السؤال
ما حكم صياغة القصص على ألسنة الحيوانات والطيور؛ كالقصص التي يدرسها الأطفال؟
الجواب
الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن صياغة القِصص على ألسنة الحيوان والطير هي من قبيل القِصص الخيالية التخييلية، فهي تخيُّلٌ من الكاتب والقاص، وتخييلٌ للقارئ والسامع، وهي كذبٌ، لكنه ظاهرٌ لكل عاقل، فلا يلتبس عليه أنه لا حقيقة له ولا واقع، فهو يعلم أنه محضُ حكايةٍ على ألسن ما أضيف إليه من طير وحيوان.
لكن هذا النوع من القِصص يلتبس على الصغار، فيظنون ما يُحكى لهم حقيقة في الواقع، وليس كذلك، ولا سيما إذا كانت القصة مصورة، فيبقى في خيالهم ما شاهدوه وما سمعوه، ويتبع ذلك تأثُّرُهم اعتقادًا وسلوكًا، حسب الأهداف التي صيغت القصة من أجلها.
وهذه مفسدة عظيمة، استثمرها المفسدون لا سيما في القنوات الفضائية لصياغة عقول الناشئة، كما هو ظاهرٌ في قنوات الأطفال، وفي هذا القِصص من المفاسد ما في جنس القصة الخيالية والأساطير الشعبية التي تقدم التنبيه إليها من إضاعة الوقت وحشو الأذهان بما لا يفيد الإنسان.
وإذا صحت الأهداف وسلمت أفكار القصة ومضامينها كان لها جانبان: حسنٌ، وآخر غيرُ حسن، وتختلط المصلحة بالمفسدة، وحينئذ فطريق الحكم هو الموازنة، فينشأ الخلاف ويثور الجدل في ترجيح أي الوجهين، وللرأي والهوى تأثير في مثل هذا المقام، والمصالحُ التي يمكن تحصيلها من غير هذا الطريق المشتبه (طريق القصة الخيالية) = لا يليق طلبها من هذا الطريق، بل تطلب من طرقها الآمنة، والفصل في هذا قوله تعالى: ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ [النساء : 59]. والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم