7 ذو القعدة 1437

السؤال

شيخنا الفاضل؛ أنا أطلب العلم، وأعلم حرمة الإقامة بين ظهراني الكفار، وكلام أهل العلم في شروطها وقيودها وما إلى ذلك، سؤالي: تقدم لي مبتعث يدرس الصيدلة، أآخذ نفسي بالعزيمة وأرفض خشية الفتن والدخول في النهي النبوي؟ أفتونا مأجورين.

أجاب عنها:
عبد الرحمن البراك

الجواب

الحمد لله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، أما بعد: أما بعد فتعلمين ـ أيتها الأخت الفاضلة ـ ما أفتى به أهل العلم من تحريم الابتعاث إلى ديار الكفار، وتحريم السفر إليها من غير ضرورة؛ لما أشرت إليه من المفاسد العظيمة من العيش بين الكفار والكافرات، وإلف عوائد الكفار ومظاهر الكفار وشعائر الكفار، وإنه ـ أعني الابتعاث ـ باب فتح على المسلمين جرَّهم إلى الدخول فيه إيثارُ الدنيا، والإعجابُ بحياة الكفار، بسبب الحضارة التي حذَّر الله من النظر إليها والإعجاب بها في قوله: (وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى)، أبعد ابتعاث ذوات الخدور ـ كما كنَّ يُسميْن بذلك ـ أبعده فتنةٌ وتنازلٌ عن المحافظة على الحرمات والعورات، يا لله للمسلمين! وللشباب والشابات! اللهم استر منَّا العورات، وآمِن منَّا الروعات، اللهم أصلح أمة الإسلام، واحفظ من ابتلي بهذا الطريق أن يفتنوا في دينهم، ورُدَّهم إلى أهليهم سالمين، وبعد: فلا أرى لك الإجابة لمن يذهب بك إلى تلك الديار، حفظ الله دينك، وأبدلك خيرا منه بين أهلك وأمثالك من الصالحات، والله أعلم.
أملاه: عبد الرحمن بن ناصر البراك
في السادس من ذي القعدة 1437هـ