الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: كل من مات الموتة التي كتبها الله على العباد في قوله تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) (آل عمران: من الآية185) فإنه لن يبعث قبل يوم القيامة سواءٌ في ذلك الأنبياء وغيرهم ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم قد مات، كما قال تعالى: (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) (الزمر:30)، وقال أبو بكر رضي الله عنه: "من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات"، ومن مات استحال أن يرى في اليقظة لأنه لا يرى في اليقظة إلا من كان حياً فمن زعم أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة فهو كاذب أو قد لبس عليه الشيطان بسبب جهله بصورة النبي صلى الله عليه وسلم، وأن الشيطان لا يتمثل به، فمن زعم أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة فما رأى إلا شيطاناً زعم له أنه الرسول صلى الله عليه وسلم أو الرائي ظنه الرسول صلى الله عليه وسلم وليس كما ظن ولكن كثيراً من جهلة الصوفية وشيوخهم يزعمون أن الرسول يأتيهم في حال اجتماعهم على ذكرهم فيقومون لمجيئه صلى الله عليه وسلم بزعمهم وإن لم يروا شيئاً وقد يرون ما يظنونه الرسول صلى الله عليه وسلم وليس هو الرسول وكل هذا من ضلالهم وجهلهم وافتراء الدجالين من شيوخهم وتلاعب الشيطان بهم فنعوذ بالله من فساد العقل والدين وفعل الجاهلين ونسأله أن يتولانا ويخرجنا من الظلمات إلى النور إنه تعالى غفور شكور، والله أعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.