
أطلقت قناة "الجزائرية وان" الخاصة، هذا الأسبوع، أول نشرة أخبار باللهجة العامية الجزائرية بدلا عن اللغة العربية الفصحى؛ الأمر الذي أثار جدلاً واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وظهر مذيع القناة، وهو يقدّم النشرة معلناً بدايتها بالقول "مرحبَا بيكم في أول نشرة إخبارية بالدارجة على قناة الجزايرية وان"، لتتوالى التقارير وتدخلات المذيع وأصوات الصحافيين باللهجة الجزائرية المحلية.
واعتمدت القناة في هذا التحرك شعار "أهدر جزايري"؛ أي: "تكلم جزائري"، وهو شعار يعود لحملة سابقة تقودها الناشطة الإعلامية سليمة زعروري التي كانت تهدف من ورائها التعريف باللهجة الجزائرية في العالم.
ولم يعتد الجمهور الجزائري على هذا الأمر مسبقًا، فقد جرت العادة على استعمال اللغة الفصحى فقط في نشرات الأخبار.
وفي وقت رأت فيه القناة أنها بذلك سوف تكون وسيلة لتبسيط الأخبار وتقريبها من المواطنين، عبّر المشاهدون عن غضبهم من الفكرة، معتبرين إياها غير موفقة.
فقد علّقت بشرى أبورا بقولها: "أظن أن بقاء النشرة باللغة الفصحى مهم جداً نظراً لغناها في المصطلحات. الدارجة تبقى محدودة وغير راقية. ممكن تدريج بعض مصطلحات الدارجة لوضع بصمة جزائرية. ولكن عن دارجة أي منطقة نتحدث؟ الجزائر العاصمة ليست بلد الجزائر".
وكتب محمد خياطين قائلاً: "شخصياً، أعترض على هذه الفكرة لأن وسيلة الإعلام يجب أن تساعد الناس على الارتقاء بمستواهم لا أن تسايرهم".
أما فيصل طيايبة فبدا غاضبًا وكتب يقول: "هذا ما نسميه بالانحطاط الفكري، أنتم ظننتم بأنكم تبسطون الأمر للمواطن العادي غير المثقف، وهذا هو الخطأ، كان لزاماً عليكم أن تتركوا المواطن البسيط غير المثقف هو من يلتحق بنخبة المثقفين وليس العكس، وإن عدم فهمه للنشرة الإخبارية سيكون حافزاً له ليتعلم. وحسب رأيي بفعلكم هذا أنتم أكبر المساهمين في زيادة نسبة الأمية في المجتمع الجزائري".
ولا يوافق كثير من الإعلاميين والأكاديميين على الخطوة التي أقدمت عليها قناة الجزائرية وان؛ حيث يرى أساتذة الصحافة أن الإعلام غير مطالب بالنزول إلى لغة الشارع إنما الجمهور من عليه العمل على تحسين ثقافته والارتقاء إلى مستوى اللغة الفصحى.
ويتخوف مراقبون من أن تساهم هذه الخطوة في نشر اللهجة الجزائرية الهجينة التي غزتها المفردات الفرنسية، بالنظر إلى تجارب سابقة في مجال الإعلام ممثلة في إذاعتي "البهجة" و"جيل آف أم" الحكوميتين المتهمتين بتسفيه الجمهور بسبب لغة الخطاب المستعملة من مذيعيها التي تتسم غالبًا بتسطيح مواضيع النقاش وإبعادها عن القضايا الحقيقية التي تهم المجتمع.
وسبق أن ثارت ثائرة الجزائريين عندما أعلنت وزيرة التربية نورية بن غبريت احتمال اللجوء إلى استعمال اللغة الدارجة في تدريس تلاميذ الصفين الأول والثاني ابتدائي.