6 صفر 1439

السؤال

هل يجوز الدعاء في السجود بأمور الدنيا ؟

أجاب عنها:
عبدالعزيز بن عبد الله آل الشيخ

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فالسنة أن يبدأ المصلي في سجوده بالأذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فيبدأ بقول : سبحان ربي الأعلى ، يقولها عشر مرات هذا هو الكمال ، قال العلماء وأدنى الكمال في ذلك تكرارها ثلاث مرات ، والمجزئ منها مرة واحدة .

ودليل هذا ما جاء عند الخمسة إلا الترمذي، عن حذيفة رضي الله عنه في حديث صلاته مع النبي صلى الله عليه وسلم بالليل قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فكان يقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم ، وفي سجوده : سبحان ربي الأعلى . . . الحديث.

وفي حديث عقبة بن عامر قال: (لما نزلت: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى) قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: اجعلوها في سجودكم. ودليل كون الكمال عشرا ما رواه أحمد ، وأبو داود، والنسائي عن سعيد بن جبير عن أنس قال: ما صليت وراء أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الفتى- يعني عمر بن عبد العزيز - قال: فحزرنا في ركوعه عشر تسبيحات ، وفي سجوده عشر تسبيحات. ثم إذا زاد العبد بعد ذلك دعاء مأثورا أو ذكرا يشرع في السجود فحسن ومن ذلك قول: سبوح قدوس رب الملائكة والروح ، ومثل قول: سبحانك اللهم وبحمدك، اللهم اغفر لي. ومثل أن يقول العبد : اللهم اغفر لي ذنبي كله ، دقه وجله وأوله وآخره وسره وعلانيته .

ولا بأس أن يدعو العبد ربه بما شاء من حوائجه فإن الطلب من الله والتذلل له مقتضى الألوهية والتعبد لله عز وجل ، وإجابة الداعي من مقتضى ربوبية الله سبحانه لجميع خلقه ، ومتى استشعر العبد ذلك عظم في قلبه نور التوحيد والإيمان وفزع إلى ربه في كل ما يهمه من أمور دينه ودنياه ومن كانت هذه حاله فليبشر وليؤمل خيرا .

والسجود موضع من المواضع التي يرجى فيها الإجابة فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم .

والله أعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.