السؤال
في رمضان قبل الماضي كنت نفساء ولم أقض حتى الآن ، هل علي كفارة، وكيف أقضي؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فيجب عليها أن تقضيه مفرقاً أو متتابعاً؛ هي بالخيار.
وأما تأخيرها القضاء حتى دخل رمضان الآخر؛ فإن كان لعذر فلا شيء عليها غير القضاء، وإن كان لغير عذر: فقد أثمت ، وعليها في هذه الحال عند الجماهير أن تطعم عن كل يوم مسكيناً، وهو قول بعض الصحابة، واشتهر عنهم، ولم يعرف لهم مخالف، وعليه الأئمة رحمة الله عليهم؛ عدا أبي حنيفة والإمام البخاري، والعلامة ابن عثيمين، ومعهم الأصل وهو عدم الوجوب، وكذلك براءة الذمة من التكاليف.
ولكن آلا يكون عدم وجود مخالف من الصحابة يدل دلالة ظاهرة على أنه واجب عرفوه من خلال العلم المنقول؛ وأن مثله لا يقال بالرأي، وأن حجية قول الصحابي ليست في نفسها؛ وإنما هي فيما يدل عليه الإجماع السكوتي ، أو القرينة الظاهرة؟ لكون القول قد عُرف ولم يعلم له مخالف، فعليه فإن احتجاج من لم يوجب الكفارة بأن قولهم الصحابة مخالف للقرآن؛ حين ذكر القضاء ولم يذكر الكفارة= فيه نظر كبير.
وقد كان لي جواب على قول الحنفية، ولكن بعد التأمل ظهر أن الأقرب هو القول الأول؛ فيجب عليها في هذا أن تطعم عن كل يوم مسكينا. والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.