السؤال
هل يجوز للفتاة وضع مكياج خفيف، وأيضا عند النظرة الشرعية؟
الجواب
الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على محمد، أما بعد:
فالذي ينبغي للمخطوبة أن تخرج للخاطب بشكلها الطبيعي العادي، وبثيابها العادية، لا تَفِلة (أي رثَّة) ولا متزينة، حتى يراها الخاطب على حقيقتها، وخير الأمور أوساطها، ومعلوم أن المكياج يضيف حُسنا غير طبيعي، بل لعل ذلك من نوع التدليس الذي ذكره الفقهاء في بيع الجواري، وهو تسويد شعر الجارية أو تجعيده.
وبهذه المناسبة أنبه إلى أنه ينبغي أن يُرتب للخاطب أن يَرى مخطوبته وهي لا تدري، فيراها على حقيقتها وطبيعتها، وفي ذلك من المصلحة أيضا ألا تنكسر نفسُها لو تراجع الخاطب عن خطبتها، ولا سيما إذا تكرر هذا الموقف معها مِن عدد من الخطاب، فإن ذلك يحطم الفتاة نفسيًّا، ولم يكن من عادة المسلمين في ماضيهم أن يدخلوا الفتاة على خاطبها في موعد متفق عليه؛ فإن ذلك يجعل لها شبها بالجارية المعروضة للبيع، وهي حرة كريمة عند نفسها وعلى أهلها، ومن الشواهد على ذلك قول جابر رضي الله عنه : خطبت امرأة، فكنت أتخبأ لها حتى رأيت منها ما دعاني إلى نكاحها، فتزوجتها، أخرجه الإمام أحمد أبو داود، قال الحافظ ابن حجر: رجاله ثقات، وصححه الحاكم. والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.