السؤال
صديقتي تعرف شابا وبعض الأحيان تخبرني أنها تقابله، أنا اخبرها انه غير جائز وحرام شرعا، ولكن تخبرني أنها تحبه وهو يحبها، فأخبرها القصص الكثيرة التي يخدع الشباب بها الفتيات ولكنها لا تسمع.. فأنا مترددة هل اخبر أهلها؟ فإذا أخبرتهم أخاف بان تصفني بالكذابة وتكون هناك مشاكل كثيرة.. وإذا لم اخبر أهلها أخاف بان ترتكب أخطاء كبيرة ويوم القيامة تحملني الذنب لأني لم اخبر أهلها، فأنا في حيرة..
الجواب
الحمد لله رب العالمين وبعد، الأخت الكريمة:
أحمد فيك اهتمامك بشأن صديقتك ونصحك لها ولقد قل صديق الخير في هذه الأزمان وكثر صديق السوء..
وصارت صداقات الفتيات مدارها على الهوى وحكايات الشباب وصارت أوقاتهن تنقضي حول الأغاني والروايات والغيبة وذكر أحوال الناس فيستغل الشيطان مجالسهن دوما وينشئ بينهن الارتباط على المعصية وتصير علاقاتهن علاقة لهو ومشاعرهن مشاعر غيرة وحسد وفتنة يقول الله سبحانه وتعالي: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} (الزخرف:67)، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل".
وأرى أن دورك تجاه صاحبتك يكمن في ثلاثة محاور:
الأول: نصحك لها وتذكيرك لها بالله وتعليمك لها الإيمان وتوجيهك لها إلى سبل الخير بقراءة القرآن وتعلم أحاديث النبي والتبصر الأخلاق وتفهيمها مصلحتها في الدنيا والآخرة وتعريفها بصاحبات الخير وصحبتها إلى مجالس الهدى والنور حيث يكمن كل نافع وصالح وحيث يفر الشيطان وتقبل ملائكة الرحمن.
ثانيا: تحذيرها ومنعها من هذا الشاب قدر الاستطاعة وتنبيهها أن لك دورا كصديقة لا يسمح لك بإقرارها على ما تفعل..
ثم تعاونك مع صاحباتك المؤمنات على نصحها ودعمها نفسيا وإيمانيا تجاه موقفها الضعيف.
وليكن مدار حديثك معها أن ذالك الشاب لو كان صادقا لأطاع الله فيها بالتقدم لخطبتها، وأنه ما كان كاذبا أو لاهيا فإنما يظل معها كشيطان يدعوها إلى طريق الآثام وأن هذا الطريق نهايته كل سوء وندم وحسرة وخسران في الدنيا والآخرة.
ثالثا: إن لم ترتدع ولم تنته عما تفعل، أنذريها وخوفيها بأنك ستخبرين أهلها وكرري عليها ذلك مرات ومرات، فإن لم ترتدع فاصطحبي معك صديقة أخرى مؤمنة صالحة من أصدقائكن ثم اذهبن لأهلها، وحادثهن بأسلوب حسن، وبين فيه حبكن لها، وحرصكن على مصلحتها، واذكرن ميزاتها، واعرضن على أهلها التعاون معهم لحل مشكلتها
ثم تذكرن جميعا الدعاء لها بانتهاء محنتها وقبول توبتها وعودتها إلى ربها.