9 ربيع الأول 1437

السؤال

ما حكم التبرك بكل ما يتعلق بالنبي _صلى الله عليه وسلم_ في حياته وبعد مماته، وتبرك الصحابة بالنبي في حياته، وهل ثبت بعد مماته؟ <BR>وأسمع أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ أعطى بردته لشخص وطلب الشخص أن يكفن بها بعد موته. وهل ثبت تبرك ابن عمر بمنبر النبي؟ وما الرأي فيمن يدعي أن لديه بعض شعرات النبي _صلى الله عليه وسلم_ ؟<BR>

أجاب عنها:
أ.د. خالد المشيقح

الجواب

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فالتبرك بالنبي _عليه الصلاة والسلام_ في حياته يشمل النوعين من البركة؛ البركة الذاتية والبركة المعنوية.
أما البركة الذاتية فقد كان الصحابة _رضي الله تعالى عنهم_ يتبركون بذات النبي _صلى الله عليه وسلم_؛ لأن الله _عز وجل_ جعل فيه البركة، وكما ثبت ذلك في الصحيحين وغيرهما يتبركون بشعره ويتبركون بريقه ومخاطه وبعرقه وبثيابه إلخ.
والنوع الثاني من البركة، البركة المعنوية فالنبي _عليه الصلاة والسلام_ هو أعظم أسباب البركة على أمته في تعليمهم وإرشادهم وإخراجهم من الظلمات إلى النور.
وأما بعد وفاته فالبركة الحسية قد انقطعت، اللهم إلا ما ورد عن بعض الصحابة _رضي الله تعالى عنهم_ أنهم كانوا يحتفظون بأشياء تتعلق بالنبي _صلى الله عليه وسلم_ ويتبركون بها كما ثبت في البخاري أن أم سلمة _رضي الله تعالى عنها_ عندها جُلجُل من فضة تحتفظ فيه بشيء من شعرات النبي _صلى الله عليه وسلم_.
فمثل هذه الآثار كانت لهؤلاء الصحابة _رضي الله تعالى عنهم_ لأنهم احتفظوا بأشياء من النبي _صلى الله عليه وسلم_.
أما اليوم فما يدعيه أرباب الصوفية وأهل الخرافة وأنهم يحتفظون بشيء من شعر النبي صلى الله عليه وسلم أو بأشياء من ثيابه ونحو ذلك، فهذا كله باطل وكذب لا أساس له من الصحة لأنه يفتقر إلى الدليل الشرعي الصحيح في ذلك والسند المتواصل، وعلى هذا فلم يبق إلا البركة المعنوية وهي التبرك بتوجيهات النبي _صلى الله عليه وسلم_ وأوامره ونواهيه والاستقامة على سنته والبعد عن مخالفته، وبالله التوفيق.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم