أرجح الأقوال في معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
14 ذو القعدة 1437
عبد الرحمن البراك

بسم الله الرحمن الرحيم

فضيلة شيخنا العلامة عبد الرحمن بن ناصر البراك - زادكم الله من فضله ومنّه -.

سلامٌ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، أما بعد:

 

فإني بحمد الله قد أتممتُ مناقشة بحثي في مرحلة الماجستير، الذي كان بعنوان: "الأحكام الفقهية المتعلقة بالصلاة على النبيِّ صلى الله عليه وسلم"، وإنَّ من المسائل المهمة في البحث، والتي أشكل عليَّ تحريرُها معنى الصلاة في اللغة، ثم معنى الصلاة على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وسبب الإشكال فيها يرجع لعدة أمور:

 

أولاً: أنّ أصل الصلاة في اللغة محلُّ خلافٍ بين اللغويين في اشتقاقهِ وفي معناهِ، كما لا يخفى على شريف علمكم.

 

ثانيًا: أنّ من أشهر الأقوال في معنى الصلاة: الدعاء، وهو قولُ جماهير العلماء من أهل اللغة والفقه وغيرهم؛ كما قرره النووي رحمه الله وغيرُه([1]).

 

وقد ردَّ هذا القولَ جماعةٌ من المحققين، منهم: ابنُ القيم رحمه الله مستفيدًا من كلام السُّهيلي رحمه الله في «نتائج الفكر» حيث يقول في «بدائع الفوائد»: "وقولهم: الصلاة من العباد بمعنى الدعاء مُشْكِلٌ من وجوه:

 

أحدها: أن الدعاء يكون بالخير والشر، والصلاة لا تكون إلا في الخير.

 

الثاني: أن «دعوتُ» تعدَّى باللام، و«صليتُ» لا تُعدَّى إلا بعلى، و«الدعاء» المعدَّى بعلى ليس بمعنى صلَّى، وهذا يدل على أن الصلاة ليست بمعنى الدعاء.

 

الثالث: أن فِعْل الدعاء يقتضي مدعوًّا ومدعوًّا له، تقول: دعوت الله لك بخير، وفِعْل الصلاة لا يقتضي ذلك، لا تقول: صليت الله عليك، ولا لك، فدلَّ على أنه ليس بمعناه، فأيُّ تباين أظهر من هذا، ولكن التقليد يُعْمِي عن إدراك الحقائق، فإياك والإخلاد إلى أرضه"([2]).

 

ثالثًا: قرر جماعةٌ من أهل العلم أن أصل الصلاة في اللغة يعودُ إلى معنًى واحد، وهو الحنو والعطف، منهم: الزمخشريُّ في «الكشاف»([3])، والسُّهيلي([4])، وابن القيم([5])، وابن هشام([6]).

 

قال السُّهيلي: "الصلاةُ كلُّها - وإن توهم اختلاف معانيها - راجعة في المعنى والاشتقاق إلى أصل واحد، فلا تظنها لفظة اشتراك ولا استعارة، إنما معناها كلها الحنو والعطف، إلا أنَّ الحنو والعطف يكون محسوساً ومعقولاً، فيضاف إلى الله I منه ما يليق بجلاله، ويُنْفي عنه ما يتقدس عنه...، وكل هذه الأفعال – سواء كانت من الله U، أو من العبد - فهي متعدية بعلى ومخصوصة بالخير لا تخرج عنه إلى غيره، فقد رجعت كلها إلى معنًى واحد، إلا أنها في معنى الدعاء والرحمة صلاة معقولة، أي: انحناء معقول غير محسوس، ثمرته من العبد: الدعاء؛ لأنه لا يقدر على أكثر منه، وثمرته من الله تعالى: الإنعام والإحسان. فلم تختلف الصلاة في معناها، إنما اختلفت ثمرتها الصادرة عنها"([7]).

 

رابعًا: جماهير أهل العلم جعلوا للصلاة معنًى يختلف معناه باختلاف المسند إليه([8])، كنحو ما جاء في قول أبي العالية الرياحي، لكنَّ تصريف الفعل في معناه باختلاف متعلَّقه لا يُعرف في لسان العرب، فإن العربَ لا تجعلُ للفعل معنًى باعتبار تعلُّقه بشيء، ثم معنًى آخر باعتبار تعلُّقه بشيء آخر، ثم معنًى ثالثًا باعتبار تعلُّقه بشيء آخر، كما جعلوا في الصلاة([9]).

 

فيا شيخنا الجليل ما قولكم ـ حفظكم الله ـ في معنى الصلاة لغةً؟ ثم في معنى الصلاة على النبيِّ صلى الله عليه وسلم؟ وما توجيهكم ـ رفع الله مقامكم ـ للاعتراضات المذكورة؟ آمل التفصيل في ذلك، فإن قولكم معتبر واختياركم مستوجه ولله الحمد على فضله، وإني ـ على كل حال ـ أريد أن أنسب القول إليك في الترجيح الذي تراه، والتفصيل في هذه المسألة المهمة من عالم معاصر، جزاكم الله عني وعن طلاب العلم أفضل الجزاء، وكتب لكم من الخير أعلاه وأزكاه.

وكتبه
محمد بن خالد النشوان

 

قال عبد الرحمن بن ناصر البراك:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ أما بعد: فينبغي في الجواب عن هذا السؤال النظرُ في لفظ الصلاة في القرآن وفي السنة وفي اللغة؛ فعلا أو اسما، وقد تأملتُ بعض ذلك فوجدت أن الصلاة في القرآن والحديث يراد بها تارة الصلاة الشرعية المشتملة على الأقوال والأفعال المعروفة، وشواهد ذلك كثيرة، كقوله تعالى: (وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ)، (حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ)، (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ)، (أَقِمِ الصَّلاَةَ)، وقوله: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى)، وفي الحديث: (خمس صلوات كتبهن الله على العباد)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (أمرت أن أقاتل الناس)، وفيه: (ويقيموا الصلاة)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (صلوا كما رأيتموني أصلي)، وقوله للمسيء: (ارجع فصلِّ؛ فإنك لم تصلِّ).

 

ويراد بالصلاة تارة دعاءٌ مخصوص؛ وهو نوعان:

الأول: دعاء الله أن يصلي على المدعوِّ له، ومن ذلك قوله تعالى: (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ)، وكان صلى الله عليه وسلم يقول لمن جاءه بالصدقة: (اللهم صل على آل فلان)، وقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، ولذا لما قيل له صلى الله عليه وسلم: كيف نصلي عليك؟ قال: (قولوا: اللهم صلى على محمد) الحديث.

 

الثاني: الدعاء للميت قائما عليه في صلاة الجنازة، كقوله تعالى: (وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا).

 

فالفعل من المعنى الأول ـ وهو الصلاة الشرعية ـ يأتي غير متعد بنفسه، ولا بحرف؛ تقول: صلَّى صلاة العصر، أو صلاةَ الفجر، وتقول: صلَّى ركعة أو ركعتين، والمعنى: فعَل هذه العبادة، والمنصوب في هذه الأمثلة ونظائرها مفعولٌ مطلق، كما تقول: أكَل أكلَةَ السَّحَر، ونام نومةَ القائلة، ولا يأتي هذا الفعل اللازم مضافا إلى الله؛ فلا يقال: إن الله يصلي؛ وإنما يضاف إلى الملائكة والمؤمنين وغيرهم، يدل له إضافة السجود في قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ)، وقد سمَّى الله ذلك صلاة من هذه المخلوقات، كما في قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ)، وكل هذه العوالم تصلي لله، كلٌّ بما يناسبه من الكيفية، ويشهد لذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الملائكة: (إني أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون أطَّتِ السماء، وحق لها أن تئطَّ ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدا لله)  الحديث، رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه عن أبي ذر رضي الله عنه.

 

وقد اشتهر عند الفقهاء تفسير الصلاة في اللغة بالدعاء، وعليه: فالصلاة دعاء مخصوص؛ فإطلاق اسم الصلاة على الصلاة الشرعية راجع إلى هذا، فهي دعاء مخصوص؛ فالنسبة بين الصلاة الشرعية والصلاة اللغوية العموم والخصوص، كما هو الشأن في سائر المعاني الشرعية مع المعاني اللغوية؛ كالإيمان والصوم والحج والطهارة.

 

لكن مما ينبغي أن يلاحظ أن الأسماء الشرعية تشمل المعاني اللغوية وزيادة، فهي أخصُّ منها من وجه، وأعمُّ من وجه.

 

فعليه: يكون إطلاق اسم الصلاة بمعنى الدعاء على الصلاة الشرعية لاشتمالها عليه؛ من إطلاق اسم البعض على الكل، وهذا ظاهر في أسماء الصلاة في الكتاب والسنة؛ فإنها سميت بأسماء متعددة مما اشتملت عليه من الواجبات؛ من الأقوال والأفعال؛ من الدعاء والتسبيح والذكر والركوع والسجود، وشواهد هذا في القرآن كثيرة، وأشهر أسماء هذه العبادة وأخصُّها بها وأشملها لمعناها: الصلاة، وشواهدها لا تحصى كثرة، كما تقدم، ومن إطلاق السجود: (وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ)، (فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا)، ومن إطلاق الركوع: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ)، (وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ)، ومن إطلاق التسبيح: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى)، ومن إطلاق الذكر: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ)، ومن إطلاق القرآن: (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا)، ومن إطلاق الدعاء: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ)،  وقوله: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ).

 

فعلم مما تقدم أن المعنى الأول للصلاة لا يضاف إلى الله ـ وهو الصلاة ذات الأقوال والأفعال ـ وإنما يضاف إلى المخلوقات؛ من الملائكة والمؤمنين غيرهم.

 

وأما فعل الصلاة معدًّى بعلى، فهو الذي جاء مضافا إلى الله وملائكته والمؤمنين؛ (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، وقوله: (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ)، وهذا هو الموضع الذي تكلم الناس في معناه من الله ومن الملائكة ومن المؤمنين؛ فأما من المؤمنين فلا ريب أنه دعاء مخصوص، وهو دعاء الله أن يصلي على المدعو له، كما تقدم إيضاحه بشواهده.

 

وأما الصلاة من الملائكة ففسرت بما فسرت به الصلاة من المؤمنين، وهو دعاء الله أن يصلي على عبده، يدل لذلك من السنة قوله صلى الله عليه وسلم في المتفق عليه عن أبي هريرة، وهذا لفظ البخاري: (والملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي يصلي فيه: اللهم صلِّ عليه، اللهم ارحمه، ما لم يحدث فيه) الحديث، وفسرت الصلاة بالاستغفار، والأول أولى.

 

وأما الصلاة من الله على نبيه وعلى المؤمنين، فهذا هو الذي اشتهر تفسيره بالثناء من الله على عبده، واشتهرت روايته عن أبي العالية، كما في صحيح البخاري عنه معلقا.

 

والثناء هو المدح بذكر المحامد، وهذا التفسير من أبي العالية رحمه الله لم ينقله عن صاحب موقوفا أو مرفوعا، وليس هو معنى الصلاة في اللغة، الذي هو الدعاء، ولكن هذا التفسير من أبي العالية رواه العلماء، وتلقوه بالقبول، ويمكن أن يستشهد لتفسير الصلاة من الله بالثناء بما جاء في الكتاب والسنة من ذكره تعالى عند ملائكته لمن ذكره من العباد، كما قال تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ)، فيذكرهم بالثناء عليهم، وبحبه لهم، كما في حديث: (إن الله إذا أحب عبدا نادى جبريل) الحديث، وكما في الحديث القدسي: (فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم).

 

فعلى هذا يؤول معنى الصلاة من الله على العبد إلى ذكره لعبده عند ملائكته، ومما يشهد لهذا أنه ذكر صلاته وملائكته على المؤمنين بعد قوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً)، ثم قال: (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ)، وكما أنه تعالى يصلي على من يذكره، كما في هذه الآية، فإنه سبحانه يصلي على من يصلي على نبيه، كما في الحديث الصحيح، قال صلى الله عليه وسلم: (من صلى عليَّ صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا).

 

هذا؛ وقد خطر لي في صلاة الله على نبيه وعلى المؤمنين معنى أرى أن له وجها، وهو أن يقول سبحانه كلاما يتضمن إحلاله تعالى رحمته على عبده ورسوله والمؤمنين، وهذا لا ينافي ما روي عن أبي العالية، فصلاته سبحانه على عبده هي كلام متضمن الثناء والرحمة، وهو مقابل للعنه للكافرين، الذي هو كلام متضمن لذمهم وإبعادهم عن رحمته، ويمكن أن يستشهد لهذا الفهم بأن الله تعالى ذكر الصلاة على نبيه وعلى المؤمنين ولعنه للكافرين في سورة واحدة هي سورة الأحزاب في آيات متقاربة، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، ثم قال: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا)، ثم قال بعد آيات: (إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا)، فبان أن صلاته سبحانه على رسوله وعلى المؤمنين مقابلٌ للعنه للكافرين، والله أعلم.

 

وكما أخبر تعالى أن الملائكة يصلون على المؤمنين، أخبر تعالى أنهم يلعنون الكافرين فقال سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)، وقد جاءت هذه الآية بعد قوله في الصابرين: (أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)، وفي هذا شيء من التقابل الذي سبقت الإشارة إليه، والله أعلم.

أملاه: عبد الرحمن بن ناصر البراك

في غرة ذي القعدة 1437هـ.

 

___________________________

([1]) ينظر: تهذيب الأسماء واللغات (3/179).
([2]) (1/45). وكلام ابن القيم هنا يخالف ما قرره في «جِلاء الأفهام» (ص161)، ولعل ما ذكره هنا هو آخرُ الأمرين من قوله؛ لأمرين اثنين: الأول: أن «بدائعَ الفوائدِ» متأخرٌ في التأليف عن «جلاء الأفهام»؛ لأنه أحالَ على الآخرِ في أكثرَ من موطنٍ في «بدائع الفوائد». والآخر: قوةُ انتصارِه وتضعيفه للقول بكون الصلاة لغة بمعنى الدعاء والله أعلم.  وبنحوه ابن هشامٍ في «مغني اللبيب» (ص791-792).
([3]) ينظر: الكشاف (3/546) في تفسير الآية 44 من سورة الأحزاب.
([4]) ينظر: نتائج الفكر (ص47)، والروض الأنف (3/6).
([5]) ينظر: بدائع الفوائد (1/45).
([6]) ينظر: مغني اللبيب (ص791-792).
([7]) نتائج الفكر (ص48) باختصار.
([8]) ينظر: جلاء الأفهام (ص161)، القول البديع (ص51)، إرشاد الساري (9/203).
([9]) ينظر: مغني اللبيب (ص792). ومما يؤكد هذا المعنى أن الحافظ ابنَ حجرٍ لما رجَّح القول في معنى الصلاة على النبيِّ e بما جاء عن أبي العالية، علل بقوله: "وما تقدم عن أبي العالية أظهر فإنه يحصل به استعمال لفظ الصلاة بالنسبة إلى الله، وإلى ملائكته، وإلى المؤمنين المأمورين بذلك، بمعنًى واحد". «فتح الباري» (11/ 156)، وبنحو كلامه قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في «تفسير سورة الأحزاب» (ص461).