يقول النبي صلى الله عليه وسلم " يوشك أن تتداعى إليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها قالوا أمن قلة نحن يومئذ يارسول الله؟ قال لا بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من قلوب عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن قالوا وما الوهن يارسول الله؟ قال : حب الدنيا وكراهية الموت "
سيل يجرف غثاء .. مثال لا أبلغ منه في تصوير واقع المسلمين اليوم . ليس لهم حضور ولا شهود , كثرة عددية ولكن لا مهابة ، غثائية في سذاجة التفكير ، وضعف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقلة المعرفة بالأعداء ، وقلة الإستعداد ، هذا بشكل عام رغم وجود الخيرية في كثير من الأفراد والهيئات والجماعات .
المذموم في حب الدنيا هو الجشع والاكتناز ، والترف ، وحب المظاهر والعلو في البنيان ، والتلذذ بالمطاعم والملابس ( تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار )
وجاء في الحديث الطويل في صحيح مسلم عند ذكر أهل النار فذكر منهم : ( الضعيف الذي لا زَبْر له (1) ، الذين هم فيكم تبعاً لا يبغون أهلاً ولا ) مالاً فهذا الصنف من البشر ، قانع بسكوته ، ذليل ومسبوق وتابع ، وفار من المسئولية . ونحن نري في كل يوم أمثال هذه الشخصية التي لا تحمل هماً ولا هدفاً ، يتعب في الدنيا وليس له هم في الآخرة .
إن كراهية الموت شئ طبيعي والإنسان يحب البقاء ، ولكنه لو بقى فسيكون أمامه مطالب أخرى لا تنتهي ، فلا بد في النهاية أن يكون له هدف في النهاية يسعى له ، هدف سام يحيا من أجله ويموت من أجله .
الناس في هذه الحياة يتنافسون ، الكافر والمسلم . ولكن الرابح هوالذي يبيع نفسه لله ويحررها من الموبقات والمهلكات ..
طريق واحد للتغلب على كراهية الموت ، هو نبذ التشبث بالحياة , والتعلق بها ، والكف عن النظر إليها كما لو أنها باقية مخلدة ، وأنها شئ ثمين يجب أن تمتلكه .