23 ذو القعدة 1430

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أنا شاب ملتزم منذ صغري، وحافظ للقرآن، ومحافظ على الصلاة في المسجد مع الجماعة، ولي بعض الأنشطة الدعوية ولله الحمد والفضل والمنة.. ولكني أعاني بين فترة وأخرى بمشاهدة المسلسلات والأفلام المحرمة، وفي كل مرة أستغفر الله وأتوب إليه، وأقطع الأيمان على ألا أعود إلى تلك الأفلام مرة أخرى.. ولكن ما يلبث أن يمر بي الوقت حتى أعود إلى مشاهده تلك الأفلام؛ فأنا قد ضاقت بي نفسي من هذا الفعل، وعجزت عن ترك هذه المعصية وأنا أبحث عن الحل لمشكلتي لعلِّى أجد ضالتي عندكم.
ولا تنسوني من الدعوات.. رعاكم الله وسدد على طريق الحق خطاكم.

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

السائل الفاضل..
إن من نعمة الله على الشاب أن ينشأ في طاعة الله وعبادته، وأن يوفقه الله لصاحب سنة يعلمه الهدي والخلق، وأراك بحسب قولك قد من الله عليك بخير وحفظت القرآن – ويالها من نعمة عظيمة- ثم تنتظم في الجماعات وتحضر الأنشطة الدعوية والخيرية وهذا من فضل الله عليك ان يسر لك ذلك..
لكنك تشكو من فتور يحدث لك وغفلة تنتابك بين الفينة والفينة قد تشاهد فيها ما حرم الله سبحانه، فتضيق نفسك وتشعر بالحزن والكرب..
وأنا هنا لي معك وقفات مختصرة:
أولا: أنصحك دوما بإشغال نفسك بالخير، فإن نفسك إن لم تشغلها بالخير شغلتك بالغفلة والشر، فأشغلها بأنواع الخير المختلفة، من دروس العلم وعمل الصالحات، كصلة الرحم، وبر الوالدين، ومعونة المحتاج ورعاية اليتيم وغير ذلك من الصالحات ولتجعل لنفسك في ذلك دورا مهما وعملا قائما
ثانيا: يجب أن يكون لك يوميا من قرآنك الذي حفظته ورد يومي مناسب تحاول فيه أن تتدبر الآيات ومعانيها وتتفهم ما استطعت من توجيهاتها، وتبحث عما خفي عليك من فقهها في كتب العلم والتفسير..
ثالثا: ابحث عما يفتح لك باب الشر إلى الأفلام وغيرها وأغلقه بنفسك، بمعنى أن تقطع العلائق التي تعلقك بها, فإن كانت فضائية ما فقم بحذفها وإن طريق آخر فقم بقطع الطريق بينك وبينه.
رابعا: من أفضل وأيسر ما يقطع تسلط الشيطان ويضعف قدرته على إغفال العبد هو ذكر الله في الصباح والمساء، فانتظم عليه دوما بعد صلاة الصبح وبعد صلاة العصر إلى المغرب، فإن ذلك الذكر يرغم الشيطان ويجعلك في حفظ الله ورعايته طوال يومك وليلتك، وعندئذ يسهل عليك مضادة الشيطان والانتصار عليه.؟
خامسا: مناجاة الله سبحانه وكثرة دعائه عز وجل لنفسك بالهداية يوميا وفي كل وقت، وأن تسأله سبحانه أن يباعد بينك وبين الغفلة والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يرشدك إلى الهدى دوما وأن يعفك في الخير دوما من أكبر وأهم أسلحة مقارعة الشيطان.
وأرى في سؤالك قولك أنه قد ضاقت نفسك بذلك, فإن المرء الذي تسره حسنته وتسوؤه سيئته فهو مؤمن قد تغلبه نفسه مرة ويغلبها مرات، فاسأل ربك ينصرك ويهديك ويقربك إليه {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} (البقرة: من الآية186).. وفقك الله.