23 شوال 1435

السؤال

رجل عنده مصحف مخطوط منذ ثلاثة قرون، وقد دفع إليه فيه مبلغ كبير، فهل له بيعه؟.

أجاب عنها:
عبد الرحمن البراك

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فالظاهر أن هؤلاء الذين يشترون هذه المصاحف القديمة والمخطوطة لا يشترونها إلا لأنها بمنزلة التحف التي تزين بها المجالس، ويباهون بها، وفي ذلك امتهان للمصحف، ثم إن القرآن لم ينزل لهذا، بل أنزل للتدبر والعمل به، ولذا فعندي أن يبيع المصحف لهذا الغرض حرام، وإذا كان بعض الفقهاء يرون حرمة بيع المصحف بإطلاق- أي حتى بيعه من أجل القراءة فيه- فكيف يقال بمن باعه أو ابتاعه على أنه تحفة، فلا شك أن تحريمه هنا من باب أولى.
والذي أرى لهؤلاء إذا استغنوا عن هذه المصاحف القديمة أن يحرقوها ويدفنوها صيانة لها. نعم لو كان المصحف قديمًا قدمًا ظاهرًا، بحيث يكون وثيقة يستفاد منه في علوم القرآن؛ كالوقف والابتداء ونحو ذلك فلا بأس ببيعه، لكن يباع إلى جهة موثوقة تعنى بشؤون المصاحف، كمجمع الملك فهد لطباعة المصحف بالمدينة، والله أعلم.
وصلى الله عليى نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.