27 رجب 1435

السؤال

مسألة أشكلت علي في قصة إسراء ومعراج نبينا - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وهي صلاته بالأنبياء، فعقيدة أهل السنة – إجماعا - أنه أسري به وأعرج بالجسد والروح معاً ، عليه الصلاة والسلام . وذكر في حديث الإسراء ، أنه صلى بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام إماما في بيت المقدس ، فكيف يصلي بهم وهم في قبورهم ؟ وهل صلى بهم حقيقة ؟ بأرواحهم وأجسادهم معاً ؟ أم بأرواحهم فقط ؟ وكيف رآهم عليه الصلاة والسلام في السماوات ؟ هل رأى الأرواح ؟ أم الأرواح والأجساد معاً ؟

أجاب عنها:
د. عبدالعزيز العبداللطيف

الجواب

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.
الإيمان بالغيب من أجلِّ صفات المؤمنين, حيث أثنى الله تعالى عليهم بقوله: { الم{1} ذَلِكَ الْكِتَابُ....... } الآيات 1-5 من سورة البقرة, وحديث الإسراء و المعراج من المغيّبات التي يجب تصديقها و التسليم لها, سواء شاهده, أو لم يشاهده , وسواءً عقلناه أو لم نعقله, بخلاف الملاحدة و الزنادقة الذين كذّبوا بما لم يحيطوا بعلمه .
وأما عن مشاهدة النبي - صلى الله عليه - و سلم للأنبياء و صلاته معهم فأنه رأى أرواحهم مصوّرة في صور أبدانهم, وكذا صلاته بهم إذ أن أجسامهم في قبورهم، و هذا ما قرره جمع من المحققين كابن تيمية و ابن حجر العقسلاني و غيرهما، باستثناء عيسى - عليه السلام - فقد رفعه الله إليه بروحه و جسده و الله أعلم .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين