6 شوال 1425

السؤال

لي زوجة حامل بالشهر السادس، تبين من التحاليل أن الجنين به مشاكل في تكوين الجينات وتركيبة الدم، حيث إن الجنين أصغر من عمره الفعلي بشهرين تقريباً، وحجم الرأس أصغر من الحجم الطبيعي في عمره، وتوقف جسم الجنين عن النمو قبل شهر ونصف تقريبا، ووجد أن هنالك سائل في الرأس والرئتين وباقي أنحاء الجسم، وبفعل السائل تحرك القلب من جهة اليسار إلى اليمين، ومتوقع وفاة الجنين في أي وقت، ومن المعروف طبياً بأن وفاة الجنين في رحم الأم يسبب تسمماً لها، وقال الأطباء: إن حالة الجنين لا تسمح له بالعيش خارج رحم الأم.<BR>فما العمل ؟<BR>

أجاب عنها:
أ.د. خالد المشيقح

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: الأصل أن الإجهاض محرّم ولا يجوز، حتى ولو كان الحمل نطفة أو علقة، فمن باب أولى إذا نُفخت فيه الروح، فإنه إذا نُفخت فيه الروح لا يجوز إنزاله بلا ريب؛ لأنه آدمي وسيبعث يوم القيامة، ولهذا يشرع لو سقط بعد نفخ الروح فيه أن يُسمَّى وأن يُعق عنه وأن يُغَسَّل ويُكَفَّن ويصلى عليه ويقبر في مقابر المسلمين إلى آخره. فالأصل في الإجهاض التحريم، لكن في مثل هذه الحالة المذكورة في السؤال، إذا تبيّن أن الجنين وجوده كعدمه، وأنه سيموت لما يتعلق بخلقته وتكوينه، وأن موته في بطن أمه سيسبب لها ضرراً، ففي هذه الحالة يجوز إجهاضه، لكن لابد من وجود شرطين: الشرط الأول : أن يكون وجوده كعدمه، وأنه سيموت حسب قول الأطباء الثقات. الشرط الثاني : أنه لو مات في بطن أمه سيضرها بأن يحصل لها تسمم. فإذا توافر هذان الشرطان جاز إسقاطه. أما إذا كانت الأمور اجتهادية وظنية، وقد يحصل هذا وقد لا يحصل، قد يمكن أن يعيش وقد لا يعيش، فالأصل أنه لا يجوز إسقاطه ويبقى، وعلى المرأة أن تتوكل على الله _عز وجل_.