6 ذو القعدة 1428

السؤال

عندى سؤال يشغلنى كثير. تقدمت لشغل وظيفة وكيل نيابة، ولكن تساورنى كثير من التساؤلات حول مشروعية العمل بالقضاء..هل العمل بالقضاء حرام أم حلال ؟ خاصةأننا بمصر لا نطبق أحكام الشريعة الإسلامية مثل الحدود؟ وهل ذلك يدخل فى طاعة ولى الامر؟ جزاكم الله خيرا

أجاب عنها:
أ.د. خالد المشيقح

الجواب

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: الأصل هو التحاكم إلى القرآن والسنة؛ لقول الله _عز وجل_: "فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً" (النساء:65)، وأيضاً قول الله _عز وجل_: "وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ" (المائدة: من الآية44)، "وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ" (المائدة: من الآية45)، "وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ" (المائدة: من الآية47)، وأيضاً قول الله _عز وجل_: "إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ" (الإسراء: من الآية9)، وأيضاً قول النبي _عليه الصلاة والسلام_: «إن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد _صلى الله عليه وسلم_»، والأدلة على هذا كثيرة جداً، لكن إذا كان الإنسان مُلزَماً بالتحاكم إلى غير الله _عز وجل_ بحيث سيضيع حقه إذا لم يتحاكم إلى مثل هذه المحاكم القانونية فإنه يُرخَّص له في التحاكم إلى هذه المحاكم استنقاذاً لحقه. وأما بالنسبة للعمل في مثل هذه المحاكم فإذا كان العامل فيها سيجتهد في تلمس الحكم بالكتاب والسنة ويحاول ما يستطيع ويقصد بذلك رفع الظلم عن المظلومين ونحو ذلك فإن هذا خيرٌ ممن يتولى هذا العمل إنسان يزيد ظلماً والشرَّ شراً ولا يبالي وما لا يُدرك كله لا يُترك كله، ويُدرأ أعظم الضررين بأخفهما، والله أعلم.