[email protected]
جاءتني تقص قصتها وتحكي حكايتها , وتبث آلامها عندي , وآثرت - بعد اسئذانها - أن أحكي للقارىء بوحها النازف وكلماتها المعبرة ..
جلست تنظر إليه ، وبداخلها ألف سؤال وسؤال ، تتمتم بكلمات غير مفهومة ، تنتظرأن يلتفت إليها ، أو يتحرك من مقعده وينتبه لوجودها ، أويشعر بها وهي تحرك شفتيها ، تصرخ بصوت خافت ، ينبعث من داخلها ، لكنه يخرس أمام خوفها من مواجهته ..
وأخيرا تستسلم لنفسها وهي تحادثها ، تقول لها : الأفضل لك أن تسكتي ماذا ستقولين له وبم ستخبرينه ؟ أنت لا تملكين جرأة الاعتراف بما بداخلك أنت لا تستطيعين أن تكسري حاجز الخوف والتردد ، وتقرري أن تقولي له الحقيقة كاملة .
ستظلين تفكرين في ردات أفعاله ، كلما حاولت أن تبوحي له بأسرار نفسك ، أو تعترفي له أن بداخلك ألف جرح وجرح ينزف ، وألف عتاب وعتاب , وسيرحل بك تفكيرك بعيدا ، فتزداد مخاوفك مم سيقع ، ويزداد ترددك بين اختيار البوح واختيار الصمت ، ثم تنتهين بطرح أسئلة :
هل سيسمح لك أن تكلمينه عن نفسك ؟هل سينصت لك ولحديثك ، من غير أن يغضب أو يثور كعادته ؟أم أن حوارك معه مصيره الفشل ، و خصام جديد قد يستمر لأيام ؟
هل صراحتك ستحقق لك نجاحا وتحسنا في علاقتك به ، أم أنك ستحصدين آلاما وجراحا أخرى ، تضاف لقائمة ما حصدته سالفا ؟ما الحل إذا في رأيك ؟
ربما تهزمك نفسك وتوهمك بأن الحل الوحيد هو بالنسبة لك اختيار الصمت ملاذا ثم يأتي الرد من داخلك : الأفضل لك أن تسكتي
أتراك نجحت في إيجاد الحل لمشاكلك ، وهزمت ما يؤرقك ، وضمدت جراحات نفسك ؟ أم أنك ضعيفة لدرجة استسلمت فيها لخوفك وترددك وتفكيرك السلبي؟
إن بداخلك كلمات تئدينها ، تحبسينها خلف القضبان ، تكبلينها عنادا ، إنك حين حين تصدرين حروفا من داخل قلبك ينتابك الألم فلماذا ؟
ربما لأنك تعودت على أن تُلبِسي حروفك حلة سوداء ، وتلقى بها ثم تهربين بعيدا حتى لا تسمعي الرد والجواب ، وكانك في مأتم أو عزاء لماذا لا تزركشينها بألوان زاهية ، وتعطرينها بعطر من اختيارك الجميل ، حتى تتحول حياتك لحديقة ملآى بباقات الورد ؟
اختاري لحظات يرحل فيها خوفك ، كلماتك باتت منك تشكو سيطرتك العالية ، و طول الانتظار على حافة شفتيك إنها تترقب أن تتنفس الصعداء ، وتفك القيود ، وتتجاوز حدود الصمت لعالم التعبير، بكل ما تحملينه من إحساس ومشاعر وطموحات ، بكل الجرأة التي تتصارع بداخلك ..
إنك تعالجين ثورة لا تملكين أن تخمدينها ، لأنها تحدث بركانا ، تتهشم شظاياه في كل أنحاء وأرجاء عالمك , أنت لا تستطيعين أن تُسكِتي صوت الحقيقة ، لأن بداخلك احتياجات وأحلام وآمال .. لها سلطان ولها سحر وبهاء
فاعترفي بها ولو لمرة وأنت تحدقين في وجهه ، أوأنت جالسة بقربه ، أوأنت معه في أي مكان ، عبري له عن ضعفك وقوتك ، عن هزيمتك وعن تفوقك ، عن نجاحك وعن فشلك ..
أصرخي بأعلى صوتك عندما تشعرين بأنك بحاجة لأن تتنفسي هواء نقيا ، أو لتهدئي من ثورة جموحك ، حتى لوما وصلته نبرتك ، أوانتبه لحركة لسانك ، وحتى لو ما أحس بدموع عينيك ، وهي تنزل بهدوء ، فتخدش صفحة وجنتيك ، حتى لو ما تألم لآلامك ، ولا لمس جرح قلبك وهو لا يفتر ينزف وينزف وينزف ..
إنك تملكين إحساسا قويا ورائعا هو حبك له وتقديرك لشخصه وقدره وقيمته وذاك الرباط الوثيق الذي قد أشهدتما الله عليه ، فلا تدعي أنفاسك تختنق بالبكاء ، وكان الحياة ماتت عند حافة عينيك , تأكدي بأن إحساسك الصادق سيصله يوما .
لا تتعبي عقلك وترهقي تفكيرك في متى و كيف ، ولكن اهتمي بأن تحرري نفسك من اوهامك ، وخيالاتك ، ومن خوفك ، وترددك ، وصمتك ، ووجعك .. الذي يقتل كل شيئ جميل فيك ، ولأجله تستحقين أن تعيشي .
دافعي عن حقك في الحياة ، بدل أن تبكي كل مساء ، وتتقوقعي في ركن بارد من أركان بيتك ، أو تقبعي في زاوية من زوايا عذاباتك ، وتهربي من نظرة من نظراته ، يراك فيها ، تحملين ثقل الكرة الأرضية فوق رأسك ، لأنه لم يحن بعد موعد وداعك وفراقك للحياة ، أنت مازلت تتنفسين وتعيشين فلا تستعجلي الموت قبل حلوله .
أثبتي لنفسك وله وللناس أنك تملكين أن تعيشي بسعادة ، وتملكين الكثير لتقدمينه تخلصي من تفكيرك فيم سيحدث لوأنك أخبرته بما في خاطرك ، فليس في عمرك وقت طويل لتصرفيه في العيش بكآبة ، إنها ليست إلا لحظات السعادة التي تستمتعين بها
قولي له ما بداخلك دفعة واحدة لكي تستريحي ، وليحدث ما يحدث بعدها ، لأنك بصمتك لن تستريحي .
حاولي أن تعرفي ماذا تريدين منه حقا، وماذا ترغبين منه حقا ، فقد تكون طلباتك كثيرة ومستحيلة وتعجيزية ، وهو ليس بطللا في قصة يملك يمثل كل الدوار لأجل أن تستريحي وتهدئي .
اتهمي نفسك أولا في كل مشكلة تعيشينها وفي كل شعور سلبي تجدين نفسك فيه فقد تكونين أنت من جُرت عليه بعدم فهمك له ، وبعدم مراعاتك لظروفه ولحياته ولطبيعة شغله واهتماماته .. قد تكونين أنت بطبعك أنانية ، تطلبين منه أن يحقق لك كل شيئ من غير أن تقدمي له شيئا، أو تتنازلي له عن حلم من أحلامه .. لا تنتظري منه أن يكون إيجابيا معك وأنت سلبية ، حتى في طريقة تفكيرك وتحليلك لمشاكلك ، ولحياتك معه .
فكري أن تقولي له : كم أحتاج وجودك بجانبي ، تهبني وقتا أكثر مم تهبه لعملك ، ومشاريعك وطموحاتك , كم أحتاج أن تجلس معي أكثر مم تجلس مع أصدقائك ورفقائك ، ومن تربطك بهم مصالح وأعمال ..
كم أتمنى لو تخاطبني كقريبة لنفسك ولروحك ، أحتاج أن أضع يدي في يدك ، وتشعر بوجودي ، ثم تقول لي : تعالي نجلس معا ، أو نمارس نشاطا تحبه وأحبه ، تعالي نأكل طبقا شهيا ، أو نشرب شرابا حلو المذاق .. تعالي نخرج معا ، نغادر جدران هذا البيت الذي مل من وجودنا بداخله كل هذه الساعات والأيام ، تعالي نرحل بعيدا إلى أي مكان ، نعيش فيه لحظات جديدة ، وتجارب مختلفة يملؤها الإيمان بالله والتلاقي على طاعته والمودة والتصافي بين قلبينا .
أحتاج أن تشعرني أنني امرأة بكل ما تحمله الكلمة ، وأنني من حقي أن أرى نفسي كما أحب ، لأنك زوجي ولأنك اختياري ، فلا أطلب نظرة إعجاب أخرى إلا نظرة إعجابك أنت فلماذا تبخل علي بها ؟ أليست الكلمة الطيبة صدقة ؟ واللقمة في في زوجتك صدقة ؟!
أشعرني بأنني الأجمل في عينيك وفي إحساسك ، وحاول أن تخمد ثورة غيرتي ، بمنحي شعورا بثقتي بك أنك تحبني ، وانني وحدي بداخل قلبك ، أتربع على عرشه ، فلا تملك أي واحدة أن تنافسني فيك أو تشاركني امتلاك هذا الحق فيك , لماذا تصر أن تجعلني أرى نفسي في مرآة عينيك صغيرة ، بحيث لا أرى نفسي ، وكأني أختلف عن النساء ؟
ماذا لو أشعرتني بلحظات السعادة وأنا معك ، وبفرحة أنني زوجتك ؟ إنها ليست إلا سويعات نقضيها معا ، وكل باقي الساعات فهي تصرفها لشغلك ولطلب الرزق ، ولتحقيق ذاتك وأحلامك وأهدافك ، ولأشياء أخرى تراها من أولوياتك ..
أنا أحترمها وأقدرها ، وأدرك أنه من واجبي أن أساعدك ، وأساندك ، واكون بجانبك حتى أراك تحقق نجاحاتك متالية ، وادرك أن من واجبي تقويم سبيلك ونصحك وتنبيهك لما قد أراه من خطئك أو غفلتك , ولكن امنحني أنا أيضا نصيبا من هذا النجاح ، حين أحقق معك أحلامي وطموحاتي، وأشياء جميلة كنت أتمناها وانا طفلة، وأنا شابة ، وأخيرا اخترتك لكي تشاركني إياها .
فلماذا تستهين بها وتسفهها ، وتبعد يدك عن يدي لتتحرك لوحدك بدوني ، وترى سعادتك مع غيري أحتاج أن تجلس وتنظر إلي وجهي وأنت تكلمني ، فقد ترى معالم تعبر عن تقديري لك ، وحينها قد تشعر بأنك تحبني حقا وأنت لا تدري ، وقد تنصت لي بقلبك وعقلك وتفهمني وتحترمني ..
أريد أن تعرف كم تكره المرأة غضب زوجها وعصبيته كلما حادثته عن آلامها وكم ترعبها نظرات عينيه إذا أظهر لها حمرة الغضب فيها وكأنها لهيب نار توشك أن تحرقها , وكم تخاف المرأة حين يصرخ زوجها في وجهها وكم تكره أن ينقص من قدرها ويقلل من شأنها ويجرحها بكلماته بدلا من أن يفكر في مداواتها وتضميد جراحها ..!
هل هناك أحيان يحب الزوج أن يعذب زوجتك ؟! هل يحدث أنه يريحه صوت أنينها ؟ ولماذا لايرشدها للصواب بالقول الرقيق وبالحسن من الكلام ؟! أليست شريكة حياته ؟! أليس الكل يخطىء ؟
قولي له أيا زوجي الكريم ..
لا أريد أن أراك في موقف لا يرضى الله فيه عنك ، ولا أحب أن يعاقبك الله بسبب ظلمك لي ، لأنني أحبك وأحب يرضى الله عني وعنك .
أحب أن تساعدني واساعدك ، ونحن نشق طريق الحياة ، تشجعني وأشجعك على العمل والطاعة والعبادة .. لندخل الجنة سويا .
أحب أن أشعر بالفخر والاعتزاز لأنك زوجي ، ولأنك تحمل مقومات الرجولة الحقيقة ، فحاول أن تتغير ليس لأجلي ولكن لأجل أنك رجل مسلم ، تراعي حقوق الله وحقوق عباده ، فلا تنس أن لي عندك حقوقا وأن لك عندي حقوقا ، فلنؤدها كما أمرك الله بعدل وإنصاف .
لا تدفعني لكي أكرهك ، ولا ترغمني على أن أجور عليك لمجرد أنك جرت علي ، لا تدفعني لأخطئ في حقك ، لأنك أخطأت في حقي ، أنا أحب أن أطيع الله وأتقرب إليه بطاعتك وأنال رضاه بإرضائي لك ..
حافظ على هذا الرباط الذي يجمعنا ا فهو أقدس رباط ، إنه ميثاق غليظ ربط الله به بيننا، وجعل عهدا بيننا يحمل معنى الصدق والاخلاص والمودة والرحمة والحب والوفاء
* فانظر إلى قوله تعالى : ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) الروم 21
*وانظر إلى هذا الحديث الشريف الذي جرى بين النبي صلى الله عليه وسلم وأم المؤمنين عائشة حين يقول لها: "إني لأعلم إذا كنت عني راضية ، وإذا كنت علي غضبى" قالت : فقلت : من أين تعرف ذلك ؟ فقال : " أما إذا كنت عني راضية ، فإنك تقولين : لا ورب محمد ، وإذا كنت غضبى ، قلت : لا ورب إبراهيم " . قالت : قلت : أجل والله يا رسول الله ، ما أهجر إلا اسمك. فأي رحمة هذه وأي منطق حسن هذا من نبي هو قدوة لنا!!
*وحين قال لها صلى الله عليه وسلم: "ذريني أتعبد الليلة لربي" قالت: والله إني لأحب قربك وأحب ما يسرك ) فما أحسن الطلب وما أحسن الجواب.
فما أحوجك وحوجني لمثل هذا الخلق الرفيع ، ولمثل هذا القول والعمل .
لا تنس بأنك اخترتني من دون النساء ، وقررت بأن تتزوجني ، فأنا نصيبك الذي قسمه الله لك ، ورزقك الحلال الطيب الذي بعثه الله إليك فلا تتبطر على أنعم الله عليك ، وليكن دليل قوة إيمانك رضاك بما قسمه الله لك .
تصدق علي بالكلمة الطيبة والحلوة ، لتمنحني الثقة بنفسي بدرجة كبيرة , جرب أن تهبني وتهب نفسك قدرة العطاء والإنتاج ، والتواجد في رحلة الحياة التي نعيشها من بدايتها حتى نهايتها بحسن التعبير والفعل .
إننا حين نتقن التعبير ، وحين نفهم الكلمة ونضعها في موطنها الصحيح سوف نقترب من معرفة أنفسنا والآخرين.، وسندرك حقيقة لغز تواجدنا وحياتنا معا.
هذا ما أمرنا الله به عزوجل في القرآن الكريـم ، الدعـوة إلـى الكلمـة الطيبـة: قال الله تعالى : ( وقولوا للناس حسناً) وقال سبحانه : (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ) , وقال سبحانه: (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) ,وقال تعالى : ( ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمةً طيبةً كشجرةٍ طيبةٍ أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون )
*كما وصانا به الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم:( كل سلامى عليه صدقة ، كل يوم ، يعين الرجل في دابته ، يحامله عليها ، أو يرفع متاعه صدقة ، والكلمة الطيبة ، وكل خطوة يمشيها إلى الصلاة صدقة ، ودل الطريق صدقة ) صحيح البخاري (ح2891 ) , وقوله صلى الله عليه وسلم : ( اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم يكن فبكلمةطيبة ) صحيح البخاري ( ح 6540 - 6023 ) , وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه بها درجاتوإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله ، لا يلقي لها بالا ، يهوي بها في جهنم ) صحيح البخاري ( ح 6478 ) , وقال صلى الله عليه وسلم: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت )صحيح البخاري ( ح 6135 – 6136 – 6138) , وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن في الجنة غرفة يُـرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها)) فقال أبو مالك الأشعري: لمن هي يا رسول الله ؟ قال: " لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات قائما والناس نيام) الترغيب والترهيب : 2/ 89
فلماذا لا نجعل حياتنا تشيع فيها الكلمة الطيبة والتعامل الحسن ، ونجعل ذلك شعارا لنا في حياتنا معا ؟
كثيرا ما نفسد حياتنا بتقليب ملفات الماضي ، فلماذا لا نتعلم أن ننسى ما مر في حياتنا من آلام وذكريات حزينة ؟
فلنطمس هذه الملفات ، ولنفتح ملفا جديدا عنوانه : ملف الحب والمودة والرحمة والصفح الجميل والخلق الحسن ..
*يقول الحق سبحانه وتعالى : ( وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وإن الساعة لآتية فاصفح الصفح الجميل ) الحجر 85
والصفح الجميل هو: الصفح بلا عتاب ، الصفح السالم من الحقد ، الخالي من الأذية القولية والفعلية، الصلح الذي لا يقابل فيه إساءة بمثيلتها ، إنه الصفح مع الإحسان ..
فكم نحتاج لمثل هذا الصفح في حياتنا ، وكم نحتاج لنتعلم من أدب الرسول صلى الله عليه وسلم , ونمنع أنفسنا من لحظة الصفح لأجل أن تستمر الحياة بهدوء وتحرمنا من العفو والسماح ، ومن قول الكلمة الطيبة ، إنها كلمة واحدة ، لا تحتاج مني ولا منك لتأشيرة سفر لكي تغادر موطنها وحدودها الجغرافية ، ولا تلزمني وتلزمك آداء مبالغ مالية لكي تصل لقلبك وقلبي وقلوب من حولنا ، فجربها لن يمنعك عنها إلا حالة واحدة أن تظل مصرا على احتفاظك بالكبر ، وحينها ستخسر الكثير بما فيهم أنا
جلست تحكي لي ووجدت بوحها هو بوح قلب نازف لامرأة قد تكون من بيننا وقد تكون أي مرأة أخرى تحمل ألف معاناة ومعاناة والف جرح وجرح وتعجز أمام خوفها ورهبتها أن تحمل جرأة الاعتراف لزوجها ، فيظل الصمت يقتلها لغاية ما تتحول لإنسانة تتحرك بجسد لا بروح ـ، وبنبض لا يجري دماء في العروق ..
كم نحتاج لمرأة تبوح ولا تنوح ، تبحث عن حل لمشاكلها وتتحدى ضعفها بقوة الطاقة التي بداخلها ، وتسعى لتحقق التغيير بدءا من نفسها قبل أن تطالب زوجها بذلك ,
وكم نحتاج لكي ينصت الرجل لمثل هذا البوح ويشعر به ، ويسعى أن يتغير ، ويحول حياته وحياة زوجته لموكب تضاء فيه الشموع وتزف فيه العرائس ، وتعل فيه الزغاريد وترسم فيه البسمات على الوجوه .
قلت لها وأنا ألملم أوراقي : كلاكما يحتاج لمثل هذا البوح لكي يعيش ، ولكي يشعر بانه سعيد .