18 شعبان 1435

السؤال

فضيلة الشيخ:
يمنح بعض البنوك ومنها البنك (***) منحاًً لإكمال الدراسات العليا، ويتحمل البنك جميع مصاريف الدراسة والإعاشة والسفر، وذلك من خلال برامج خدمة المجتمع، ما حكم التقدم للحصول على هذه المنحة، مع العلم أنني لن أعمل للبنك؟

أجاب عنها:
أ.د. خالد المشيقح

الجواب

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فالتقدم للحصول على مثل هذه المنحة محرم ولا يجوز؛ لعدة أمور:
أولاً: لأن السفر للخارج يعتريه مخاطر وفتن وشبهات وشهوات، مع عدم الضرورة لذلك؛ وذلك لأن الإقامة في بلاد الكفر لا تجوز إلا لسبب مشروع، كالضرورة للعلاج، أو للدعوة إلى الله، أو لحاجة معتبرة كطلب علم من علوم الدنيا لا يوجد إلا في بلادهم ، والأمة بحاجة إلى هذا العلم، مع كون التخصصات العلمية التي يحتاجها المجتمع _ولله الحمد_ موجودة في بلادنا أو في بلاد المسلمين الأخرى .
والحاصل أن الإقامة بين ظهراني المشركين محرمة بنص حديث المصطفى _صلى الله عليه وسلم_، حيث يقول: " أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين "أخرجه أبو داود والترمذي بسند حسن من حيث جرير بن عبد الله البجلي _رضي الله عنه_
ثانياً: أن في ذلك تقوية لهذه المؤسسة الربوية وتشجيعاً لها، وهذا من التعاون على الإثم والعدوان الذي نهانا الله _تعالى_ عنه بقوله _سبحانه_:" وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }(المائدة: من الآية2).
ثالثاً: أن هذا من الكسب الخبيث، ويجب على المسلم ألا يأكل إلا حلالاً طيباً.
والله _تعالى_ أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين