السؤال
هنا إشكال في القول بعدم صلاة الفذ خلف الصف، وذلك فيما إذا جاء اثنان، فإن كبَّر أحدهما قبل الآخر، كان فذا، وإن كبرا جميعا فيظهر لي أن كل واحد منهما ابتدأ فذًّا، لأنه ليس بمسبوق من هو قبله في الصف؛ فإن رفيقه لم يكبر بعدُ، أرجو حل الإشكال، جزاكم الله خيرا، لأني مقلد لمن يقول بعدم صحة صلاة الفذ خلف الصف.
الجواب
الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده، أما بعد:
فإن المعتبر في الفذِّيَّة هو الرفع من الركوع، فمن ركع ورفع وهو فذٌّ لم تصح صلاته عند القائلين بذلك، أما من كبَّر فذًّا ثم انضم إليه آخر قبل أن يرفع الإمام من الركوع، فلا يضر انفراده فيما قبل ذلك؛ لأنه من المعلوم أنه يقع في صلاة الناس كثيرا من يكبر قبل تكبير الآخرين، بل قد يقرأ قبل قراءة الآخرين، ولا يؤمر الناس أن يكبروا جميعا، وهذا غير ممكنٍ التكليفُ به؛ لأنه حرج، وبهذا فلا إشكال، ومنشأ الإشكال عندك اعتقادك أن الانفراد خلف الصف ممنوع من أول الصلاة، وليس الأمر كما ظننت. والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.