19 شوال 1443

السؤال

أصلي خلف إمام يلحن في الفاتحة، بل القرآن كله؛ بسبب العجمة، فمثلا يقول: الحمد والهمد أحيانا، ويبدلون الشد أو الحرف المضعف نونا: مثلا يتزكى يحولها يتزنكى ... الخ. فهل صلاتي معهم صحيحة، وهل الأفضل لي أن أستمر في الصلاة معهم، أم صلاتي في بيتي أفضل؟

أجاب عنها:
أ.د. سليمان العيسى

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
إن العلماء -رحمهم الله- ذكروا أن الإمام الذي يلحن في الفاتحة لحناً يحيل المعنى لا تصح إمامته إلا بمثله.
فقد جاء في الكافي لابن قدامة المقدسي رحمه الله، فيمن لا تصح إمامته إلا بمثله ما نصه (الثاني: الأمي وهو: من لا يحسن الفاتحة، أو يخل بترتيلها أو حرف منها، أو يبدلها بغيره كالألثغ الذي يجعل الراء غيناً، ومن لحن لحناً يخل المعنى، مثل أن يضم تاء أنعمت أو يكسر كاف إياك، أو يخل بتشديده، فإن الشدَّة مقام حرف، بدليل أن شدة راء الرحيم قامت مقام اللام، لكن إن خففها أجزأته، فهؤلاء إذا لم يقدروا على إصلاح قراءتهم أميون تصح صلاتهم بمثلهم، ولا تصح بقارئ؛ لأنه عجز عن ركن الصلاة، فأشبه العاجز عن السجود، فإن أم أميين وقارئاً صحت صلاة الأميين وفسدت صلاة القارئ. انتهى.
قلت: وننصح السائل إذا لم يمكنه إصلاح قراءة الإمام المذكور أن يطلب منه ومن جماعته أن يصلي بهم مدة إقامته؛ حتى لا تتعرض صلاته للبطلان كما تقدم، هذا وإذا لم يتيسر هذا ولا ذاك ساغ له أن يصلي وحده، لكن عليه الحرص بأن يصلي ولو ببعض المأمومين ولو بواحد من تلك الجماعة، بل ولو بأهله ليحصل على ثواب الجماعة. والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.