
صوَّت أعضاء اللجنة المركزية في حزب الليكود، الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مساء اليوم الأحد، بالإجماع لصالح قرار إعلان "السيادة الإسرائيلية" على جميع المستوطنات الصهيونية المقامة في الضفة الغربية المحتلة.
والتأم مساء اليوم المؤتمر العام للجنة المركزية لليكود -الذي يتشكل من 3700 عضو- للتصويت على مشروع القانون؛ حيث سيعمل الحزب الحاكم في الكيان الصهيوني بعد ذلك على تمريره في الكنيست فيصبح قانونا.
ويدعو الاقتراح حكومة الاحتلال إلى رفع كل القيود على البناء في المستوطنات اليهودية بمعزل عن مكانها الجغرافي، إلى جانب دعوته إلى فرض القوانين "الإسرائيلية" بشكل تلقائي على المستوطنات في الضفة.
وانعقد مؤتمر حزب الليكود مساء الأحد تحت شعار "هم يكتبون عن السيجار ونحن نكتب التاريخ"، في إشارة إلى أن الهدف هو دعم زعيم الحزب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي تلاحقه تحقيقات بشبهات الفساد.
وجاء انعقاد المؤتمر العام لحزب الليكود بعد توقيع أكثر من 900 من الأعضاء على عريضة تطالب بعقد المؤتمر، ولترسيخ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب باعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني.
ويرى مراقبون، أن القرار يعني من الناحية العملية ضم الضفة الغربية بكامل مستوطناتها -وتحديدا المنطقة "ج"، وكذلك القدس المحتلة- إلى الكيان الصهيوني، فضلاً عن أنه في حال إقرار الكنيست للقانون فإنه يعني القضاء بصورة نهائية على خيار حل الدولتين، وسيكون السقف الذي ستقترحه "إسرائيل" على السلطة في أحسن الأحوال هو الحكم الذاتي.
وأشارت قناة التلفزة "الإسرائيلية" الثانية، الليلة الماضية، إلى أن هناك علاقة بين عقد مؤتمر حزب الليكود والمصادقة على الاقتراح وقضايا الفساد التي يتم التحقيق فيها مع نتنياهو، على خلفية شبهات بتلقيه هدايا من رجال أعمال على شكل علب سيجار فاخرة وصناديق شمبانيا لزوجته ساره.
ومما يدلل على أن نتنياهو يسعى للحفاظ على قاعدة التأييد الشعبية له في أوساط اليمين، وتقليص تأثير التحقيقات في قضايا الفساد عليها، أنه حرص، قبل أسبوع، على عقد لقاء مع عدد من الحاخامات الذين يمثلون المرجعيات الدينية الكبيرة للمستوطنين، وطلب منهم العمل على إقناع أتباعهم بعدم الانضمام للاحتجاجات ضد الفساد التي انضمت إليها، أيضا، نخب من اليمين الديني. وبعد 24 ساعة على اللقاء مع الحاخامات، أمر نتانياهو بتحويل 40 مليون شيكل (13 مليون دولار) لتنفيذ مشاريع في عدد من المستوطنات في الضفة.
يشار إلى أن المئات من النخب المنتمية للتيار الديني الصهيوني تسللت إلى حزب الليكود خلال العقدين الأخيرين، وباتت تشكل مركبا رئيسا منه رغم علمانيته، بهدف التأثير على عملية صنع القرار المتعلقة بمستقبل الصراع والمشروع الاستيطاني في الضفة الغربية.