27 ربيع الأول 1438

السؤال

هل تجوز المداومة على قراءة سورة البقرة يوميًا بنية الشفاء من المرض النفسي؟ وكذلك أن أنفث على طفلي بعد الانتهاء منها؟

 

أجاب عنها:
عبد الرحمن البراك

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:

فقد ورد في فضل سورة البقرة أحاديث، منها قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (اقرءوا سورة البقرة؛ فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطَلَة)، وهم السحرة، فإذا قرأها مريض ولا سيما المريض الذي يكون مرضه بتأثير الشيطان كالوسواس، أو قرئت عنده، فإنه يرجى أن ينفعه الله بها، وكذلك إذا اتخذها المريض رقية فنفث على نفسه، كلما قرأ شيئا منها، أو قرأها على مريض رجاء الشفاء بهذه السورة؛ فإنه يرجى أن ينفع الله بذلك، والرقية بالقرآن وبالأدعية المأثورة من أعظم أسباب الشفاء، وقد سمى الله كتابه شفاء، كما قال تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ)، وقال: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ)، والقرآن وإن كان المقصود الأعظم منه شفاء القلوب من أمراض الشهوات والشبهات، فهو كذلك شفاء للأبدان، كيف وسورة البقرة مشتملة على آية الكرسي التي هي أعظم آية في كتاب الله، وعلى الآيتين اللتين من خواتيم سورة البقرة، وقد ورد أن من قرأهما في ليلة كفتاه، ولكن ينبغي أن يضم إلى قراءة سورة البقرة أو غيرها: الدعاء؛ فإنه تعالى يجيب دعوة المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، وقد أخبر عن أيوب حين مسه الضر أنه توجه إلى ربه، قال تعالى: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ)، والله أعلم.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أملاه: عبد الرحمن بن ناصر البراك في الخامس والعشرين من ربيع الأول 1438ه.