
في سياق احتجاجه على اجتماع غير مسبوق، عقد أمس، بين رؤساء الأقاليم لكل من فرنسا والجزائر برعاية وزارتي داخليتي البلدين، شبَّه عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم (أكبر حزب إسلامي في الجزائر)، اللوبي الفرنسي في الجزائر باللوبي الصهيوني في الدول الغربية.
وأمس الخميس، احتضن قصر المؤتمرات، غربي العاصمة الجزائر، اجتماعا لمسؤولي ولايات (محافظات) جزائرية وفرنسية، ترأسه وزيرا داخلية البلدين؛ نور الدين بدوي، وجيرار كولومب.
وشهد الاجتماع إقامة ورشات عمل لبحث قضايا الجذب الاقتصادي، وإدارة المراكز الحضرية والأزمات والمخاطر الكبرى، وذلك من خلال تبادل التجارب بين مسؤولي الولايات والأقاليم من البلدين حسب المنظمين.
وكتب مقري، مقالا حول الاجتماع على صفحته بموقع "فيسبوك"، قال فيه إنه حينما اطلع على خبر الاجتماع أصابه "الذهول والحيرة والهم والحزن".
وأضاف مقري، أن "هذا الاجتماع تداخلت فيه الإدارة الجزائرية مع الإدارة الفرنسية في اجتماع غير مسبوق، اللسان (لغة التواصل) فيه فرنسي، والغلبة اقتصاديا وسياسيا وثقافيا لفرنسا".
وأشار إلى أن الحدث ذكّره بحديث سابق مع أحد المطلعين على خبايا السلطة الجزائرية، "أكد فيها أن فرنسا سيطرت على الجزائر سيطرة كلية، وأننا صرنا لا نستطيع الفكاك منها إلا بتحالفات دولية أخرى في اتجاه الشرق (لم يحددها)".
وتابع: "نحن جميعا نعلم بأن فرنسا لم تنس خسارتها الجزائر (انهزامها في حرب التحرير التي أفضت إلى استقلال الجزائر في 1962)، وهي دائما تصنع أو تستغل أزمات الجزائر، منذ التسعينيات إلى اليوم"، دون تقديم تفاصيل حول ذلك.
وأوضح "لقد صار اللوبي الفرنسي في الجزائر مثل اللوبي الصهيوني في الدول الغربية، يخشاه كل صاحب طموح شخصي، ويطمع فيه كل بائع لذمته من أجل السلطة والمال والجاه".
واستدرك بالقول "رغم كل هذا لازلنا متفائلين، لا يزال في الجزائر وطنيون: في الإدارة وفي الجيش وفي الأحزاب وفي المجتمع المدني وفي الإعلام وفي المؤسسات الاقتصادية".
وليست هذا المرة الأولى التي يتحدث فيها سياسيون وحتى مراقبون جزائريون حول وجود نفوذ كبير لفرنسا في بلادهم يمثله ما يعرف محليا "حزب فرنسا".
ويرد النظام الحاكم ومؤيدون في كل مرة بأن ذلك مجرد قراءات غير واقعية بدليل انفتاح البلاد على الاستثمارات من كل الدول كما أن القرار السياسي والخارجي مستقل.