18 ذو الحجه 1437

السؤال

ما حكم الاستهزاء بالدين وثوابته أو سب الله أو رسوله صلى الله عليه وسلم أو انتقاصهما؟ وما واجب العلماء تجاه ذلك؟

أجاب عنها:
عبدالعزيز بن عبد الله آل الشيخ

الجواب

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فالاستهزاء والسخرية بالدين أو بشيء مما ثبت في الكتاب أو السنة أو جحد ما علم من الدين بالضرورة أو الاستهزاء بالله أو بالرسول صلى الله عليه وسلم كل ذلك كفر أكبر، وردة عن الإسلام سواء كان جاداً، أو مازحاً، أو هازلاً، قال الله تعالى: {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [التوبة: 65-66]، وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ} [المطففين:29-30].
وهذا المسلك إذا انجرف فيه سالكه فإنه يجره إلى الإرهاب، والخروج على ولاة الأمر والبعد عن الله ورسوله، وواجب العلماء تجاه من وقع في ذلك أن يحذر منه، ويبين خطورة مسلكه، ويحذر من مجالسته لئلا يفتتن بطريقته ويؤثر على غيره، وعلى العلماء مناصحته بالرفق واللين، وبيان الحكم الشرعي لمسلكه مدعوماً بالدليل، فإذا لم يرجع فإن عليه أن يبلغ الجهات الرسمية بعد توثيق أعماله وأقواله بالشهود والحجة الواضحة حتى ينفذ فيه حكم الله من قبل المحكمة العامة.
والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.