مظاهر المشكلة الآثار المترتبة عليها.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، أما بعد ، فقد تناولنا في الحلقة السابقة مقدمة وتعريف للمشكلة ، وعرض لبعض العوامل التي تسهم في ظهورها ، وسنتناول في هذه الحلقة مظاهر هذه المشكلة وبعض الآثار المترتبة عليها.
مظاهر المشكلة :
تتخذ المشكلة مظاهر شتى ، وليس بالضرورة تظهر لدى كل الحالات ومن هذه المظاهر :
1/ المعاناة من مشكلات الطرف الآخر، والحيرة في كيفية التصرف خاصة من قبل الزوجات .
2/ برودة جذوة الحب بين الزوجين ، وبالمقابل قد تسمع الزوجة الكرم الحاتمي في التغزل بتلك الفتاة السيئة .
3/ الانشغال عن الأسرة خاصة عن الطرف الآخر في كثرة الانعزال .
4/ كثرة الغياب عن المنزل ، أو تكرار الخروج من المنزل .
5/ الجلوس الطويل على جهاز الحاسوب .
6/ الانعزال في غرفة خاصة لممارسة هوايته الخاصة ، كأن تبتعد الفتاة عن أسرتها بحجة المذاكرة ، أو محبة الوحدة ، وقد تختلق بعض المشكلات من أسرتها ، لأجل ذلك ، وقد تخول الزوجة عن زوجها وأولادها لأجل ذلك ، ومثل هذا يقال بحق الفتى أو الزوج .
7/ استخدام الهاتف الثابت أو النقال بمكالمات مطولة ومريبة .
8/ المعاكسة المباشرة ، في الأسواق والطرقات ، وأماكن التفسح والترويح وغيرها
9/ كثرة الشجار بين الزوجين .
10/ حرمان الطرف الآخر من حقه الطبيعي في المعاشرة .
11/ المقارنة الظالمة للزوجة العفيفة بالعشيقة التعيسة أو الزوج العفيف بالعشيق التعيس.
12/ حرمان الأبناء من العيش بسعادة وهناء ، وكل ذلك ينعكس سلبا على استقرار الحياة الأسرية ، وبالتالي تشتت أفراد الأسرة ، وما يتبع ذلك من مشكلات ومصائب .
الآثار المترتبة على هذه المشكلة :
تعتبر الخيانة واحدة من أعظم وسائل جلب الفساد وانتشار الفاحشة ، وتيسير اللقاء الحرام ، وما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ، وهي وسيلة من وسائل دمار الأسر ، وتضييع مستقبل الأسر والزوجات والأزواج والفتيات .. .
ومن هذه الآثار السلبية الناجمة عن الخيانة ، والتي ينبغي الوقوف عندها حين مناقشة هذه المشكلة ، ما يلي :
1. ارتكاب أمر محرم وذنب كبير يستحق الواقع فيه بالرجم حتى الموت إن كان محصنا .
2. نقض عرى عقد الزوجية .
3. التشتت الذي يعايشه الخائن بين الحلال والحرام .
4. شيوع الفاحشة ، فظاهرة انحراف الرجل أو المرأة فالنتيجة النهائية وقوع الجريمة وإشباع الرغبة في ما حرم الله .
5. دمار الأسر ، فكثيرة هي حالات الطلاق بسبب بلاء الخيانة ، فهناك من يستغل غياب صديقه ورقابته ليعاكس أهله ، وقد تكون الزوجة ممن تتساهل في الردود على الهاتف، أو ممن تهوى العبث واللعب بالمعاكسات ، فتبادل ذاك المعاكس الكلام- لا لقصد الفاحشة- ثم تتطور الأمور حتى يبلغ الخبر إلى زوجها فيحدث الطلاق!! ، وتكبر العداوة بين الصديقين ، بل قد تكون المعاكسات سبباً في الطلاق حتى بعد توبة الزوجة من ذلك .
6. الحرج والضيق الذي يعيشه الخائن نتيجة الإحساس بالذنب .
7. تبذير المال والإنفاق دون شعور ، ولأجل الحبيب صرف المال في وجه غير شرعي .
8. الخلل في الرعاية للأولاد والزوج أو الزوجة .
9. الخيانة موت للقلب ، وإماتة للغيرة ، وزرع لأسباب الفتنة وضياع المجتمع .
10. من الآثار كذلك انعدام الثقة بين الزوجين ، فإن العلاقة تتدهور ، ومبدأ الوضوح والتفاهم بينهما يخف يوماً بعد يوم .
11. قد ينحرف الطرف الآخر نكاية بشريكه الخائن .
12. ضياع الأسرة وتفككها وتشرد الأبناء ، وكل ذلك ضحية تهور الأب وتعجل الأم أو العكس .
13. كثير من الزوجات ، تشتكي زوجها المعاكس ، أنه لا يحسن عشرتها ، ويستحقرها ويهينها ، ويضربها إن هي ناقشته في ذلك ، هذا نذير شر لتلك البيوت .
14. قد يؤدي السلوك المستهتر ، إلى الانفصال والطلاق بينهما ، وتعظم المشكلة حين يكون لهما أبناء .
15. ومن آثار ونتائج هذه الخيانة ، قسوة القلب ، وانعدام الغيرة عند الزوج المعاكس على محارمه .
16. ممارسة الخيانة يقود للإدمان عليها ، وبالتالي قد يكون من الصعب تركها بعد الزواج .
17. حمل صورة نمطية سيئة عن الجنس الآخر، سواء من محارمه أو من غيرهم ، وقد حدثني شاب مر بتجارب عديدة من الخيانة ، ولما أراد التوبة ، والزواج خطب وشاهد 50 فتاة ، وكلهن لم يعجبنه ، حتى قال لي أريد فتاة لا تتعرف الجوال !! .
18. هذه الخيانة تجر إلى المحرم ، وهذا يؤدي إلى النار إن لم يتب الله عليه .
19. كما تدين تدان ، فكم من زوج معاكس ، كانت إحدى محارمه ، طرفا في قضية معاكسة !! ، ولا يظلم ربك أحدا ، دقة بدقة ، ولو زدت لزاد السقا ، قال الإمام الشافعي رحمه الله :
يا هاتكًا حرم الرجال وقاطعـا سبل المودة عشت غـير مكـرم
لو كنت حـرًا من سلالة ماجد ما كنت هتاكًا لحــرمة مسلـم
من يزن في بيت بألفي درهـم في أهلـه يزنى بغــير الدرهم
إن الـزنا دَيْـنٌ إن أقرضتـه كان الـوفا في أهل بيتك فاعلـم
20. من الآثار ما يتعلّق بالأمراض الناشئة عن وجود هذه الانحرافات من الأمراض المترتبة على الزنا مثل الإيدز والزهري والسيلان وغيرها .
21. ربما يجني صاحبه عقوبته ، في الدنيا قبل الآخرة ، بحد أو سجن وفضيحة اجتماعية أو حرمان من زواج وتكوين أسرة .
22. إزعاج للمسلمين ومصدر قلق لهم ، وتعرض لدعواتهم .
23. تأثيرها السلبي على أمن المجتمع ، لما يصحب هذه الجرائم من أخلاقيات شاذة ، تنتج أمراضاً اجتماعية وربما عقلية ، وربما كان من آثرها استعمال المخدرات ، والذي ينجم عنه الاعتداء على الحرمات ، وعلى الأهل ، وربما ينجم عنه الانتحار .
24. ومن الآثار الأمنية أيضا ، وقوع جرائم القتل ، أما انتقاما لكرامة ، أو ثأرا للعرض ، وكذلك إشغال رجال الأمن عن أمور ومهمات أخرى يقومون بها .
25. استحقاق العذاب الأليم ، قال الله سبحانه وتعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } النور19 .
26. ظهور الأمراض المميتة في المجتمع ، يقول عليه الصلاة والسلام : [ لم تظهر الفاحشة في قوم قط إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم ] رواه ابن ماجة والبزار وغيرهما .
27. شيوع الأخلاق المرذولة في المجتمع كما يصورها الشاعر في كلماته الصادقة حيث يقول :
إن الـمعـاكـس ذئـبٌ يغـري الفتاة بحيـلـة
يـقـول هيـا تعـالـي إلى الحـيـاة الجميلـة
قالـت أخاف العار والإغر اق في درب الـرذيلـة
والأهل والإخوان والجيـ ـران بـل كل القبيلـة
قـال الخبـيـث بمكــر لا تقـلـقي يا كحيلـة
إنـا إذا مـا الـتـقينـا أمامـنا ألـف حيلــة
إنمـا الـتشديد والتـعـ ـقيـد أغلالٌ ثقـيلـة
ألا تريــن فـلانــة ؟ ألا تـريـن الـزميلة؟
وإن أردت سـبـيـــلاً فالعـرس خيـر وسيلة
وانقادت الشــاةُ للذئـب علـى نـفس ذليـلـة
فيـا لـفحش أتـتـــه ويا فـعـال وبـيلــة
حتى إذا الوغــد أروى مـن الفتـاة غليلــه
قـال اللـئـيم وداعــاً فـفي البـنات بديلـة