10 صفر 1436

السؤال

لدي سؤال يدور حول قوله تعالى (وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ) حيث قال أحد العلماء : "جمَعَ لفظ الظلمات ووحّد لفظ النور لكونه أشرف"
هل ارتباط الإفراد بالتشريف له أصل في العربية أو له نظائر في كلام العرب ؟
وهل يمكن الاستدلال لهذا القول ببيت المتنبي مثًلا .. لما قال مادحًا سيف الدولة في عيد الأضحى :
فذا اليوم في الأيام مثلك في الورى كما كنت فيهم أوحدًا كان أوحدا

أجاب عنها:
عبد الرحمن البراك

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
فإن المعنى الذي ذكره المفسرون في حكمة جمع الظلمات وإفراد النور راجعٌ إلى أن الظلمات طرائق الباطل، وهي كثيرة، والنور طريق الحق، وهو واحد، كما قال تعالى: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ).
قالوا: وأما المراد بقوله تعالى: (سُبُلَ السَّلامِ) فالمراد بها شرائع الإسلام، وأما ما ذكرتَه من قول بعضهم أن إفراد النور لشرفه، فمجرد الإفراد لا يفيد الشرف في اللغة العربية، وأما الذي يفيد الشرف فهو الوصف بالوحدة، كما يقال: وحيد عصره، وفلان أوحد أهل زمانه، والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.