
في يوم الإثنين العشرين من شهر رجب من السنة الثلاثين وأربع مائة وألف من الهجرة ودع المسلمون عالماً نحريرا وفقيهاً فذاً، ملاء الدنيا علماً وعملاً قل أن يوجد له نظير في هذا العصر؛ ذلكم هو الفقير إلى عفو الله عبدالله بن عبدالرحمن ابن جبرين؛ اللهم اغفر له وأرفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه.
لم يكن ابن جبرين – رحمه الله – صاحب منصب أو صاحب مال وإنما كان رجل علم ودين يحمل بين جنبيه ميراث الأنبياء الذي من أخذ به أخذ بحض وافر فقد روى أهل السنن حديثاً –أختلف في تصحيحه وقد حسنه ابن القيم في مفتاح دار السعادة – عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: (( من سلك طريقا يطلب فيه علماسلك الله به طريقا من طرق الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم وإنالعالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء وإن فضلالعالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإن العلماءورثة الأنبياءوإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثواالعلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر)) رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة.