الحمد لله، الذي يستفيد أموالاً متفرقة في أوقات مختلفة كالرواتب الشهرية وأجور العقار يصعب عليه ضبط الحول لكل مبلغ من هذه الواردات، لهذا ينصح بأن يجعل له شهراً من السنة فينظر فيما يوجد لديه فيزكيه، المتقدم والمتأخر، إلى مثله في العام القادم، وبهذا يتحقق من زكاة ماله وبراءة ذمته، وما ذكرتَ من أنه مضى عليك عشر سنوات لم تزك شيئاً من دخلك الشهري أو غيره، ولم تسأل عن ذلك، هو تفريط منك وغفلة، فأرى أن تفكر في مقدار ما يتوافر لديك زيادة على نفقاتك في كل سنة من هذه السنين وتجتهد في ذلك فتزكيه، وإن كان لا يتوافر لديك شيء، بل كل ما ورد عليك تنفقه قبل مضي الحول، فلا زكاة عليك، ومما يعينك في هذا أن ترجع إلى حسابك إن كان لديك حساب في بعض المصارف، فإنه يمكنك من خلاله أن تعرف ما توافر في حسابك كل سنة، وذلك بمراجعة الكشوف وما فيها من الوارد والمنصرف، وإذا اجتهدت في ذلك وعلم ا لله صدق نيتك في براءة ذمتك، فالله يغفر لك ما لم تحط به علماً، والله أعلم.