12 ربيع الثاني 1438

السؤال

جلست للاستماع إلى درس في المسجد النبوي بين صلاتي المغرب والعشاء، فشبكَّت بين أصابعي محتبية، فأنكرت عليَّ امرأة هذا التشبيك، وقالت نحن منهيون عن التشبيك في المسجد، فامتثلت قولها، والآن أسأل يا فضيلة الشيخ: هل النهي عن التشبيك خاص بمن ينتظر الصلاة أو هو عام لكل من يجلس في المسجد؟ جزاكم الله خيرا. 

أجاب عنها:
عبد الرحمن البراك

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد: 
فقد ثبت في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم شبك بين أصابعه في المسجد بعدما صلَّى، وثبت أنه شبك بين أصابعه مرة أخرى لتمثيل اختلاف الناس، واستدل البخاري بذلك على جواز تشبيك الأصابع في المسجد وغيره، وقد جاءت أحاديث وآثار فيها النهي عن تشبيك الأصابع في الصلاة أو مطلقا، وقد جمع العلماء بين ما دل على جواز التشبيك وما دل على المنع بأنه يجوز التشبيك بين الأصابع في المسجد وغيره إلا من يكون في صلاة أو ينتظر الصلاة؛ فإنه يكره له ذلك، وأنتِ ـ أيتها الأخت ـ كنت تنتظرين صلاة العشاء؛ لأن المعتاد أن من يجلس في المسجد بين العشاءين فإنه ينتظر صلاة العشاء، لكن لو كان الدرس بعد العشاء علم أنك لا تنتظرين صلاة، فالمرأة التي نهتك عن تشبيك الأصابع نظرت إلى أنك ومن معك في الدرس ينتظرن الصلاة، فيكره لهم ـ حينئذ ـ التشبيك بين الأصابع، وأنت ذكرت في السؤال أنك تعلمين ذلك، لكن هل كنت تنوين الخروج من المسجد بعد صلاة المغرب، ولا تنتظرين العشاء؟ فإن كان ذلك لم يكره لك التشبيك، وكان الأولى بك الترك؛ لأن ظاهر حالك انتظار الصلاة. والله أعلم. أملاه: عبد الرحمن بن ناصر البراك في التاسع من ربيع الآخر 1438هـ.