17 محرم 1431

السؤال

أنا مشرف على حلقات وأمامي مجموعة من الطلبة المميزين طلب مني أن تكون لهم برامج خاصة وفعلاً بدأت بالترتيب لها ولي خبرة في ذلك..
ولكن الإشكال هذه المرة أنني وجدت بعض الطلبة المميزين هم ممن وهبهم الله جمال الوجه (الوسامة) وكلما قررت أن أتخلى عنهم يداخلني الشيطان بمداخل لا حيلة لي فيها، كما أنني أخاف أن أضع مشرفا يكون مقصرا، لأنني رسمت خطة جيدة جداُ فأنا ما بين تردد مرة أقول أن الناس سيتهمونك وأتذكر أثر الإمام احمد في نفس شأني ومرة أقول لا سأستمر وهذه تأتي بالبداية وتنجلي مع الوقت، ومرة أقول لن أخسر الإيمان مقابل طلاب.. فما توجهني هل أستمر أو أتوقف؟! وشكراً.

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

الأخ السائل:
أستغرب كثيرا من مثل هذه المشكلات التي تزعج كثيرا من الناس وتشعر القراء بثغور يمكنها أن تتسلل إلى الدعاة إلى الله حيث يسهل على الشيطان غزو قلوبهم بفتن الشهوات فتتدحرج القلوب و تسقط وتكون الكارثة!
فأول ما ينبغي على المربي والمعلم والقدوة أن يكون طاهر القلب من الشهوات والشبهات وألا يدع قلبه نهبا للشيطان يقلبه كلما أراد..
كما يجب على المربي والموجه أن ينظر في أماكن ومساقط الفتن فيجتنبها ويربي قلبه على الإيمان من خلال العبادة والعلم والتربي في ظلال أهلهما.
ومن بديهيات تربية القلب هو بغض المعاصي والكبائر، وإلا فكيف يستقيم قلب كان كالريشة في مهب الريح كلما حركته الفتن تحرك، إنه عندئذ يرتكب جرما فادحا، سواء كان في حق نفسه أو في حق هؤلاء الذين وقعوا تحت طائلته من الطلاب أو غيرهم فساعد في إفساد قلوبهم
وبناء على تلك المعاني السابقة فإنني أنصحك بإعادة ترميم ما تهدم من جدار نفسك فنشأ منه ثغور يتسلل إليها الشيطان فيحدثك بالفتن، وترى نفسك عندها ضعيفا منساقا لا تقدر على درئها ولادفعها..
وإني إن كنت أشكر لك خوفك من الوقوع في الإثم فإني اعتب عليك مجرد التفكير فيه ومتابعة النظر لهؤلاء حتى إنك لتخشى من وقوع الإثم ثم قبولك لحيل الشيطان فأنت تتردد في البعد عنها، كما أعتب كذلك عليك استشعارك من نفسك هذا الضعف الشديد الذي تصفه..
فإياك أن تترك نفسك بغير تأهيل ضد أمثال تلك الآثام، وإياك كذلك أن تدع نفسك في أماكن الشهوات.
فدع المكان لمن يستطيع إحسان القيام به، ودع العمل لمن هو مؤهل له، واياك من تسويل الشيطان لك بكونك تخشى ان المشرف القادم لن يستطيع الإنجاز أو غير ذلك من الأوهام، وعد بنفسك بعيدا عما تشكو
كذلك فأنصحك أن ترشح لهذا العمل معلما خبيرا، ووقورا صالحا محصنا عليه سيماء التقوى .. وفق الله أهل الإيمان إلى الخير دائما.