السؤال
صديقي متعلق بفتاة يحادثها عبر الجوال وعبر الإيميل.. جلست معه وصارحني ويريد الفكاك منها، علماً أنه يعلم الحكم ومدى الذنب وأريد أن أساعده، أنا وصديق آخر يعلم بالموضوع، ماذا علينا أن نعمل؟
الجواب
أولاً: للصداقة المخلصة النقية حق كبير على الصديق، وقد أوصى الله سبحانه بصبر النفس مع الصالحين من الأصدقاء والطيبين من ذوي الصفات الكريمة فقال: )وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا...} [الكهف: من الآية28].. فدعني أشكر لك اهتمامك بصديقك وحرصك على استقامته.
ثانياً: كثيراً ما تقع أمثال تلك السقطات من الشباب في تلك الأيام التي غاب فيها كثير من الحق واغتربت فيها معاني الفضيلة وصارت الأخلاق نهبا مستباحا، فلا يجب عليك الاستغراب ولا التعجب بل يجب عليك مواجهة الموقف والإصلاح.
ثالثاً: سبق كثيرا وقلنا إن الوحدة والغربة والتفرد مدعاة إلى المعصية ففي الغربة يستغل الشيطان وحدة المرء، وفي الاغتراب يسهل تسويل الشيطان للمرء بالخطأ فربما يكون صاحبك قد سقط فريسة لها وصارت وحدته دافعا للشعور بالرغبة التعلق بالمرأة، لا سيما إن كان قلبه ضعيفا تجاه تلك الفتنة.
رابعاً: فراغ القلب من حب الله سبحانه وتعالى وفراغ الجوارح من الاشتغال بالعبادة مدعاة أخرى للسير وراء الفتن، فالنفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية، وأنت ترى كيف حرص الإسلام على توظيف العبادات المختلفات طوال لحظات عمر الإنسان حتى يقول بعض الصالحين: "من تدبر في خلق أعضائه علم أنها لم تخلق إلا للعبادة".
خامساً: أنصحك بعدة خطوات معه:
1- إحاطته بأصحاب خير، وأصدقاء تقوى ودفعه للانتظام في صلاة الجماعة وحضور دروس العلم قدر ما يستطيع.
2- ليكن علاجه هو علاج البتر، فهو أحسن علاج، فليقطع عنها كل سبيل للاتصال، وليقطع عن نفسه كل سبيل للعودة، فلقد كانت له تلك الفتاة معصية لربه، ومجلبة لغضب القهار العظيم، ومبعدة للرزق ومدنية للشياطين.
3- ليحاول ما استطاع البحث عن زوجة صالحة، وليكن دورك معه محاولة ترسيخ الإيمان في قلبه والاستشعار بمعنى محبة الله وعظمته وجلاله. وفقكما الله.