، وما أتاه الله، "لا يكلف الله نفساً إلا وسعها"، "لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها"، ويختلف في ذلك العالِم عن غيره، والقادر عن غير القادر، والكبير عن الصغير، فعلى كل واحد منا أن يعّد للسؤال جواباً، أنا وأنت وأنتِ، ونسأل الله أن يتجاوز عنا وعن تقصيرنا وأن ينصر إخواننا في كل مكان.

السؤال الحادي والأربعين: هل تكتب في هذا المنتدى أو في غيره من المنتديات باسم مستعار، وهل هناك فائدة من المشاركة في هذه المنتديات؟ وهل تنصح الشباب بالتسجيل فيها؟ وما هي المنتديات التي تنصح بالتسجيل فيها؟.

إجابة السؤال الحادي والأربعين: أنا لا أكتب في المنتديات، وليس لي أي اسم مستعار، ولا يليق بي ذلك، وأنا على منهجي الذي ذكرته مراراً: إن لم أستطع أن أقول الحق، فيسعني السكوت ولن أقول الباطل, ولن ألبس الحق بالباطل _بإذن الله_, ولست معصوماً من الخطأ، وأسأل الله العفو والمسامحة.

وأما المشاركة في المنتديات فهذه المنتديات فيها الخير والشر, وأنصح من لديه قدرة على الكتابة والحوار والمجادلة بالتي هي أحسن وردّ الباطل بالحجة والبرهان أن يشارك فيها, وهذا من الجهاد بالكلمة واللسان, فقد قال _صلى الله عليه وسلم_: (جاهدوا المشركين بأنفسكم وبأموالكم وبألسنتكم) بل فسّر العلماء قوله سبحانه: "يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافين واغلظ عليهم" قالوا: يجاهد الكفار بالسنان والمنافقون باللسان, كما أن المنتديات مجال للدعوة، ووسيلة من وسائل الإعلام، والإعلام اليوم له تأثير لا ينكر, والمهم هو توافر القدرة, والالتزام بآداب الحوار والمجادلة: "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن".

السؤال الثاني والأربعين: قضية التحامل على الدعاة وتجريحهم أو ما يسمونه إسقاطهم لخطأ وقعوا فيه، أضحى مسلكا واسع الانتشار بين فئام من المنتسبين للعلم والدعوة وبات نفساً مزعجا شق الصف ونفر الناشئة وأضر بالدعوة، والسؤال هو: هل ما قام به العلماء الربانيون المشهود لهم بالعلم والأمانة كان كافيا في التحذير من هذا التيار، وهل شكلت لجان من طلبة العلم المأمونين لرصد تلك الظاهرة والوقوف على أبعاد أثرها وتسجيل رموزها والوقوف على الجهات الداعمة لها والمنظمة لتحريك دعاتها عبر البلاد، وهل تلك المشكلة الدعوية النابتة والتي يشتد عودها يوما بعد يوم يكفيها مقال أو بيان أم أنها تحتاج إلى مؤتمر يدرس ويحلل ويقدم التوصيات؟ كيف صحة الشيخ الفاضل الحبيب العلامة سفر الحوالي حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية... وإنما نخصكم بالسؤال عن فضيلته لما لمسنا من وفائكم الكبير وحرصكم على زيارة أخيكم والاطمئنان على صحته. بخصوص الوضع في العراق: هل حكامنا في المنطقة مدركون للخطر المحدق بالأمة: أعني وجود الاحتلال الذي لا يخفى أطماعه لو هدأت ضربات المقاومة الباسلة -الخطر الرافضي والباطني الذي يدعم ويمد من أمريكا ( شيعة العراق -حزب الله- شيعة البحرين- إيران.

إجابة السؤال الثاني والأربعين: الشيخ سفر بخير وصحته طيبة يتحسن والحمد لله، ولكنه يحتاج إلى وقت للتأهل خاصة ما يتعلق بالمشي والقراءة والكتابة، أما ذهنه فطيب بل ممتاز والحمد لله، ويحتاج إلى دعائكم.

أما الموضوع الذي أشرت إليه عن قضية الدعاة والتحامل فليس بجديد وتحدثت عن بعضه في الإجابة على الأسئلة الماضية، وأيضاً أشرت إلى هذا في كثير من كتبي ورسائلي ومحاضراتي وبخاصة (لحوم العلماء مسمومة) ورسالة (امتحان القلوب).
وأما بخصوص الوضع في العراق فالحكام نعم مدركون للخطر كما هو واضح في تصريحاتهم وبياناتهم فقد صرح بذلك أكثر من مسؤول ورئيس دولة, ولكن جلهم غير جاد في معالجة الأمور على وجهها الصحيح, ذاهل عن الطريق الأسد يظن الخير في غيره، نظراً للهزيمة النفسية التي يعيشها المسلمون, وركون كثير منهم إلى الدنيا، وإحسانهم الظن بأعداء الله, وتركهم الجهاد, نسأل الله أن يبصرهم بأخطائهم ويردهم إلى الحق رداً جميلاً لينقذوا أمتهم وبلادهم من الأخطار المحدقة بها "وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم".

السؤال الثالث والأربعين: سؤالي يتركز حول أحوال المسلمين في الدول العربية و الإسلامية المحيطة بالعراق... فهل يرى شيخنا الفاضل أن الدول العربية تلك ستحاصر كما حوصرت العراق.. و ما رأي فضيلتكم بالقول إن الجيوش الصليبية التي هاجمت العراق من أجل تحطيم جيشها كان من المفترض أن تدخل باقي دول المنطقة لولا أن الله قيد لأمة رجالا يدافعون عن أعراض الأمة في العراق و في فلسطين؟ هل لديكم رؤية عما يحدث و ما هي توقعاتكم للمنطقة في ظل الاحتلال الأمريكي و رفع راية الرافضة على ربى بغداد وما حولها؟ السؤال الآخر... ظهرت فئة من السلفيين اتخذت من الأحكام الشرعية مسوغا لتفادي التخبط مع الحكام.. و كي لا يفهم سؤالي على غير مقصدي أمثل لكم مثال بسيط في مصر كثير من دور تحفيظ القرآن والجمعيات الخيرية وبعض الجماعات السلفية التي هي نهج السلف الصالح اتهمت أخيرا بالتكفير والخروج والبدعة فقط لأن العمل الجماعي محظور شرعي (في نظرها) و الآن يبدي البعض الاستثناء و يقول لا بد من العمل الجماعي تحت منظومة القانون الحكومى المصري وإلا فسيصبح العمل الجماعي الفردي السلفي ((السلمي)) نوعا من الخروج على الحاكم، ويرى البعض بدعية هذا العمل... و حتى لا أطيل في سؤالي لفضيلتكم ... المختصر هو هل العمل الجماعي بعيداً عن المنظومة الحكومية يعد بدعة؟ ولو كان عملاً سلمياً كتعليم القرآن و تدريس بعض العلوم الفقه والعقيدة دون الاصطدام مع النظام الحاكم ؟

إجابة السؤال الثالث والأربعين: يصعب الإجابة يا أخي الكريم على سؤالك باختصار شديد وبخاصة مع طول الأسئلة وحاجة الموضوع إلى التفصيل ولكنني متفائل جداً وواثق بنصر الله، والمهم ماذا نعمل نحن ولا شك أننا نعيش في فتن عظيمة والعدو باذل جهده ولعلك ترجع إلى بعض محاضراتي وبخاصة (الآلام محاضن الآمال) موجودة في موقع المسلم وتجد الجواب مفصلاً.

وأما ما يتعلق بالفئة المذكورة المنتسبة للسلف فهذه الفئة (إذا كانت كما ذكرت) قد ضلت منهج السلف, وتنكبت جادة الطريق الحق, وسارت في ركاب الأنظمة تخدمها وتزين لها الباطل, وتلبس على الأمة دينها وعقيدتها, وهذا من البلاء الذي حل في الأمة في عصورها المتأخرة, وإلا فمنهج السلف واضح وبيّن, حيث تركنا المصطفى على البيضاء ليلها كنهارها, لا يزيغ عنها بعده إلا هالك. ولا يعتبر العلمي الدعوي والتربوي بعيداً عن الأنظمة بدعة ولا ضلالاً, بل هو حق لا مرية فيه, ولا يلزم فيه إذن الحاكم في ظل كثير من الأنظمة التي اتخذت من حرب الإسلام والتضييق على دعاته منهجاً ونبراساً, بشرط ألا يترتب على هذه الأعمال مفاسد أعظم من المصالح المرجوة منها.

هذا ما تيسر الإجابة عليه من الأسئلة وأعتذر من الإخوة جميعاً الذين لم أتمكن من الإجابة على أسئلتهم نظراً لطولها وتنوعها واختلافها، وحاولت قدر الإمكان حسب الوقت المتاح لي، فاعذروني عن التقصير، وأطلب من الإخوة المسامحة، وأشكر الإخوة في موقع أنا المسلم وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,

وكتبه

ناصر بن سليمان العمر

المشرف العام على موقع المسلم

الأربعاء 23/6/1427هـ