25 ربيع الأول 1438

السؤال

ما حكم أكل الجبان المستوردة وما حكم الإنفحة الحيوانية الموجودة في الأجبان وغيرها؟

أجاب عنها:
د.عبد الله السلمي

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. وبعد:
فالإنفحة هي جزء من معدة صغار العجول والجداء ونحوهما، ومادة خاصة تستخرج من الجزء الباطني من معدة الرضيع من العجول أو الجداء أو نحوهما بها خميرة تجبن اللبن، كما في المعجم الوسيط ( 2/938 ) وأهميتها في صناعة الجبن هو أن الإنفحة إذا وضع قليل منها في اللبن فإنه ينعقد ويتكاثف ويتجمع ويصير جبناً .
أما حكمها ففيه تفصيل:
الحالة الأولى: إذا كان الجبن قد صنعت بإنفحة خنزير أو ميتة بأن تكون ذكاة غير شرعية، فهذا يحرم أكل الجبن الذي فيه، وهذا مذهب جماهير أهل العلم من المالكية والشافعية والحنابلة لقوله -تعالى-:" حرمت عليكم الميتة "[المائدة:3] فالله تعالى حرم الميتة، وهو عام يشمل كل ما في الميتة من أجزاء، ولا يخرج منه شيء إلا بدليل، ولا دليل.
ويدخل في ذلك إنفحة الحيوان الذي ذكاته من المجوس وأهل الأوثان أو ما كان فيه مادة خنزيرية .
الحالة الثانية: إذا كان الجبن قد صنعت بإنفحة حيوان مذكى ذكاة شرعية من مسلم وكتابي فهذا حلال، إذ إن طعام أهل الكتاب حلّ لنا ما لم نتيقن أنهم ذبحوه بغير الطريقة الشرعية ، وهذا هو مذهب الجمهور -رحمهم الله- .
قال النووي: أجمعت الأمة على جواز أكل الجبن ما لم يخالطه نجاسة بأن يوضع فيه إنفحة ذبحها من لا تحل ذكاته، فهذا الذي ذكرناه من دلالة الإجماع هو المعتمد في إباحته " أ .هـ .
وروى البيهقي في السنن الكبرى (10/7) عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنه سئل عن الجبن والسمن، فقال: "سم الله وكل"، فقيل إن فيه ميتة فقال:" إن علمت أن فيه ميتة فلا تأكله "
والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.