بورك لأمتي في بكورها
4 شعبان 1426

عن صخر بن وداعة _رضي الله عنه_ قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "اللهم بارك لأمتي في بكورها".
قال: وكان إذا بعث سرية أو جيشاً، بعثهم أول النهار، وكان صخر رجلاً تاجراً، وكان إذا بعث تجارة بعثها أول النهار، فأثرى وكثر ماله. رواه أبو داود والترمذي.
من مفسدات القلب، المانع من نزول البركة في الرزق، المورث خسارة منافع دنيوية وأجور أخروية، والذي يحرم الإنسان السرور أيامه ولياليه، ويكتب عليه الهم الدائم، والاكتئاب، ومرارة العيش، وضيق النفس، وقلق القلب، وفقدان الشعور بلذة الحياة وجمالها، والذي ينزع البركة من العمر.
والأيام والليالي تمر والحياة سقيمة، يعتورها الملل، تذهب البسمة، ويذهب الفرح، فلا تراه إلا وهو محتار، لا يهنأ بعيش، ولا يفرح بطيش، لا تزول همومه بسفر، ولا في حضر، قد لازمته ملازمة الشمس للنهار، والظلام لليل.
يسأل نفسه لماذا حياتي هكذا؟! وهل كل الناس مثلي؟!

النوم في أول النهار، وتضييع صلاة الفجر، وما بعده حتى وقت القيلولة هو سبب رئيس لكل ذلك.. أكثر الناس ينامون من قبل الفجر، ويمر عليهم الفجر وهم نائمون، ويمر أول النهار وهم نائمون، ويمر وقت الضحى وهم نائمون، إلى الظهيرة وقت القيلولة، حيث يبدأ يومهم ونهارهم، لينتهي في منتصف الليل وقرب الفجر، ليبدأ ليلهم بعد ذلك، ويستمر إلى وقت الظهر، وهكذا كل يوم..!!
لا يشعرون بقلوبهم، ونفوسهم، وأبدانهم كيف أنها تضمحل، وتهزل، وتضعف، ويصيبها الأمراض، الحسية والمعنوية ببطء، ولا يفيقون إلا بعد التبدل مرضاً، وضيقاً، وقلقاً.
إبطال سنة الليل وسنة النهار: مخالفة لسنة الله _تعالى_ في خلقه، فقد جعل الله _تعالى_ الليل لباساً، والنوم سباتاً، وجعله سكناً، وجعل النهار معاشاً وحركة، وهو الحكيم الخبير، يعلم ما الذي يصلح شأن عباده في الدنيا، فإذا صادم الإنسان سنة الله الكونية، وقلب الساعات قلباً، وخالف طريق السير، وصار بمواجهة السنن، فلا يلومن إلا نفسه.
يقول الله _تعالى_ ممتناً على عباده بنعمة الليل للسكن والنوم، ونعمة النهار للمعاش:
- "هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصراً إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون".
- "وجعلنا نومكم سباتاً * وجعلنا الليل لباساً * وجعلنا النهار معاشاً".

إن الذي ينام نهاره قد ضيع غنيمتين عظيمتين:
الغنمية الأولى: واجب الله عليه: صلاة الفجر في جماعة.
والغنيمة الثانية: بركة أول النهار، الوقت الذي تقسم فيه الأرزاق، فيحرم ذلك الرزق الإلهي في يومه؛ لنومه.
فمن ضيع حق الله الواجب عليه، فلا عجب أن يعيش في: قلق، وثبور، ونقصان، وكدر. لما يجده من عقاب الله عليه، لإهماله ما أوجب عليه.. أرأيتم إنساناً لا يقوم بوظيفته كما يجب، فيجد توبيخاً من صاحب العمل، وربما خصم شيئاً من أجرته: ألا يجد ألماً في نفسه من التوبيخ، وحرمان الأجرة؟
فكيف الذي يضيع حق الله _تعالى_؟!
وقد دعا _عليه الصلاة والسلام_ بالبركة، لمن اغتنم هذا الوقت، في أموره عامة، سواء كانت دنيوية أو أخروية: "بورك لأمتي في بكورها".
فمن ضيعه فقد حرم رزقا كان ينتظره من الله _تعالى_ لو أنه انطلق في نهاره مستيقظاً، متطلعاً لفضل الله _تعالى_ فإذا ضاع عليه ذلك الرزق الإلهي، فهذا من أسباب سخطه وضيق صدره.
وللشيطان سعي في حرمان الإنسان من القيام بواجبه، وتحصيل بركة اليوم، فيزين سهر الليل، بشتى الأعذار، وما أكثرها..!! حتى تمر الساعات الطويلة ولا ينام، فإذا اقترب وقت الفجر تركه لينام عن الصلاة وعن أول النهار، فلا يستيقظ إلا ظهراً، فيكون مع الشيطان دوماً، فإن النبي _صلى الله عليه وسلم_ حدث، فقال: " قيلوا، فإن الشياطين لا تقيل".
فأمر بالنوم وقت الظهيرة، وعلل ذلك بأن الشياطين لا تنام في ذلك الوقت، فإذا نام الإنسان ذلك الوقت خالفها، وسلم من وسواسها، لكن كيف للنائم نهاره أن ينام القيلولة؟ وكيف له مخالفتها؟ وكيف يسلم منها؟!

عن أنس بن مالك _رضي الله عنه_ قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "من صلى الصبح في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له أجر حجة وعمرة: تامة، تامة، تامة" رواه الترمذي.
إن قضاء الوقت بعد صلاة الفجر حتى طلوع الشمس في الذكر، إحدى الغنائم التي يحصلها ذلك المستيقظ:
- فإن له أجر حجة وعمرة تامتين.
- وفي بعض الآثار:كعتق أربعة رقاب من ولد إسماعيل.
- وفي بعضها يدخل الجنة، ويحرم على النار، ويغفر ذنبه، وإن كان مثل زبد البحر.
كل هذه الأجور وضعت، لتحمل على اغتنام هذا الوقت الفضيل، فهذه من رحمة الله _تعالى_؛ يدعو عباده إلى ما فيه حظهم وصلاحهم الدنيوي، بترتيب الأجور الأخروية على إجابتهم.

وقد جرت الإشادة بصلاة الفجرة في القرآن والسنة:
(1) أقسم الله بالفجر، فقال:" والفجر * وليال عشر" يعني صلاة الصبح، ورد عن ابن عباس عند ابن جرير.
(2) أمر بإقامتها، وذكر شهودها من الملائكة، فقال _تعالى_:" أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا "؛ أي تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار، فإن الملائكة تتعاقب على بني آدم، فملائكة تكون بالليل، ثم يحل محلها ملائكة بالنهار، وموعد التعاقب صلاة الفجر وصلاة العصر، ولأن القراءة في الفجر جهرية، فإن الملائكة تشهدها، وإحساس المصلي بها، تشهد مع الصلاة، تحفظه _بإذن الله_، وتثبته، وتدعو له بالرحمة: يزيد في الإيمان، قال _عليه الصلاة والسلام_:
- "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم الله - وهو أعلم بهم - كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون" متفق عليه.
ولأجله كان النبي _عليه الصلاة والسلام_ يطليها أكثر مما يطيل غيرها، فيدخل الصلاة والظلام باق، ولا ينصرف منها، إلا والنور قد ظهر، يصلى ويقرأ قدر مئة آية.
(3) قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "من صلى الفجر في جماعة فكأنما قام ليلة". رواه الترمذي
(4) نافلة الفجر خير من الدنيا وما عليها، قال _عليه الصلاة والسلام_: " لا تتركوها ولو طردتكم الخيل ". وقد كان النبي _صلى الله عليه وسلم_ يتعاهدها، ولايتركها، في السفر كان لا يصلي السنن الرواتب إلا سنة الفجر، فلم يكن يتركها أبداً، فإذا كانت ركعتا الفجر، وهي سنة، خير من الدنيا، ورسول الله يتعاهدها، كما يتعاهد الرجل بيته وأهله وأشد، فكيف بالفريضة ذاتها؟ فلا شك أن الفريضة أعظم أجراً وثواباً من السنة.
(5) جاء في بعض الآثار، كما في كتاب (حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح) للحافظ ابن القيم الجوزية:
- أن أوقات أهل الجنة: كوقت الإسفار، وهو الوقت من انتشار النور، حتى قبيل طلوع الشمس.
فهذا الوقت يذكر بالبقاء والدوام في الجنة، وهذا يوجب علينا أن نشهده دائماً، فلو قيل:
- إن في المكان الفلاني ثمراً من ثمار الجنة، أو بيتاً من بيوت الجنة.
فنحن نتسابق للنظر إليه، فالآن قد فهمنا أن وقت الفجر، هو أشبه الأوقات بأوقات الجنة، التي ليس فيها شمس ولا زمهرير، فشهوده يسلي المؤمن، ويذهب عنه الحزن، ويرجيه في دخول الجنة.

إن صلاة الفجر أول اليوم وبدايته، والبدايات لها أثر كبير على النهايات، فكلما كانت البداية موفقة، كانت النهاية مسددة، وكلما كانت البداية متعثرة، كانت النهاية فاشلة.
فالذي يحافظ على صلاة أول النهار كاملة، من سنتها إلى فريضتها، فإنه يبدأ يومه بداية موفقة، ثم بعد ينطلق في حاجاته الدنيوية والأخروية، فيصادف من التوفيق ما لا يجد مثله، ولا جزءاً منه، من نام وفاته صلاة الفجر، فإنه يقوم خبيث النفس كسلان، محروماً من النجاح في يومه ذاك.
ثم صلاة العصر، وهي صلاة مقابلة لصلاة الفجر، هذه أول النهار وتلك آخرها، ففيها تجديد العهد بالإيمان والقرب من الله _تعالى_، وتوديع اليوم الذي لم يبق منه إلا ساعات، فمن ختم يومه بطاعة كما بدأه بطاعة، فهو في ظل التوفيق والإعانة، فإنه يرزق خير الليل، ولا يحرم بركته، فيكون من فرسانه وقوامه، من الساجدين الراكعين، فمن عمل صالحا في نهاره كوفئ في ليله، ومن عمل صالحا في ليله كوفئ في نهاره.
والكلام على العصر، يجر الكلام على فضيلة هذه الوقتين مجتمعين مقترنين:

الغدو.. والآصال.
إن في اليوم وقتان غنيمتان، أمر الله _تعالى_ المؤمنين بذكره فيهما، كما أمر نبيه _صلى الله عليه وسلم_، فقال:
- " يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا * وسبحوه بكرة وأصيلا * هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما ".
- "واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولاتكن من الغافلين".
وقد رتب الأجور العظيمة على القيام بهما، فمن ذلك:
(1) من حافظ عليهما في المسجد: دخل الجنة وحرم على النار. قال _عليه الصلاة والسلام_:
- " من صلى البردين دخل الجنة" متفق عليه. والبردان: الصبح والعصر.
- وقال: "لن يلج النار أحد صلى قبل الشمس وقبل غروبها"؛ يعني صلاة الفجر والعصر. رواه مسلم.
والعلة كما حكى العلماء في دليل الفالحين شرح رياض الصالحين:
- أن صلاة الفجر في وقت النوم، وصلاة العصر في وقت العمل، فمن ترك نومه لله _تعالى_، ولم يلهه عمله عن ذكر الله _تعالى_، فهو حري بأن يدخل الجنة، ويحرم على النار.
(2) رزق أهل الجنة في الجنة، في هذين والوقتين، قال الله _تعالى_:
- " جنت عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتيا * لا يسمعون فيها لغواً إلا سلاماً ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا".
فقد جعل الله _تعالى_ رزق المؤمنين في الجنة، في البكرة وهو الصباح، وفي العشي وهو العصر، جزاء لهم لما ثابروا على ذكره في البكرة والعشي، أعطاهم ثوابهم في الوقت الذي ذكروه فيه، قال _تعالى_:
- " في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال * رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ليجزيهم الله أحسن ما عموا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب ".
والغدو هو: البكرة. وهو الصباح، والآصال هو: العشي. وهو العصر.
(3) من أعجب الأجور وأحلاها على قلب المؤمن، المحرضة على صلاة الفجر والعصر، ذلك الحديث الذي يبشر من حافظ على هاتين الصلاتين في وقتها، بأنه يرى ربه يوم القيامة، وهذه من أعظم البشارات، ولو لم يكن من فضل المحافظة على صلاتي الفجر والعصر في أوقاتهما إلا رؤية الله _تعالى_ لكفى، وقد كان _عليه الصلاة والسلام_ يدعو الله _تعالى_ أن يرزقه النظر إلى وجهه الكريم، وهو أعلى نعيم على أهل الجنة، وأقسى عذاب أهل النار حجابهم عن رؤية الله _تعالى_:
- قال جرير بن عبدالله البجلي _رضي الله عنه_: كنا عند النبي _صلى الله عليه وسلم_، فنظر إلى القمر ليلة البدر، فقال: " إنكم سترون ربكم، كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس، وقبل غروبها، فافعلوا". متفق عليه

وقد ورد في خصوص صلاة العصر من الفضل، أنها ذكرت في القرآن بالأمر بالحفاظ عليها، فقال _تعالى_:
- "حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين".
والصلاة الوسطى هي صلاة العصر، ورد عن علي وابن عباس وغيره، فقد أمر الله بالحفاظ عليها خاصة.
والشارع حذر من التهاون في صلاة العصر، فقال النبي _صلى الله عليه وسلم_:
- "من فاتته صلاة العصر فقد حبط عمله" رواه البخاري.
فهذا تهديد شديد، اختلف العلماء في تفسيره، وأهون أقوالهم أنه من باب التغليط ، وأشدها أن تارك الصلاة عمداً يكفر، كما ورد عن الإمام أحمد( دليل الفالحين صـ237). وقوله _عليه الصلاة والسلام_:
- "من فاتته صلاة العصر، فكأنما وتر أهله وماله "؛ أي: فقدهم، ففقده لصلاة العصر أشد من فقده لأهله وماله.

هذا الوقتان زاد المؤمن، يتزود فيهما ليومه وليله من القوت الإيماني، لينطلق في سرور وفرح، وفيهما معنى خاصاً:
- فالصبح أول اليوم، وهو يذكر بالبداية: بداية الإنسان، وبداية الدنيا، وبداية كل شيء، فيبدأ المؤمن بذكر الله في ذلك الوقت، يسأله الإعانة، ويستعيذ به من الخذلان والشيطان، وهو وقت هواؤه طيب، وفيه السكون والهدوء، الذي يطلب في الأسفار والرحلات، فإذا اجتمع الهدوء والسكون، مع طيب الهواء، ووافق فيه ذكر الله، وسؤاله، فإن القلب يكون أكثر حضوراً واستشعاراً وخشوعاً، ومن ثم ينتفع بذلك الذكر انتفاعاً عظيماً.
- والعصر آخر اليوم، وهو يذكر بالنهاية: نهاية الإنسان، ونهاية الدنيا، ونهاية كل شيء. كان النبي _صلى الله عليه وسلم_ جالساً بين أصحابه بعد صلاة العصر، والشمس آخذة في الغروب بين الجبال، فقال:
- " ما بقي من عمر الدنيا إلا كما بقي من عمر هذا اليوم".
وهكذا يتذكر المؤمن، وهو يذكر الله _تعالى_، في ساعة العصر: أن كل شيء فان، ولا يبقى إلا وجه الرب _جل شأنه_، فحينذاك يخشع، ويزول من قلبه وساوس الدنيا، ويعلم أن الفناء وتلك النهاية ستحلقه، فإذا وقر في قلبه الموت وزوال الدنيا وصادفه ذكر الله _تعالى_، فإنه سيجد إيماناً عظيماً يدفعه إلى العمل وترك الكسل والعصيان.

والأذكار التي تقال هذين الوقتين، تسمى في أقوال العلماء بأذكار الصباح والمساء، فمنها:
- التسبيح مئة مرة. (بكرة وأصيلا)
- ومنها التهليل مئة مرة. (بكرة)
- التهليل عشرة. (بكرة وأصيلا)
- والصلاة على رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ عشر مرات. (بكرة وأصيلا).
- وقراءة المعوذات ثلاثة مرات (بكرة وأصيلا).
- وقول: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع. ثلاث مرات (بكرة وأصيلا).
- وقول: رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً. ثلاث مرات. (بكرة وأصيلا) .
- وقول: سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته. ثلاث مرات. (بكرة وأصيلا)
- وسيد الاستغفار: اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وعلى عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. (بكرة وأصيلا).

الحقيقة أن هاتين الصلاة فيهما من الأسرار والمعاني ما تملؤ قلوبنا إيماناً ويقيناً، وتبث في الأرواح العزيمة لاغتنامها:
- فكل مسلم محتاج إلى ما فيها ليسعد.
- وكل داعية إلى الله _تعالى_ فقير إلى ما فيها ليثبت.
فمن لم يكن من المحافظين على الصلاتين، فكيف يكون مصلحاً للناس داعياً لهم، بل الواجب في كل من حمل هم الإصلاح ودعوة الناس: أن يكون أسبق الناس إلى هاتين الصلاتين خصوصاً. لا يلهيه عن ذلك شيء.