
أيدت محكمة فرنسية قرارًا بالطرد اتخذته مستشفى سانت دينيس في باريس بحق طبيب مسلم رفض تهذيب لحيته التي اعتُبرت "طويلة"!.
وتعود الوقائع إلى نوفمبر 2013، حين كان الطبيب (محمد أ.)، مصري الجنسية، الذي بات يبلغ من العمر 35 عاما يجري تدريبا تخصصيا لمدة عام في جراحة الأحشاء في مركز سان دوني الاستشفائي، شمال باريس، في إطار اتفاق تفاهم مع "معهد الكبد القومي" التابع لجامعة المنوفية المصرية.
وكان الطبيب حضر "بوجه تغطيه لحية كبيرة جدا" -على حد وصف إدارة المستشفى- وقد استدعته الإدارة مرارا وطلبت منه تهذيب لحيته "التي اعتبرها العاملون بمثابة مظهر للانتماء الديني". لكن الطبيب رفض تهذيب لحيته؛ ما دفع المستشفى إلى طرده في نوفمبر 2014.
واعتبرت محكمة الاستئناف الإدارية في فرساي في منطقة باريس، في قرارها الصادر بتاريخ 19 ديسمبر الجاري، أنه إذا كان إطلاق لحية "وإن كانت طويلة" لا يشكل "لوحده" مظهرا للانتماء الديني، فإن "الظروف" تعطي المستشفى الحق في قرارها.
ورأتِ المحكمة أن اللحية الطويلة “في هذه الظروف” تشكل انتقاصًا من واجبه لجهة احترام "العلمانية" ومبدأ "الحياد" في القطاع العام.
في المقابل، قالت محامية الطبيب المصري نوال غافسيا: "لأنه لا يقول صراحة: كلا ليست (اللحية) ذات طابع ديني، اعتبرت دينية الطابع"، معربةً عن أسفها لكون "النقاش يطال سنتيمترات الشعر في لحى الناس لمعرفة ما إذا كان هناك انتهاك للعلمانية".
وأكدت المحامية أنها تنوي الطعن في القرار أمام مجلس الدولة، أرفع سلطة قضائية في فرنسا. مشيرةً إلى أن موكلها "تمكن أخيرا من القيام بتدريبه في مستشفى بول بروس، في باريس، ولحيته البالغة 5 سنتيمترات لم تشكل أي مشكلة لأحد".