15 شعبان 1435

السؤال

س: ما حكم حب اللاعب الكافر لأجل إتقانه للعب، لا لأجل دينه؟ وما حكم لبس البدل الرياضية التي عليها أسماء أو شعارات لأندية أجنبية خالية من الصلبان، أو ما يرمز لديانات الكفار؟

أجاب عنها:
عبد الرحمن البراك

الجواب

الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده، أما بعد؛
فمن المعلوم أن محبة اللاعب الكافر لدينه كفرٌ، أما محبته لإتقانه اللعب، أي لعب الكرة أو غيرها من الألعاب، فهذا قبيح ومذموم؛ لأنه ناشئ من تعظيم هذا النوع من اللعب، والتعلق به، كالمولع بلعبة كرة القدم، ومعلوم أن تعظيم الأشياء تابع لتصور العقل للأشياء، فالعقل الصحيح يدرك الأشياء على ما هي عليه عظيمةً أو حقيرةً، ولا سيما العقل المستنير بهدى الله، فينزل كل شيء منها منزلته، وأما العقل الفاسد فهو على ضد ذلك، فهو يعظم الحقير، ويتعلق به، بل يغلو فيه؛ لأنه يراه عظيما، شخصا كان أو عملا، وإذا كان من المعلوم لدى أهل العقول أن اللعب ضدُّ الجد، فهو باطل لا يحتفي به إلا الناقصون، ولذا كان من شأن الصبيان والصغار، ولهذا لم يذكر اللعب في القرآن إلا في سياق الذم: (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ)، (إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ)، وجعل تعالى اللعب من شأن الكافرين والمنافقين، قال تعالى: (أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ)، وقال تعالى عن المنافقين: (إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلُعَبُ)، ومن القبيح في العقل والدين الإغراقُ في اللعب الباطل وتعظيمُ اللعب واللاعبين.
وينبغي أن يعلم أن محبة الكافر لمهارته في اللعب يتضمن أمرين كلاهما منكرٌ؛
الأول: الإغراق في محبة اللعب الحبَّ الذي يفضي إلى قدر من العبودية لغير الله، كما في الحديث: (تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم).
الثاني: ضعف البراء من الكافر أو غيابُه، والغالب أنه يغلو فيه، كما يظهر ذلك من منافحته عنه، ومعاملته له قولا وفعلا حفاوة وتكريما، عند لقائه، أو فوزه باللعب.
فهنالك يختفي كل أثر للبراء والبغض في الله، فهذا الحب وذلك البغض لا يجتمعان، بل لو صح البغض في الله لاضمحل ما يتميز به هذا الكافر من مهارة في لعبه، بل نقول: لو صح الإعجاب بهذا اللاعب الكافر لكان الكفار أصحاب المبتكرات النافعة للبشرية أحقَّ منه بالإعجاب، فمن المعلوم أن اللعب كله باطلٌ لا يعود منه نفع عام ولا خاص إلا على اللاعب نفسه لما يكسبه من مال أو شهرة، وغيره خاسرون، فعلم مما تقدم أنه لا يجوز الإعجاب باللاعب الكافر ومحبته لمهارته في اللعب.
وكذلك لا يجوز لبس الملابس الرياضية التي عليها أسماءٌ وشعارات لأندية البلدان الكافرة، ولو كانت خالية من الصلبان وغيرها من شعاراتهم الدينية؛ لأن لبس هذه الملابس يتضمن قدرا من الولاء والإعجاب بأصحاب تلك الأندية، والواجب على المسلم أن يرتفع بما أكرمه الله به من الإسلام عن التعلق بالتافه والإعجاب بالكافرين، وعليه أن يحمد الله على نعمه، ويقول: الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.