16 شوال 1433

السؤال

هل يجوز للمسلم أن يعلق آية الكرسي أو غيرها من الآيات أو الأدعية على رقبته أو في بيته أو سيارته أو مكتبه تبركًا بها واعتقادًا بأنها سبب في طرد الشياطين ؟

أجاب عنها:
د. صالح بن فوزان الفوزان

الجواب

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. وبعد.
فلا يجوز للمسلم أن يعلق آية الكرسي أو غيرها من آيات القرآن أو الأدعية الشرعية على رقبته لدفع شر الشياطين أو للاستشفاء بها من المرض، هذا هو الصحيح من قولي العلماء؛ لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نهى عن تعليق التمائم وهذا منه .
قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتاب " التوحيد " :
التمائم : شيء يعلق على الأولاد يتقون به العين . عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : ( إن الرقى والتمائم والتولة شرك ) . رواه أحمد وأبو داود وصححه الحاكم ووافقه الذهبي [ رواه الإمام أحمد في " مسنده " ( 1/381 ) ، ورواه أبو داود في " سننه " ( 4/9 ) ، ورواه ابن ماجه في " سننه " ( 2/1166، 1167 ) ، ورواه الحاكم في " مستدركه " ( 4/217 ) ، ورواه البيهقي في " السنن الكبرى " ( 9/350 ) ، ورواه البغوي في " شرح السنة " ( 12/156، 157 ) ، كلهم من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ] . فتعليق الآيات على الرقبة أو غيرها من البدن لا يجوز على الصحيح من قولي العلماء لعموم النهي عن تعليق التمائم وهذا منه، ولأجل سد الذريعة التي تفضي إلى تعليق ما ليس من القرآن تعريضًا لامتهانه وعدم احترامه .
وأما تعليق الآيات على غير جسم الإنسان من سيارة أو جدار بيت أو مكتب للتبرك وطرد الشياطين فهذا لا أعلم من قال بجوازه؛ لأنه من اتخاذ التمائم المنهي عنه، وفيه امتهان للقرآن . ولم يكن من عمل السلف، فما كانوا يعلقون الآيات على الجدران تبركًا بها ودفعًا للضرر بتعليقها . وإنما كانوا يحفظون القرآن في صدورهم، ويكتبونه في مصاحفهم، ويعملون به، ويتعلمون أحكامه، ويتدبرون معانيه كما أمر الله بذلك.
والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.