26 رمضان 1430

السؤال

تعرفت على فتاة عبر الإنترنت وأرجو الزواج بها ومحادثاتنا تخلو من أي شيء يخدش الحياء, وأريد أن أتقدم لخطبتها لكن هناك ما يمنعني من البعد عنها فلذلك أنتظر أقرب فرصة كي أطلب يدها.. دلوني على الصواب شاكراً لكم.

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

السائل الكريم
سبق ونشرنا في هذه النافذة كثيرا من الإجابات حول ماهو قريب من سؤالك ذاك واظن أن فيه الكفاية لمن شاء الاطلاع على محددات العلاقة بين الجنسين في الانترنت ..
وقد بينا وبين مستشارونا الفضلاء ان تلك المحددات تدور حول معان أساسية من أهمها : أن الأصل هو عدم تبادل الحديث بين الجنسين في ظل ظروف وأوضاع الانترنت المعروفة لئلا يتسبب ذلك فيما لايحمد عقباه من تأثير سلبي متبادل , وأن الحديث المتبادل إنما يكون عند الحاجة وفي تلك الحالة يقتصر الحديث على الحاجة كالسؤال الذي لا يستغنى عنه ومثاله .. وتوجد ضوابط أخرى تفصيلية للوضع العملي والتطبيقي الحاصل تستطيع أن تجدها في استشارات ومقالات مختلفة في موقعنا ..
إلا أنني وددت ههنا أن اهتم من حديثك بنيتك التي تتحدث عنها في الخطبة والزواج بتلك الفتاة التي تتكلم عنها ولست أدري ماذا يدعوك إلى الحديث معها عبر الانترنت إذا كنت قد قررت خطبتها ؟! ولماذا لا تصبر وتنتظر حتى تذهب لخطبتها في وجود وليها فتراها وتعلم حال أهلها وما يدعوك للموافقة على الارتباط بها , فقد تجد ما ينفرك منها وقد يجدون هم ما ينفرون منه فيك وقد لا يحدث القبول ولا الاتفاق وغير ذلك من الاحتمالات المختلفة .. فعندئذ أين تذهب بأحاديث الانترنت ووعوده ؟! وما قد يجر إليه ذلك الحديث مع خلفية ما تقوله من رغبتك في خطبتها وما قد يسببه ذلك من تهاون بين الطرفين ؟!
إن المرء الجاد في ذلك ليتخذ الخطوات الجادة في التقدم والخطبة ومن كان حاله لا يسمح حالا فلا يصح له ولا يجوز له أن يتخذ من ذلك موطئا لاستمرار المحادثة التي قد تدخل بينهما في روابط وعلاقات لاتحمد عقباها ..
الجاد أيها الكريم يسعى سعيا منجزا ويتحدث مع ولي الفتاة حديثا صريحا لا مواربة فيه , فإن الفتاة ليست موضعا للحديث في شأن الزواج - بعد اختيارها - بدون وليها , إنما جعل ذلك لوليها وعائلتها مع موافقتها وعلمها ..
ولا يغرنك ايها الأخ الكريم أنك الآن تستطيع أن تجعل محادثاتكما خالية مما يخدش الحياء – كما تقول – لأنك لا تدري ماذا يجر ذلك , وقد رأينا وسمعنا عن حوادث مبدؤها مثل الذي تقول تماما من الأوصاف وكانت نهايتها خيبة وخسران وألم وعصيان ..وقاك الله شر ذلك ويسر لك الزواج بالصالحة المؤمنة إنه ولي ذلك والقادر عليه
---
وأحيلك على بعض الروابط التي قد تفيد قراءتها على أن تقوم بالبحث عن غيرها في نوافذنا التربوية :
- http://www.almoslim.net/node/108164
-http://www.almoslim.net/node/116210