
طالبت منظمة العفو الدولية في بيان لها نشر اليوم على موقعها الرسمي التحالف الدولي بفتح تحقيق فوري بشأن آلاف المدنيين الابرياء الذين ذهبوا ضحية الحرب التي شهدتها مدينة الموصل.
وأعربت المنظمة المعنية بالدفاع عن حقوق الانسان عن صدمتها المرعبة ازاء الاعداد الكبيرة للضحايا المدنيين الذي قضوا في الموصل نتيجة العمليات العسكرية التي نفذتها القوات الحكومية المشتركة والميليشيات الطائفية بدعم من التحالف الدولي.
ونسبت الانباء الصحفية الى (لين معلوف) مديرة البحوث للشرق الأوسط في المنظمة قولها في البيان: "لقد ارعبتنا الأرقام الجديدة التي نشرتها وكالة (أسوشيتيد بريس) والتي أكدت ان نحو (11) ألف مدني قُتلوا في معركة الموصل، وإنْ هذه الارقام تتفق تماماً مع النتائج التي توصلنا إليها في السابق والتي أفادت بأن آلاف المدنيين قُتلوا في تلك المعركة".
واضافت (معلوف): "ان تلك الوفيات لم يسببها (داعش) وحده، وإنما القوات (العراقية) وقوات التحالف الدولي أيضاً" .. مشيرة الى ان تقديرات الأسوشيتيد بريس أكثر بعشرة أضعاف من الأرقام التي أوردتها قوات التحالف عندما أعلنت مسؤوليتها عن مقتل (326) شخصاً فقط.
واوضحت ان عدم اعتراف التحالف الدولي وقوات العبادي بالحقيقة يُعد تخلياً صارخاً عن المسؤولية .. مطالبة بإجراء تحقيق سريع في الانتهاكات الصارخة والهجمات غير القانونية التي وثَّقتها منظمة العفو الدولية وغيرها من المنظمات المستقلة أثناء معركة الموصل.
واكدت (لين معلوف) ان العديد من الوفيات التي وردت مؤخراً جاءت نتيجة قتل المدنيين بصورة مباشرة أو سحقهم تحت أنقاض المباني المدمَّرة جراء الهجمات العشوائية التي شنتها قوات التحالف وقوات العبادي .. لافتة الانتباه الى ان تلك القوات لم تأخذ بعين الاعتبار الواقع على الأرض.
وخلصت مديرة بحوث الشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية الى القول: "لو كانت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة والقوات (العراقية) قد تقيَّدت والتزمت تماماً باتخاذ الاحتياطات الضرورية لتقليص الأضرار المدنية إلى الحد الأدنى، لأمكن تفادي جزء من الدمار الهائل الذي لحق بالموصل والخسائر في أرواح المدنيين".
وكانت صحيفة (التايمز) البريطانية قد أكد في عددها الصادر أمس ان نحو (11) ألف من ابناء مدينة الموصل قتلوا خلال الحرب التي شنتها قوات العبادي وميليشيا الحشد الطائفي والتحالف على المدينة .. موضحة ان اكثر من ثلث الضحايا قضوا بسبب القصف الجوي والصاروخي والمدفعي وقذائف الهاون.