السؤال
جرى بعض الخطباء والكتاب أنهم إذا دعوا على ظالم أن يقولوا: اللهم إن كان في سابق علمك أنه لا يهتدي فأهلكه، أو نحو ذلك من الدعاء، فهل هذا الاشتراط صحيح؟ وهل لهم سلف في ذلك من السلف؟ نفع الله بعلمكم.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
فهذه الطريقة في الدعاء على الظالم والفاجر مَن اتخذها حمله على ذلك التحرجُ من الدعاء بالجزم على الظالم بالهلاك، وهذا خلاف سنة النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه على بعض الكفرة. فقد ثبت أنه عليه الصلاة والسلام دعا على أعيان من المشركين، وسمَّاهم، فقال: (اللهم العن فلانا وفلانا)، والله يعلم أنهم سيؤمنون، والرسول لا يعلم ذلك، فلم يشترط في دعائه عليهم، فلم يقل: إن كنت تعلم أنهم لا يهتدون، فأنزل الله على نبيه قوله: (لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ)، فمن دلَّ الشرع أنه يستحق الدعاء عليه باللعن أو الهلاك بحسب ما يظهر من حاله، فإنه يدعى عليه ولا يحتاج إلى تقييد ذلك بعلم الله أنه لا يهتدي، فهذه الطريقة في الدعاء حادثة، وهي اجتهادٌ واستحسانٌ ممن اتخذها، فلا نرى الدعاء بها، والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أملاه عبد الرحمن بن ناصر البراك