خطأ الاسير القاتل
20 شعبان 1434
د. عدنان أمامة

لمع نجم الشيخ أحمد الأسير إمام مسجد بلال بن رباح في مدينة صيدا منذ سنوات بسبب تصريحاته ومواقفه الجريئة ضد ما يسمى بحزب الله.

 

وصوب الشيخ الأسير على سلاح حزب الله معتبرا أنه علة العلل،وأنه وراء كل مشكلات لبنان، وأنه سلاح إيراني يأتمر بأوامر من الولي الفقيه في طهران لتحقيق أهداف طائفية صرفة تحت قناع مقاومة "إسرائيل"، وكان شعار الأسير "السلمية" وكان يحرص عند كل موقف يطلقه أن يقول: "سأحقق ذلك بالطرق السلمية"، ولم يكتف بالكلام بل قام بجملة تحركات واعتصامات أزعجت حزب الله إزعاجا شديداً، وجرأت القاصي والداني على تناول إيران وزعيم حزب الله وسلاح الحزب وكانت هذه الأمور مقدسات لا يجرأ أحد أن يمسها بكلمة قبل مواقف الشيخ الأسير، وقد لقيت مواقف الاسير إعجاباً كبيراً من أغلب اللبنانيين حتى إن بعض كبار السياسيين الموارنة والدروز قاموا بزيارة الأسير وأثنوا على مواقفه، وأشيع أن بعض الدول العربية وخاصة قطر دعمت الأسير وشكلت له مظلة تمنع السلطة اللبنانية من البطش به، الأمر الذي شجعه على الاندفاع إلى الأمام، وقد لامس الخطوط الحمراء للحزب حين أعلن أنه يريد تطهير صيدا من بؤر "حزب الله" ومناصرية، وأخذ يدعو الحكومة المخطوفة من "حزب الله" إلى إزالة الشعارت الحزبية الطائفية المنتشرة في مدينة صيدا، ولما لم تستجب السلطات الامنية اللبنانية له قام هو وأنصاره بمحاولة إزالتها بنفسه فتصدى له عناصر من حزب الله بالرصاص وأوقعوا قتيلين في صفوف أنصاره، الأمر الذي شكل نقطة تحول في حركة الأسير وتفكيره وبدت حركته وكأنها تنتقل من السلمية إلى العسكرة، فأعلن عن إنشاء جناح عسكري وظهر في صور ومقاطع  مرتديا بزته العسكرية، وحين أعلن حسن نصر الله عن مشاركته العلنية في معارك القصير ذهب الأسير إلى القصير ونشر صورا لنفسه وهو يطلق النار على جماعة حزب الله، هنا أخذ الحزب قراره بتصفية الاسير وأخذ ينتظر الفرصة المواتية، فأوعز إلى عناصر شيعية داخل الجيش ان تقوم باستفزاز الاسير وجماعته ليورط الأسير مع الجيش، وفعلا حاول عناصر حاجز للجيش اللبناني توقيف أحد مرافقي الشيخ الأسير ففر منهم والتجأ إلى مسجد الشيخ الأسير وبدأت الاشتباكات العسكرية غير المتكافئة والتي شارك فيها الحزب وحركة أمل جنبا إلى جنب مع الجيش اللبناني وبدا واضحا للعيان أن الحزب استطاع أن يوقع الأسير في فخ الصدام  مع الجيش وهناك روايات كثيرة تؤكد أن الدفعة الأولى من قتلى الجيش وبينهم ضابطان مسيحيان كبيران جرى استهداف آليتهم بعيدا عن موقع الاسير وجماعته، وزاد الطين بلة أن الشيخ الأسير كان قد قطع الصلة مع المراجع الأمنية والسياسية السنية، ولم يكن يحب أن يستشير أحدا من القوى الإسلامية في مدينة صيدا ولا غيرها، فضلا عن وجود قطيعة بينه وبين المراجع الدينية السنية الرسمية، ما سهل أمر التخلي عنه وترك الجيش والحزب يفتكون به دون توقع حساب.

لا شك أن ما حصل يشكل صفعة قوية للطائفة السنية عموما وللقوى الاسلامية خصوصا ستمتد آثارها لبعد الوقت وستؤثر على دعم الثورة السورية والله نسأل أن يعوض المسلمين خيرا وأن يمن بالفرج القريب.