من (القدس) إلى (غزّة): رسالتكم وصلت.. حَوِّل
30 محرم 1430
د. محمد بسام يوسف
بالإيمان، والصبر والمصابرة، والثبات، والإرادة التي لا تلين.. والصمود، وحُسْنِ الإعداد، والعزيمة الصلبة.. والتوكّل على الله وحده لا شريك له.. وبروحٍ نورانيةٍ على كفّ مجاهدٍ مؤمنٍ صنديد، وتضحيةٍ في سبيل الله عزّ وجلّ بلا حدودٍ ولا حساب.. وبضع تمراتٍ.. وبندقية.. يمكن تكسير الأصفاد والرؤوس الصهيونية!..

بشلاّل دمٍ، ودمعة ثكلى، ولهفة طفلٍ، وصداح مئذنةٍ، وهتاف: الله أكبر.. يمكن اجتراح فجرٍ جديد!..

لا يأس، لا قنوط، لا استسلام، لا خنوع.. لا مساومة، لا لفّ ولا دوران ولا تسويف ولا تراجع.. يمكن إرهاق العدوّ، وإجباره على التقهقر والاعتراف بالهزيمة!..

كلّ هذا العالَم المتواطئ مع العدوّ المحتلّ.. يمكن صفعه بنعل مُرابطٍ على ثغرٍ طاهرٍ من ثغور الوطن الجريح!..
كل تصريحات التواطؤ والتخاذل، والكيل بمكاييل الغرب المنافق، ومزاعم الحفاظ على حقوق الطفل والإنسان.. يمكن سحقها ببسطار طفلٍ امتشق سكيناً، ليدفعَ عن نفسه وصَدر أمّه حقدَ وحشٍ صهيونيٍ لصٍّ سفّاح!..

كلّ تخاذل المتخاذلين، ومزاعم الكذّابين، ونفاق المتاجِرين، ودجل الشعاراتيّين.. يمكن فضحها وقهرها بالثبات واليقين ساعة يَشتدّ البأس ويَحمى الوطيس!..

النصر من الله العزيز الجبّار وحده، والعزّة لله ورسوله والمؤمنين!..

شهداؤنا في جنّةٍ عَرضُها عَرض السماوات والأرض، وقتلاهم في جهنّم.. في سَقَر، التي لا تُبقي ولا تَذَر!..
لا يهمّ عدد المصفِّقين والمتفرِّجين والمشعوذين والهتّافين والزاعمين والغامزين واللامزين.. ولا دعاوى التوازن الاستراتيجيّ، ولا مزاعم الخيار الاستراتيجيّ، ولا شعارات السلام (الحربيّ) أو الممانعة (السلمية).. فكلّ هؤلاء وأولئك.. لا وزن لهم في معادلات الثقل والمروءة والإباء والرجولة والنخوة والشرف الرفيع والتحرير!..
ستتحرّر القدس (بالقوّة)، كما تحرّرت غزّة (بالقوّة).. وبعدها.. يمكن استرداد (الجولان) المحتلّ.. لأنّ (الجولان) لم يؤخَذ بالقوّة، فاسترداده ليس بالقوّة، وإنما بالمساومات (المباشرة)، بعد إنجاز المساومات (غير المباشرة).. فالبازار الجهنّميّ له أبواب مُشرَعة، غير قابلةٍ للإقفال أو الإغلاق!.. وكل مزاد (سوق عكاظٍ) وأنتم بخير!..