عفة يوسف عليه السلام

الحمد لله وكفى ، وصلاة وسلاماً على النبي المصطفى ، وبعد ،،،
إن أنبياء الله جميعاً مضرب مثل للعفة والنزاهة ، ولا عجب فهم حملة الرسالة وأمناء الوحي ، اصطفاهم الله واختارهم فظهرت فيهم حكمة الله " الله أعلم حيث يجعل رسالته " .
ولأن الأحداث تحتم الكلام على العفة؛ لأنها في موطن التهمة هذه الأيام، وقد ذكرت عفة موسى _عليه السلام_ سابقاً ، أذكر الآن عفة يوسف _عليه السلام_، وذلك من خلال الآيات التي ذكرت قصته مع امرأة العزيز ، فأقول مستعينا بالله :
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون * ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين * واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدى الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوء إلا أن يسجن أو عذاب أليم * قال هي راودتني عن نفسي وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين "
وكذلك قوله _تعالى_ :
" وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه إنا لنراها في ضلال مبين * فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكأ وقالت اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاشا لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم * قالت فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونن من الصاغرين* قال ربي السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين *
وأما مظاهر عفة يوسف _عليه السلام_، فهي كما يلي :
1- لا بد أن نتصور الإغراءات التي حصلت ليوسف _عليه السلام_ حتى نعرف مدى العفة التي تحلى بها ، وهو لها أهل :
الإغراء الأول : أن امرأة العزيز هي التي تقوم بالمراودة ، والعادة أن الرجل هو الذي يراود المرأة لكن ما حدث ليوسف _عليه السلام_ عكس ذلك تماماً، فالمرأة هي التي تراوده، ولذلك الله نسب الفعل إليها، فقال _تعالى_ : " وراودته " (يعني: هي) .
الإغراء الثاني : أنه كان _عليه السلام_ في بيتها قال _تعالى_ : " التي هو في بيتها " فتعرف مداخل البيت ومخارجه ، وإغلاقه وإحكامه .
الإغراء الثالث : كثرة رؤيته لها ورؤيتها له ؛ لأنه في بيتها ولم يكن في حي آخر لا يراها أولاتراه حتى يتم الموعد بينهما ، بل كان في بيتها تراه دائماًً، وهذا مما يزيد يوسف بلاء فليس هناك مجال لكي تنساه أو أن يغيب عن ناظرها ، فعلى هذا يوسف يتعرض للبلاء يومياً، بل في كل أحيانه من دخول وخروج، قال
_تعالى_ : " التي هو في بيتها " .
الإغراء الرابع : أن لها عليه ولاية فهي سيدته ، امرأة سيد عزيز مصر ، بإمكانها إقالته أو قطع ماله الذي يأتيه أو طرده ، ومع ذلك لم يعط يوسف _عليه السلام_ لنفسه التهاون .
الإغراء الخامس : أنها عازمة على مرادها منه ، حتى أنها هي التي بدأت بالمراودة، وهي التي قامت وأغلقت الأبواب، وهي التي دعته كما قال _تعالى_ : " وغلقت الأبواب وقالت هيت لك " .
الإغراء السادس : أنها أحكمت إغلاق الباب كما قال الله: " وغلقت الأبواب " بالتشديد فكأنها تعطيه الأمان بذلك ، وعادة ما يردع الشخص الذي يريد الوقوع بالفاحشة إلا خوف الدخول عليه وافتضاح أمره ، فعرفت ذلك وضمنتها بالفعل وليس بالقول فقط .
الإغراء السابع : كلمتها " هيت لك " بحد ذاتها جذابة !!
الإغراء الثامن : أنها هي التي ركضت خلفه _غفر الله لها_ .
الإغراء التاسع : من شدة رغبتها أنها قدت قميصه قال _تعالى_ : " وقدت قميصه " ، فدل ذلك على أن عرضها المراودة ليس عرضاً عادياً وانتهى بإعراض يوسف _عليه السلام_، بل متابعة ومحاولة حتى وصل الحال إلى تمزيق الثوب .
الإغراء العاشر : أنها لم تنفِ كلام النسوة ، بل زادت الفتنة فتنة ، أنها عرضته على نسوة أخر إضافة للإغراءات السابقة .
الإغراء الحادي عشر : اعترافها بملء لسانها زيادة على فعلها، فقالت : "أنا راودته عن نفسه " فاجتمع على يوسف _عليه السلام_ فعلها وقولها .
الإغراء الثاني عشر : أنها لم تيأس منه ، فحتى بعد رفضه السابق _عليه السلام_ وبعد هروبه منها ما زالت متعلقة به ، فجمعت النسوة وأرتهن إياه ، واعترفت بمراودتها إياه، ثم قالت : " ولئن لم يفعل ما آمره
ليسجنن وليكوناً من الصاغرين " فما زالت نفسها متعلقة به ، وهذا يزيد الابتلاء فتنة .
الإغراء الثالث عشر : تهديدها له حتى يواقع الشهوة، فقالت : " ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكوناً من الصاغرين " .
فسبحان من عصم يوسف _عليه السلام_ حتى تحت واقع التهديد والسجن ، فلم يرخص لنفسه رخصة
المضطر ، ولا إكراه المكره .
الإغراء الرابع عشر : الغربة التي هو فيها ، ولا شك أن الغريب يمادي نفسه فعل مالا يفعله المقيم؛ لعدم خوفه من اشتهار وافتضاح أمره فهو غير معروف ، ولا يخاف كذلك من الطرد والإبعاد، فالدار أصلاً ليست بداره ، هذه
كلها مقياسات العرف ، فإذا جاء الشرع انتهت جميع المقاييس غيره لمن كان في قلبه مثقال إيمان .
الإغراء الخامس عشر : منصبها الذي يحمي المعصية لو حدثت فهي امرأة العزيز ، وقد غلقت الأبواب فمن الذي يستطيع أن يتجرأ بفتحها ، وإن فتحها ورأى ما رأى فمن الذي يستطيع أن يخبر بكل مار رأى ، لكنها والله عصمة الله .
الإغراء السادس عشر : جمالها ، وهذا مجرد استنباط؛ لأنها امرأة العزيز ، وما الظن بها غير الجمال ؟!
الإغراء السابع عشر : عمره المناسب ، فليس صغيراً لا يعرف هذه الأمور وليس كبيراً قد ضعف ، بل في عنفوان شبابه قد تخطر الشهوة بمجرد الخاطر فكيف إذا حفته إغراءات .
الإغراء الثامن عشر : حتى كلام النسوة في آخر المطاف هو مدعاة لإثارة الشهوة عندما قلن: " حاشا لله ما هذا بشراً إن هذا إلا ملك كريم " ، فإن لم يثر الشهوة فهو جالب للعجب بالنفس وهو مرض آخر .
فهذه ثمانية عشر إغراءً حصل ليوسف _عليه السلام_ وهو صامد مجاهد نفسه ، ويتذكر ربه فخاف حق الخوف ذكرتها حتى يتبين لنا أن صبره عن مواقعة المعصية كان باختياره لكنه ليس خياراً عادياً ، وحتى تظهر لنا جلية عفة يوسف _عليه السلام_ .
2 ـ قمة عفة يوسف _عليه السلام_ تجلت في هـروبه، فلم يكن مجرد رفض، بل هروب من نوع خاص سريع، ولذلك قال الله : " واستبقا الباب " فكان يهرب هروباً من تلك الدعوة المجرمة ، وفرق والله جذري بين من يهرب للفاحشة وبين من يهرب عنها .
3 ـ امرأة العزيز استخدمت جميع الأساليب لأجل أن يحصل مرادها :
الفعل " وغلقت الأبواب " .
القول " هيت لك " .
الترجي " هيت لك " .
الحوار " وراودته " .
أخذ الضمانات له بالأمان " وغلقت الأبواب " بالتشديد الذي يدل على زيادة في الحرص .
التهديد " ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكوناً من الخاسرين " .
ومع ذلك عصم الله يوسف _عليه السلام_ من أن يقع في أدنى أمر يخدش الحياء فضلاً عن الوقوع فيما تريد المرأة ، فهذه والله العفة التي افتقدها أهل تحرير المرأة اليوم والدعاة لها ، ولم يجدوا ريحها وإن ريحها لا يجده إلا المؤمن .
4 ـالصحيح في قوله _تعالى_: " وهم بها " أنه الهم الفطري البشري من الرجال للنساء ، كما قال: " زين للناس حب الشهوات من النساء " وهذا القول ليس اتهاما لمقام الأنبياء، بل بالعكس هو من باب المدح أقرب من الذم؛ لأننا إن قلنا بأن الأنبياء معصومون من ذلك الهم فليس لهم إذن مدح إذا لم يقع الواحد في مجاهدة الغريزة .
أما إن قلنا: هم كسائر البشر في باب الشهوة ، بل إن النبي _صلى الله عليه وسلم_ أعطاه الله قوة مئة من الناس في الجماع ، ورأى مرة إمرأة فدعا زوجته وقضى حاجته منها ، فعلى هذا القول يظهر كمال الأنبياء في مجاهدتهم لأنفسهم في شهواتهم ، وعفتهم عندما يغضون الطرف ويهربون عن مواقع الفتن كما هو حال يوسف _عليه السلام_ .
ثم هذا صريح القرآن عن يوسف _عليه السلام_ " وهم بها " ولا لوم عليه ما دام أن القضية فطرية بشرية ، وظهرت عفته _عليه السلام_ في قول الله عنه: " لولا أن رأى برهان ربه " فهنا يتفاوت الناس عفة وفحشاً ، إيماناً وغفلة ، فكم من شخص عرف برهان ربه لكنه غلبت عليه شهوته ، أو غفل عن برهان ربه ، أو اتبع هواه .
5 ـ من عفته _عليه السلام_ أن أول كلمة قالها ، وتلفظ بها بعد المراودة والدعوة ، أن قال: " معاذ الله " .
6 ـ معنى " معاذ الله " بحد ذاتها دليل على عفته _عليه السلام_ ، ففيها معنى " الالتجاء إلى الله ـ الاعتصام به ـ الاستعاذة بربه " .
7 ـ الاستعاذة من الفاحشة قالها يوسف _عليه السلام_: " معاذ الله " وقالتها مريم _عليها السلام_ " أعوذ بالرحمن منك " .
8 ـ قول يوسف _عليه السلام_: " معاذ الله " ليست بمنزلة رفض الفاحشة فحسب ، بل قطع حتى للتفكير وقبول المساومة عليها ، ففرق بين أن يقول الشخص: " لا لا أفعل الفاحشة " وبين أن يقول: " أعوذ بالله منها "؛ لأن الاستعاذة تقتضي رفض حتى التفكير فيها .
9 ـ في قول يوسف _عليه السلام_ " معاذ الله " تفسير لتعظيم حرمات الله ، وأن ينظر المؤمن للمحرم على أنه عظيم ليس من السهولة فعله ، ومنزلة تعظيم حرمات الله من أعمال القلوب .
10 ـ الفساد في الأعراض : خيانة للناس ، وخيانة لله .
وهذا على القولين في قوله _تعالى_: " إنه ربي "، سواء قلنا: إن المراد به : السيد عزيز مصر فيكون خيانة للناس .
أو أن المراد به : الله _سبحانه_ فيكون الفساد خيانة لله .
11 ـ الفساد في الأعراض : ظلم للناس ، وظلم للنفس .
وهذا على القولين في قوله _تعالى_: " إنه لا يفلح الظالمون "، سواء قلنا: إن المراد به : الظالمون الذين يخونون الأعراض .
أو أن المراد به : الظالمون لأنفسهم بالوقوع بالزنا .
12 ـ من عفته _عليه السلام_ أن خبر تعلق إمرأة العزيز به قد انتشر حتى في وسط نساء المدينة " وقال نسوة في المدينة " ولا شك أن انتشار الخبر يعطي الشخص تبلد الحس ، ومع ذلك لم يؤثر فيه .
13 ـ حتى نتصور عفة يوسف _عليه السلام_ لا بد أن نتصور الحالة التي وصلت إليها امرأة العزيز، والتي وصفها الله بقوله: " قد شغفها حبا "، والشغف، هو : الوصول إلى شغاف القلب وهو منتهاه وغايته بحيث لم يترك حبه في قلبها أي موضع إلا دخله .
فما الرأي بامرأة وصلت لتلك الحالة ؟! وما العفة التي أمكن أن تقف في وجهها ؟!!
14 ـ من عفته قول الله: " فاستعصم "، وهو اعتصام وزيادة لزيادة الألف والسين والتاء ، ويكفي أن المرأة هي التي وصفته بهذا ، مع أن المتعلق يرى خطأ حبيبه عين الصواب ، ويبرر أفعاله .
15 ـ قمة العفة تظهر في قوله _تعالى_ عن يوسف: " رب السجن أحب إلى مما يدعونني إليه " .
فما أعظم العفة التي تجعل السجن أفضل وأحب من الوقوع في الفاحشة .
16 ـ من عفة يوسف أنه يعرف حقيقة السجن خاصة، وأنه جرب الجب قديماً ، فالسجن يرتبط به عدم النوم والتلذذ بالأكل ، ونقص الراحة ، وكبت الحرية وضيق المكان .
ومع ذلك قال: " السجن أحب إلي "، ويوسف _عليه السلام_ عاقل يعرف معاني الألفاظ .
17 ـ الذي يظهر ـ والله أعلم وأحكم ـ أن يوسف _عليه السلام_ تعرض لمراودة من غير امرأة العزيز، وذلك من النسوة الآتي رأينه ، بدليل قوله: " يدعونني إليه " فاتضح أن الداعي أكثر من واحد ، ومع ذلك استعف عن الجميع .
18 ـ سياق الآيات يدل على أن يوسف _عليه السلام_ تعرض لأكثر من محاولة كيد لإسقاطه في فخ الفاحشة ، بدليل قوله _تعالى_: " وإلا تصرف عني كيدهن " فاتضح أن هناك كيد ومحاولات وخطط .
19 ـ من عفة يوسف _عليه السلام_ أنه وصف الذين يقعون في الفاحشة بالجهل، كما قال: " وأكن من الجاهلين "؛ لأنهم خانوا الله ، وخانوا الناس ، وظلموا أنفسهم ، وآثروا شهوة فائتة ، واتبعوا هوى أنفسهم .
20 ـ يوسف _عليه السلام_ يذكر في الآيات علاج الافتتان بالنساء ، ويتلخص ذلك بما يلي :
أ ـ عدم تعريض النفس للفتنة ، كما قال: " رب السجن أحب إلي " .
ب ـ الهروب من مواقع الفتن ، كما قال: " واستبقا الباب " .
ج ـ الاستعانة بالله _سبحانه_ وعدم الثقة بالنفس كما قال: " وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن " .
د ـ الحرص على الدعاء ، كما قال: " فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن " .
هـ ـ عدم قبول التنازلات في هذا المجال أبداً ، كما قالت امرأة العزيز عن يوسف _عليه السلام_: " فاستعصم " .
و ـ الاستعاذة بالله _سبحانه_ ، كما قال: " معاذ الله " .
ز ـ استحضار عظمة الله، كما قال: " لولا أن رأى برهان ربه " .
ح ـ تذكر أنه خيانة لأعراض الناس ، كما قال: " إنه ربي أحسن مثواي " على القول بأن المراد به السيد .
ط ـ تذكر عاقبة الفاحشة، وأنها تقديم لذة فانية زائلة تعقبها حسرة باقية ، وهذا هو الجهل ، كما قال: " وأكن من الجاهلين " .
ي ـ لا بد من الصبر على الحلول التي قد يكون فيها نوع تعب وتحتاج لصبر ومصابرة ، حتى لو كان السجن ، كما قال: " رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه " .
فهذه حلول واقعية عملية طبقها يوسف لحل مشكلة الافتتان بالنساء ، وعلاج لمن ابتلي بمثل ما ابتلي به .
21 ـ من عفته _عليه السلام_ أنه لم يتكلم بأمر امرأة العزيز ولم يفضحها بين أهل السجن والعبيد والناس لا قبل السجن ولا في أثنائه ولا بعده ، بل كان لا يذكر أمرها إلا إذا استدعى الأمر إلى ذكر ، كما هو الحال حينما أتهم فقال: " هي راودتني عن نفسي " ثم لم يذكر غير ذلك .
بل حتى لما رجع إليه الرسول من العزيز لما عبر الرؤيا لم يقل: " ما بال امرأتك تراودني "، بل عمم فقال: " ما شأن النسوة الآتي قطعن أيديهن " .
22 ـ من تمام عفته _عليه السلام_ أنه ورغم المحاولات الكثيرة من امراة العزيز والنسوة إلا أنه لم يخنع ولا مرة واحدة ولم يتنازل ولم يتهاون ، ولو بموعد عفيف مثلما يقال ، أو حتى نظرة بعين ، أو كلمة بلسان ، أو غير ذلك مما قد يهونه عدو الله إبليس .
23 ـ من عفته _عليه السلام_ أنه قطع الأسباب التي تقود وتؤول لفعل الفاحشة ، والتي تحرم من باب سد الذرائع ، فلم يفتح مع امرأة العزيز الحوار أو المناقشة أو حتى الدفاع بالكلام عن نفسه ، ولم يسألها لماذا قلبت عليه القضية يوم أن جاء زوجها ؟
بل حتى ولم يذكرها وينصحها ، لعلمه أن هذه وسائل تقود لما بعدها من المحرمات ، وإن لم تحرم لذاتها .
فهذه خمسون فائدة من عفة يوسف _عليه السلام_ في الآيات التي تكلمت عن هذا الجانب فقط ،
فصلى الله وسلم على يوسف _عليه السلام_ الذي رسم العفة بكاملها ، وأتت قصته لتكون رداً على أهل دعوة التحرير الذين يشجعون ما هرب منه يوسف _عليه السلام_ ، ويميعون ويهمشون ما عظمه يوسف _عليه السلام_ ، فيعيدون محاولات امرأة العزيز ، وكيد النسوة .
والله أعلم وأحكم وصلى وسلم على نبينا .