8 شعبان 1436

السؤال

ما الفرق بين الإكمال والإتمام في قوله تعالى: (أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي)اليوم أكملت لكم دينكم)، وهل هما مترادفان؟

أجاب عنها:
عبد الرحمن البراك

الجواب

الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده؛ أما بعد:
فإن الكمال والتمام متقاربان في المعنى، ويتبع معناهما:
الإكمال والإتمام، ومما يبين الفرق بين الإكمال والإتمام في الآية معرفةُ المراد بالدين والنعمة، فالمراد بالدين دين الإسلام الشامل لشرائعه، التي لم تزل تنزل شيئا فشيئا، منذ بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم إلى نزول هذه الآية، والمراد بالنعمة توفيق الله لعباده بقبول هذا الدين، والاستقامة عليه، فالإكمال للدين بإنزال شرائعه في آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وإتمامُ النعمة على المؤمنين بإكمال الدين لهم، والتوفيق للعمل بشرائعه؛ فالإكمال أخص بالأشياء التي ينبني بعضها على بعض، والإتمام أخص ببلوغ الشيء غايته ولو كان واحدا، وعلى هذا يمكن أن يقال: إن الإكمال والإتمام يتحد معناهما إذا انفردا، ويختلف معناهما إذا اقترنا، كما في نظائرهما، من البر والتقوى والفقير والمسكين، ونحو ذلك. هذا ما ظهر لي، والله أعلم.
وصلى اللهم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.