السؤال
ما الراجح في معنى الأزواج في قوله تعالى: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ} [الزخرف: 70]
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فقوله تعالى: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ} اختلف المفسرون في المراد بالأزواج في الآية، فقيل:
1ـ أزواجُ المؤمنين مِن الحور العين.
ويُشْكل على هذا أنَّه لا يناسبُهُ الأمرُ بالدُّخول، فإنَّ الحورَ مقيماتٌ في الجنَّة، ينتظرون أزواجَهُنَّ مِنَ المؤمنين.
2ـ وقيل: المراد {أَزْوَاجُكُمْ}: نُظَراؤُكم في الإيمان والعمل الصالح.
ويُشْكل على هذا أنَّ الخِطاب في قوله: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ} لجميع المؤمنين، فلا يناسِبُهُ عطفُ الأزواج بمعنى النُّظَراء؛ لأنه يَصِيرُ مِنْ عطف الشيء على نفسه.
3ـ وقيل: {أَزْوَاجُكُمْ}: قُرناؤُكم مِنْ زوجاتٍ وأولادٍ وأصحاب. وهذا أقرب من الذي قبله.
4.وقيل: {أَزْوَاجُكُمْ}؛ أي: زوجاتُكم مِنَ المؤمنات.
وهذا داخلٌ في الذي قبله، وهو أخَصّ، وهو أظهر من حيث العادة في مثل هذا التركيب، فمِنَ المعتاد توجيهُ الخطاب إلى الرِّجال وعطفُ زوجاتِهم عليهم، فتكون كقوله تعالى: {وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ } [البقرة: 35].
وعلى هذا فتكون (الأزواج) هنا نظير (الأزواج) في قوله تعالى: {رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [غافر: 8]، وقوله تعالى: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد: 23، 24]. والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.