يخشى مسلمو الهند من في ظل تربص جماعات حماية الأبقار الهندوسية بهم، في عيد الأضحى المبارك؛ الأمر الذي يحول فرحتهم بمناسبة العيد إلى قلق وخوف.
ويبدي مسلمو الهند مخاوفهم من انتقام تلك الجماعات المتطرفة في حال إقبالهم على ذبح الأضاحي من الأبقار، حتى إن عددا كبيرا من المسلمين دعوا السلطات إلى ضمان الحماية لهم خلال عيد الأضحى.
وقال تسليم رحماني، رئيس المجلس السياسي الإسلامي في نيودلهي: "تحت اسم حماية الأبقار، وقعت العديد من وقائع القتل بلا محاكمة ضد مسلمين في الآونة الأخيرة، وتزايدت الحوادث على مدى السنوات القليلة الماضية".
وأضاف أن "تربص جماعات حماية الأبقار بالمسلمين سيؤدي إلى صعوبات في نحر الأضاحي ومن ثم ممارسة طقوس العيد".
كما أوضح أن العديد من المنظمات الإسلامية في البلاد كتبت إلى الحكومة للمطالبة بضمان السلام والحماية من جماعات حماية الأبقار، لكنه قال إن "الحكومة لا تفعل أي شيء".
وأردف: "بدأ عدد الأضاحي في التراجع، حيث إن الحماسة التي كانت موجودة في الماضي لم تعد موجودة".
ويحتفل مسلمو الهند بعيد الأضحى هذا العام غدا الأربعاء.
ويقدس الهندوس الأبقار، ومنذ وصول رئيس الوزراء نارندرا مودي، إلى السلطة في 2014، ارتفعت الهجمات على ملاك الماشية المسلمين من قبل القوميين الهندوس، مع ظهور العديد من جماعات حماية الأبقار في البلاد.
وفي وقت سابق من أغسطس الجاري، استقال نائب برلماني مثير للجدل من حزب "بهاراتيا جاناتا" اليميني الحاكم، في ولاية تيلانجانا (جنوب)، من أجل أن يركز على "حماية البقر" خلال عيد الأضحى.
وقال النائب المستقيل "تي راجا سينغ لوده"، إن أولويته الأولى هي حماية الهندوسية.
من جانبه، قال مقصود الحسن قاسمي، رئيس مجلس أئمة الهند، للأناضول: "هذا التهديد الأخير هو التحضير لانتخابات 2019. وهناك مخاوف بين الناس من أن مثل هذه الحوادث قد تزيد (...) ومن واجب الحكومة أن تضمن أن يمارس المسلمون شعائرهم وفقا لدينهم".
وتابع: "سبق أن أعلنت منظمات إسلامية أنه إذا كان هذا يضر بمشاعر إخوانهم الهندوس، فإنهم لن يضحوا بأبقار. لكن طالما ظلت جماعات حماية الأبقار، سيبقى الخوف قائما بين الناس".
وفي 2015، قتل مجموعة من المتطرفين الهندوس رجلا مسلما، يُعرف باسم محمد أخلاق، في ولاية أوتار براديش، على خلفية الاشتباه في أنه كان يخزن لحم البقر في ثلاجته.
وفي 2017، حاولت الحكومة الهندية فرض حظر شامل على بيع وشراء الماشية من الأسواق بغرض الذبح، وتراجعت عن ذلك الحظر في وقت لاحق.
وقضت المحكمة العليا الهندية، في يوليو الماضي، بأن العنف الذي تمارسه جماعات حماية الأبقار غير مقبول، ومن واجب الولايات الهندية ضمان عدم حدوث مثل هذه الحوادث.