" تعترف الدول الأطراف بحق كل طفل في مستوى معيشي ملائم لنموه البدني والعقلي والروحي والمعنوي والاجتماعي. " ... " تعترف الدول الأطراف بحقوق الطفل في حرية تكوين الجمعيات وفى حرية الاجتماع السلمي. "
تلك الكلمات نقلتها من اتفاقية حقوق الطفل الدولية والتي وقعت عام 1989 ، ودخلت حيز التنفيذ في سبتمبر 1990 . وقد احتفل العالم أجمع بمرور 20 عام على توقيعها منذ أيام !
وتعد تلك الاتفاقية من أكثر اتفاقيات الأمم المتحدة شيوعا وانتشارا بين الدول الأعضاء ، فلقد صدق عليها حتى الآن ما يفوق عن الـ 190 دولة ، وتعد أيضا أسرع اتفاقية لحقوق الإنسان اعتماداً وأكثرها اتساعاً في التاريخ.
والمفروض أن تكون الاتفاقية قد وفرت كثيرا من حقوق الطّفل ويمكن أن نجملها من خلال ثلاث محاور أساسية :
الحقوق: فنصت على حق الطفل في الحصول على أشياء وخدمات معينة ، على سبيل المثال : الجنسية، الاسم، الرعاية الصحية ، و التعليم.
الحماية: من التعذيب، الاستغلال و الاعتقال التعسفي.
المشاركة: في القرارات التي تؤثر على حياته الخاصة أو المجتمع الذي يعيش فيه بالكامل.
وعلى الرغم من ذلك إلا أنها مازالت تعتبر " حبرا على ورق " ، فمازال الكثير من الأطفال في العديد من دول العالم يعانون من الفقر والتشرد وسوء المعاملة والإهمال والأمراض ، وعدم المساواة في توفير فرص التعليم، بل واشتدت معاناتهم بسبب الحروب و أعمال العنف، و التمييز والفصل العنصري والعدوان والاحتلال الأجنبي لبلدانهم ، والتشرد والنزوح، واضطرارهم للتخلي بشكل قسري عن جذورهم. وكثيراً ما يكونون ضحايا الإعاقة والإهمال والقسوة والاستغلال.
وليس أدل على هذا واقعا من حال أطفالنا ( أطفال العالم الإسلامي ) ، فما بين تفرق وضياع ، وتشرد وقلة متاع ، يعيش أطفالنا في فلسطين ، والعراق ، وأفغانستان ، ناهيك عن الوضع الغير إنساني في بعض البلدان الإسلامية نتيجة لضعف الحال الاقتصادية والاجتماعية في تلك البلدان.
وهذه حال أطفال بقعة واحدة من بقاع أمتنا وهي : " غزة " , ولننظر إلى ما وصل إليه الحال هناك بالأرقام والإحصائيات الدقيقة لوضع فلذات أكبادنا هناك ..
- حصيلة عدد الشهداء من جرّاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة قد بلغ 1317 شهيداً بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، في حين وصل عدد الجرحى الى 5340 منهم 1855 طفلاً (أي ما نسبته 35%)
- نسبة وفيات الأطفال حديثي الولادة (أول 28 يوما من عمر الطفل) هي الأعلى بين نسب وفيات الأطفال حيث قدرت بحوالي 18.1 من كل ألف مولود حي.
- وتبين الإحصائيات أن 51% من الأمهات في الأراضي الفلسطينية أفدن بأن أطفالهن قد تعرضوا للشتم أو الإهانة أو الضرب.
- وشكل الأطفال الفقراء ما نسبته 53% من مجموع الفقراء،وذكر البيان أن طفلين من بين كل خمسة أطفال في الأراضي الفلسطينية يعيشان في أسر فقيرة .
- 30% من الأطفال الفلسطينيين ممن أعمارهم تقل عن عشر سنوات يعانون من مشكلة التبول اللا ارادي بسبب استحكام الخوف .