السؤال
شاعر قال في قصيدته مادحا الله بقوله:
باسم الإله الواحد الفرد الصمد
إلهٍ .. لم يولد .. وجبار وحليم
الكَفُوْ لا لا شريك له ..ولم يلد
رب السموات السَبِع رب عظيم
السؤال: هل في إطلاق الكفو على الله شيء؟
الجواب
الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده، أما بعد:
فالكُفْوُ أو الكُفْؤُ في اللغة العربية هو الـمِثْل والنظير، والله تعالى لا مثل له، وقد نزه الله نفسه عن الـمِثْل والسَّمِي والكفؤ، فقال تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)، وقال: (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا)، وقال: (وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ)، والكلمة المسؤول عنها (الكَفُوْ) ليست بمعنى الـمِثل، بل هي لغة عامية، ترد في كلام العامة في المدح والذم، بدون أل فيقولون لمن فعل فعلا لا يحمد عليه، أو فُعِل به ما يسوءه: كَفْوُك، أي هذا ما يليق بك ويناسبك، ويقولون لمن فعل ما يحمد عليه تشجيعا له: (كَفُوْ) بدون أل، فهي قريبة من قولهم: (وْنِعِم)، ولعل هذا ما يريده الشاعر العامي صاحب البيتين المذكورين، ولعله ظنَّ أن هذا معناه في الآية: (وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ)، وليس كما ظنه، فالمعنى العامي يرد في سياق الإثبات، ويرد في سياق النفي؛ كقولهم: (ما هو بكفو)، أي ليس أهلا لكذا..
والمعنى العربي لا يرد في حق الله إلا في سياق النفي، ولوقوع هذا الاشتباه أرى ترك استعمالها في حق الله، أسأل الله الهدى والسداد. والله أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.